شرح حديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ). متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله ": عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير من حمر النعم متفق عليه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين أحاديث في بيان فضل العلم، ومنها حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي بن أبي طالب حين أعطاه الراية يوم خيبر قال: انفذ على رسلك ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم أقسم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله لو هدى به رجلًا واحدًا لكان ذلك خيرًا له من حمر النعم، والحمر بسكون الميم جمع حمراء، وأما الحمر بضم الميم فهي جمع حمار، ولهذا يخطئ بعض الطلبة فيقول خير لك من حمُر النعم وهذا غلط، لأن الحمُر جمع حمار كما قال تعالى: كأنهم حمُر مستنفرة أما حمْر بسكون الميم فهي جمع حمراء والمعنى وكذلك جمع أحمر، لكن هنا جمع حمراء وهي الناقة الحمراء وكانت أعجب المال إلى العرب في ذلك الزمن وأحب المال إلى العرب في ذلك الزمن، فإذا هدى الله بك رجلًا واحدًا كان ذلك خيرًا من حمر النعم، ففي هذا حث على العلم وعلى التعليم والدعوة إلى الله عز وجل، لأنه لا يمكن أن يدعو الإنسان إلى الله إلا وهو يعلم، فإذا كان يعلم ما يعلم من شريعة الله ودعا إلى ذلك كان هذا دليلًا على فضل العلم، ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: بلغوا عني ولو آية بلغوا عني يعني: بلغوا الناس بما أقول وبما أفعل وبجميع سنته عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو آية من كتاب الله، ولو هنا للتقليل يعني لا يقول الإنسان أنا لا أبلغ إلا إذا كنت عالمًا كبيرًا لأ، يبلغ الإنسان ولو آية بشرط أن يكون قد علمها وأنها من كلام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا قال في آخر الحديث: ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار من كذب على الرسول متعمدًا يعلم أنه كاذب فليتبوأ مقعده من النار هنا اللام للأمر لكن المراد بالأمر هنا الخبر يعني فقد تبوأ مقعده من النار والعياذ بالله، أي: فقد استحق أن يكون من ساكني النار، لأن الكذب على الرسول ليس ككذب على واحد من الناس، الكذب على الرسول كذب على رسول الله عز وجل، ثم هو كذب على الشريعة لأن ما يخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من الوحي هو من شريعة الله، وكذلك يقال الكذب على العالم ليس كالكذب على عامة الناس يعني مثلًا تقول قال فلان كذا وكذا قال هذا حلال هذا حرام هذا واجب هذا سنة وأنت تكذب هذا أيضًا أشد من الكذب على عامة الناس، لأن العلماء ورثة الأنبياء يبلغون شريعة الله إرثًا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإذا كذبت عليه قلت قال العالم الفلاني كذا وكذا وأنت تكذب فهذا إثمه عظيم نسأل الله العافية، بعض الناس والعياذ بالله إذا اشتهى شيئًا يكف الناس عنه قال العالم الفلاني هذا حرام وهو يكذب، لكن يعرف أن الناس إذا نسب العلم إلى فلان قبلوه فيكذب أو يقول قال فلان هذا واجب وهو كاذب، هذا أشد من الكذب على عامة الناس، فالحاصل أن من كذب على الرسول عليه الصلاة والسلام متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن نقل عنه حديثًا كذبًا يعلم أنه كذب فهو أحد الكاذبين، يعني: فليتبوأ مقعده من النار، وما أكثر ما ينشر من النشرات التي فيها الترغيب أو الترهيب وهي مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن بعض المجتهدين الجهال ينشرون هذه النشرات ويوزعونها بكمية كبيرة يقولون نعظ الناس بهذا، كيف تعظهم بشيء كذب؟ ولهذا يجب الحذر من هذه المنشورات التي تنشر بالمساجد أو تعلق على الأبواب أبواب المساجد أو غير ذلك، يجب الحذر منها ربما يكون فيها أشياء مكذوبة فيكون الذي ينشرها قد تبوأ مقعده من النار إذا علم أنها كذب، وقال في حديث عبد الله بن عمرو: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج بنو إسرائيل اليهود والنصارى إذا قالوا قولًا فحدث عنهم ولا حرج عليك بشرط ألا تعلم أنه مخالف للشريعة، لأن بني إسرائيل أيضًا عندهم كذب، يحرفون الكلم عن مواضعه ويكذبون، فإذا أخبروك بالخبر فلا بأس أن تحدث به بشرط ألا يكون مخالفًا لما جاء في شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن كان مخالفًا له فإنه لا يجوز أن يحدث به إلا إذا حدث به يبين أنه باطل ولا حرج والله أعلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل العلم تعلمًا وتعليمًا لله ": عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير من حمر النعم متفق عليه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين أحاديث في بيان فضل العلم، ومنها حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي بن أبي طالب