تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قوله : ( وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إ... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث جا...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قوله : ( وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف.وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث جابر بن سليم رضي الله عنه في باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة: " وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيَّرك بما يعلم فيك فلا تعيِّره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا بقية حديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين، قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وأن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف لما قال: لا تحقرن من المعروف شيئًا بيّن أن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق لا معبّس ولا مكفهر، بل يكون منبسطًا وذلك لأن هذا يدخل السرور على أخيك، وكل ما أدخل السرور على أخيك فإنه معروف وإحسان والله يحب المحسنين، وهذا لا شك أنه خير إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون المرأ الذي يخاطبك من المصلحة ألا تلقاه بوجه منبسط، يكون قد فعل شيئًا لا يحمد عليه فلا تلقاه بوجه منبسط تعزيرًا له لأجل أن يرتدع ويتأدب، ولكل مقام مقال، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يرفع إزاره إلى نصف الساق، فإن أبى فإلى الكعبين، وهذا يدل على أن رفع الإزار إلى نصف الساق أفضل، ولكن لا حرج أن ينزل إلى الكعبين، وذلك لأن هذا من باب الرخصة وليس بلازم أن الإنسان لابد أن يرفع إزاره إلى نصف الساق أو يرى أن ذلك حتم عليه وأن الذي لا يرفع قد خالف السنة، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: فإن أبيت فإلى الكعبين ولم يقل إن أبيت فعليك كذا وكذا من الوعيد، فدل ذلك على أن الأمر في هذا واسع، وقد مر علينا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: " إن أحد شقي إزاري يسترخي علي إلا أن أتعاهده " وقلنا: إن هذا يدل على أن إزار أبي بكر رضي الله عنه ينزل عن نصف الساق وأن هذا لا بأس به فلا ينبغي للإنسان أن يشدد على نفسه أو على الناس بحيث يرى أنه لزامًا عليه أن يجعل سرواله أو ثوبه أو مشلحه إلى نصف الساق، الأمر في هذا واسع هو سنة ولكن مع ذلك الأمر فيه واسع ولله الحمد بترخيص النبي صلى الله عليه وسلم، ثم حذّره النبي صلى الله عليه وسلم حذّر جابر بن سليم من المخيلة يعني أن يختال في مشيته أو ثوبه أو عمامته أو مشلحه أو كلامه أو أي شيء يفعله خيلاء فإن الله لا يحب ذلك إن الله لا يحب كل مختال فخور فالإنسان ينبغي له أن يكون متواضعًا دائمًا في لباسه ومشيته وهيئته وكل أحواله لأن من تواضع لله رفعه الله، فهذه الآداب التي علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته ينبغي للإنسان أن يتأدب بها، لأنه يحصل على أمرين، أولًا امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد قال الله تعالى: ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار وثانيًا: التأدب بهذه الآداب الراقية التي لا يستطيع أحد من البشر أن يوجه الناس إلى آداب مثلها أبدًا، لأن الآداب التي جاء بها الشرع هي خير الآداب، وإلى هنا ينتهي الكلام على هذا الحديث.

Webiste