تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم على أنفسهم و... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب طل...
العالم
طريقة البحث
باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم على أنفسهم واحدا يطيعونه. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه وسلم: ( لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ). رواه البخاري. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب ). رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بأسانيد صحيحة، وقال الترمذي: حديث حسن. وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ). حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا عن قلة ). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم على أنفسهم واحدا يطيعونه :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله عليه وسلم : "لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكبٌ بليل وحده" رواه البخاري .
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الراكبُ شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب" رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بأسانيد صحيحة، وقال الترمذي : حديث حسن .
وعن أبي سعيد ، وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم" حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشرَ ألفًا من قلة" رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن "
.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين : " باب استحباب الرفقة وتأمير أحدهم " :
هذا الباب تضمن مسألتين :
المسألة الأولى : أنه ينبغي للإنسان أن يكون معه رفقة في السفر ، وألا يسافر وحده ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكبٌ بليل قط وحده" : يعني معناه : أن الإنسان لا ينبغي أبدًا أن يسير وحده في السفر ، لأنه ربما يصاب بمرض أو بإغماء أو يتسلط عليه أحد أو غير ذلك من المحذورات فلا يكون معه أحد يدافع عنه أو يخبر عنه أو ما أشبه ذلك .
وهذا في الأسفار التي تتحقق فيها الوحدة ، وأما ما يكون في الخطوط الآن عندنا ، الخطوط العامرة التي لا يكاد يمضي دقيقة واحدة إلا وقد مر بك سيارة فهذا وإن كان الإنسان في سيارته وحده فليس من هذا الباب ، ليس من السفر وحده ، لأن الخطوط الآن العامرة كما بين القصيم والرياض ، والرياض ومكة وما أشبه ذلك هذه الخطوط عامرة ، كأنما تمشي في وسط البلد لا تفقد السيارة ، دائما والسيارات هذا راح وهذا جاي فلا يدخل في النهي ، ثم بين النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عمرو بن شعيب : "أن الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب" : يعني الراكب وحده الذي يُسافر وحده شيطان ، والذي يسافر وليس معه إلا واحد شيطانان ، والثلاثة ركب ، يعني ليسوا من الشياطين بل هو ركب مستقل ، وهذا أيضا يدل على الحذر والتحذير من سفر الوحدة وكذلك من سفر الاثنين ، والثلاثة لا بأس ، وهذا كما قلت : مقيد بالأسفار التي لا يكون فيها ذاهب وآتي .
ثم ذكر حديث أبي سعيد وأبي هريرة : "أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر المسافرين إذا سافروا أن يؤمروا أحدهم" : يعني يؤمروا واحدا منهم يتولى تدبيرهم يقول : ننزل نمشي نتغدى نتعشى وما أشبه ذلك ، لأنهم إذا لم يؤمروا واحدًا صار أمرهم فوضى ، فوضى مَن يدبر الأمر ، من يدبر أمرهم ، ولهذا قيل : " لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم " : لا بد من أمير يتولى أمرهم ، وظاهر الحديث أن هذا الأمير إذا رضوه وجب طاعته فيما يتعلق بمصالح السفر ، فلا يعصى لأنه أمير ، أما ما لا يتعلق بأمور السفر فلا تلزم طاعته كالمسائل الخاصة بالإنسان هذه لا تلزم طاعته ، لكن ما يتعلق بالسفر الذي جعل أميرًا فيه تجب طاعته إلا أنه لا يعني ذلك أن هذا الأمير يستبد بل يكون كما قال الله تبارك وتعالى : { فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر } يشاورهم في الأمور التي يخفى فيها جانب المصلحة ، ولا يستبد برأيه ، أما الأمور الواضحة فلا حاجة للمشورة فيها ، وأما الأمور التي تشكل أو يتساوى فيها جانب المصلحة والمفسدة فلا بد من مشاورة الرفقاء ، والله الموفق .

Webiste