حين أعطاه الراية يوم خيبر قال: انفذ على رسلك ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم أقسم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله لو هدى به رجلًا واحدًا لكان ذلك خيرًا له من حمر النعم، والحمر بسكون الميم جمع حمراء، وأما الحمر بضم الميم فهي جمع حمار، ولهذا يخطئ بعض الطلبة فيقول خير لك من حمُر النعم وهذا غلط، لأن الحمُر جمع حمار كما قال تعالى: كأنهم حمُر مستنفرة أما حمْر بسكون الميم فهي جمع حمراء والمعنى وكذلك جمع أحمر، لكن هنا جمع حمراء وهي الناقة الحمراء وكانت أعجب المال إلى العرب في ذلك الزمن وأحب المال إلى العرب في ذلك الزمن، فإذا هدى الله بك رجلًا واحدًا كان ذلك خيرًا من حمر النعم، ففي هذا حث على العلم وعلى التعليم والدعوة إلى الله عز وجل، لأنه لا يمكن أن يدعو الإنسان إلى الله إلا وهو يعلم، فإذا كان يعلم ما يعلم من شريعة الله ودعا إلى ذلك كان هذا دليلًا على فضل العلم، ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: بلغوا عني ولو آية بلغوا عني يعني: بلغوا الناس بما أقول وبما أفعل وبجميع سنته عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو آية من كتاب الله، ولو هنا للتقليل يعني لا يقول الإنسان أنا لا أبلغ إلا إذا كنت عالمًا كبيرًا لأ، يبلغ الإنسان ولو آية بشرط أن يكون قد علمها وأنها من كلام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا قال في آخر الحديث: ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار من كذب على الرسول متعمدًا يعلم أنه كاذب فليتبوأ مقعده من النار هنا اللام للأمر لكن المراد بالأمر هنا الخبر يعني فقد تبوأ مقعده من النار والعياذ بالله، أي: فقد استحق أن يكون من ساكني النار، لأن الكذب على الرسول ليس ككذب على واحد من الناس، الكذب على الرسول كذب على رسول الله عز وجل، ثم هو كذب على الشريعة لأن ما يخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من الوحي هو من شريعة الله، وكذلك يقال الكذب على العالم ليس كالكذب على عامة الناس يعني مثلًا تقول قال فلان كذا وكذا قال هذا حلال هذا حرام هذا واجب هذا سنة وأنت تكذب هذا أيضًا أشد من الكذب على عامة الناس، لأن العلماء ورثة الأنبياء يبلغون شريعة الله إرثًا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإذا كذبت عليه قلت قال العالم الفلاني كذا وكذا وأنت تكذب فهذا إثمه عظيم نسأل الله العافية، بعض الناس والعياذ بالله إذا اشتهى شيئًا يكف الناس عنه قال العالم الفلاني هذا حرام وهو يكذب، لكن يعرف أن الناس إذا نسب العلم إلى فلان قبلوه فيكذب أو يقول قال فلان هذا واجب وهو كاذب، هذا أشد من الكذب على عامة الناس، فالحاصل أن من كذب على الرسول عليه الصلاة والسلام متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن نقل عنه حديثًا كذبًا يعلم أنه كذب فهو أحد الكاذبين، يعني: فليتبوأ مقعده من النار، وما أكثر ما ينشر من النشرات التي فيها الترغيب أو الترهيب وهي مكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن بعض المجتهدين الجهال ينشرون هذه النشرات ويوزعونها بكمية كبيرة يقولون نعظ الناس بهذا، كيف تعظهم بشيء كذب؟ ولهذا يجب الحذر من هذه المنشورات التي تنشر بالمساجد أو تعلق على الأبواب أبواب المساجد أو غير ذلك، يجب الحذر منها ربما يكون فيها أشياء مكذوبة فيكون الذي ينشرها قد تبوأ مقعده من النار إذا علم أنها كذب، وقال في حديث عبد الله بن عمرو: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج بنو إسرائيل اليهود والنصارى إذا قالوا قولًا فحدث عنهم ولا حرج عليك بشرط ألا تعلم أنه مخالف للشريعة، لأن بني إسرائيل أيضًا عندهم كذب، يحرفون الكلم عن مواضعه ويكذبون، فإذا أخبروك بالخبر فلا بأس أن تحدث به بشرط ألا يكون مخالفًا لما جاء في شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن كان مخالفًا له فإنه لا يجوز أن يحدث به إلا إذا حدث به يبين أنه باطل ولا حرج والله أعلم.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال:... - ابن عثيمين
- وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني بن علي... - ابن عثيمين
- وحدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا أبو عوانة ع... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- هل يجب على من حفظ حديثا عن الرسول صلى الله ع... - ابن عثيمين
- وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حد... - ابن عثيمين
- لفظة : ( متعمِّدا ) من حديث : " من كذب عليَّ م... - الالباني
- شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي ال... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي ال... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي... - ابن عثيمين