شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل قراءة القرآن : " عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب فضل القرآن في كتاب * رياض الصالحين * :
فيما نقله عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : لا حسد إلا في اثنتين الحسد قال العلماء : إن معناه هنا الغبطة ، يعني لا شيء فيه غبطة إلا في هذين الثنتين ، وذلك أن الناس يغبط بعضهم بعضًا في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة ، فتجد مثلا بعض الناس يغبط هذا الرجل حين أعطاه الله المال والأولاد والأهل والقصور والسيارات وما أشبه ذلك ، يقول هذا هو الحظيظ ، الحظيظ ، هذا هو المغتبط وما أشبه ذلك ، يحسد يغبط بعض الناس على ما آتاه الله من الصحة - يرحمك الله - على ما آتاه الله من الصحة وسلامة البنية وغير ذلك يقول : هذا هو الحظيظ ، يغبطه على أنه له شرف وجاه في قومه إن قال سُمع وإن عمل اتُبع فيقول هذا هو الحظيظ ، لكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أن الحظيظ الذي يُغبط من حصل على إحدى هاتين المسألتين : الأولى : آتاه الله تعالى الحكمة القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار : آتاه الله القرآن ، حفظ القرآن وفهم القرآن وعمل بالقرآن آناء الليل والنهار ، يقوم به ، يفكر ماذا قال الله عز وجل عن الصلاة فيقول : إن الله قال : أقيموا الصلاة فيقيمها ، ماذا قال عن الزكاة ؟ قال : إن الله يقول : آتوا الزكاة فيؤتيها ، ماذا قال الله عن الوالدين ؟ قال الله تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ، ماذا قال عن صلة الأرحام ؟ والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، فيصل رحمه ، ماذا قال عن الجيران ؟ قال الله تعالى : والجار ذي القربى والجار الجنب وإلى آخره ، فتجده يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار ، هذه هي الغبطة، وهي الغنيمة وهي الحظ لأن هذا يبقى .
والثاني رجل آتاه الله المال : يعني أعطاه الغنى صار غنيا ، فهو ينفق المال آناء الليل وآناء النهار : ينفقه يعني في سبيل الله ، فيما يرضي الله عز وجل ، أي شيء يرضي الله ينفق ماله فيه : في بناء المساجد ، في الصدقات على الفقراء ، في إعانة المجاهدين ، في إعانة الملهوفين وغير ذلك ، المهم لا يجد شيئا يقرب إلى الله إلا بذل ماله فيه ليلا ونهارا ليس ممسكا وليس مبذرا ، ليس ممسكا فيبخل ، ولا مبذرا فيغلو ويزيد ، بل هو ينفقه لله وبالله وفي الله مخلصا لله مستعينا به متمشيا على شرعه ، هذا هو الذي يغبط .
أما الذي عنده شيء من الدنيا حظ من الدنيا ، أموال يتمتع بها كما تتمتع البهيمة بالعلف ثم يذهب عنها ، هذا ليس محسودا ولا يحسد على هذا ، لأن هذا المال تالف أو متلوف عنه ، لكن الذي ينفق ماله في سبيل الله هذا هو الذي يُغبط .
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار ، دائما يجعل أعماله كلها مبنية على القرآن ، يتمشى بهدي القرآن ، وأنه ينبغي لمن آتاه الله المال أن يؤدي حقه ويقوم بواجبه وينفقه حيث كان إنفاقه خيرا ، والله الموفق .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب فضل القرآن في كتاب * رياض الصالحين * :
فيما نقله عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : لا حسد إلا في اثنتين الحسد قال العلماء : إن معناه هنا الغبطة ، يعني لا شيء فيه غبطة إلا في هذين الثنتين ، وذلك أن الناس يغبط بعضهم بعضًا في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة ، فتجد مثلا بعض الناس يغبط هذا الرجل حين أعطاه الله المال والأولاد والأهل والقصور والسيارات وما أشبه ذلك ، يقول هذا هو الحظيظ ، الحظيظ ، هذا هو المغتبط وما أشبه ذلك ، يحسد يغبط بعض الناس على ما آتاه الله من الصحة - يرحمك الله - على ما آتاه الله من الصحة وسلامة البنية وغير ذلك يقول : هذا هو الحظيظ ، يغبطه على أنه له شرف وجاه في قومه إن قال سُمع وإن عمل اتُبع فيقول هذا هو الحظيظ ، لكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين أن الحظيظ الذي يُغبط من حصل على إحدى هاتين المسألتين : الأولى : آتاه الله تعالى الحكمة القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار : آتاه الله القرآن ، حفظ القرآن وفهم القرآن وعمل بالقرآن آناء الليل والنهار ، يقوم به ، يفكر ماذا قال الله عز وجل عن الصلاة فيقول : إن الله قال : أقيموا الصلاة فيقيمها ، ماذا قال عن الزكاة ؟ قال : إن الله يقول : آتوا الزكاة فيؤتيها ، ماذا قال الله عن الوالدين ؟ قال الله تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ، ماذا قال عن صلة الأرحام ؟ والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، فيصل رحمه ، ماذا قال عن الجيران ؟ قال الله تعالى : والجار ذي القربى والجار الجنب وإلى آخره ، فتجده يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار ، هذه هي الغبطة، وهي الغنيمة وهي الحظ لأن هذا يبقى .
والثاني رجل آتاه الله المال : يعني أعطاه الغنى صار غنيا ، فهو ينفق المال آناء الليل وآناء النهار : ينفقه يعني في سبيل الله ، فيما يرضي الله عز وجل ، أي شيء يرضي الله ينفق ماله فيه : في بناء المساجد ، في الصدقات على الفقراء ، في إعانة المجاهدين ، في إعانة الملهوفين وغير ذلك ، المهم لا يجد شيئا يقرب إلى الله إلا بذل ماله فيه ليلا ونهارا ليس ممسكا وليس مبذرا ، ليس ممسكا فيبخل ، ولا مبذرا فيغلو ويزيد ، بل هو ينفقه لله وبالله وفي الله مخلصا لله مستعينا به متمشيا على شرعه ، هذا هو الذي يغبط .
أما الذي عنده شيء من الدنيا حظ من الدنيا ، أموال يتمتع بها كما تتمتع البهيمة بالعلف ثم يذهب عنها ، هذا ليس محسودا ولا يحسد على هذا ، لأن هذا المال تالف أو متلوف عنه ، لكن الذي ينفق ماله في سبيل الله هذا هو الذي يُغبط .
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار ، دائما يجعل أعماله كلها مبنية على القرآن ، يتمشى بهدي القرآن ، وأنه ينبغي لمن آتاه الله المال أن يؤدي حقه ويقوم بواجبه وينفقه حيث كان إنفاقه خيرا ، والله الموفق .
الفتاوى المشابهة
- ما معنى حديث "كان يتنفس في الإناء ثلاثًا"؟ - ابن باز
- تتمة شرح " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قا... - ابن عثيمين
- ما المراد بقوله تعالى : (( قانت آناء الليل )... - ابن عثيمين
- جواز غسل الزوجين معا من إناء واحد - اللجنة الدائمة
- باب : الأكل في إناء مفضض . - ابن عثيمين
- باب :الأكل في إناء مفضض . - ابن عثيمين
- حدثنا شهاب بن عباد حدثنا إبراهيم بن حميد عن... - ابن عثيمين
- تتمة الشرح :( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي... - ابن عثيمين