أما إذا مرت المرأة بالمقبرة من غير أن تخرج لقصد الزيارة فلا بأس أن تقف وتسلم وتدعو كما يدعو الرجل ، لأن هناك فرقا بين القصد وعدم القصد ، ثم ليُعلم أيضا أن أصحاب القبور مهما بلغوا من العمل الصالح والتقى لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ، ولا يملكون لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولهذا هم يدعى لهم ولا يدعون ، يدعى لهم كما سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا لهم ، ولكنهم لا يدعون ، لأنهم لا يفيدون ، وقد قال الله عز وجل : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } ، وقال تعالى : { والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } .