تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحادي...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون ما الغيبة ؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ). رواه مسلم. وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: ( إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت ). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) قالت: وحكيت له إنسانا فقال: ( ما أحب أني حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم ). رواه أبو داود. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب تحريم الغيبة: " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته رواه مسلم، وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، قالت وحكيت له إنسانًا فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله رواه مسلم ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه بقية الأحاديث في باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان، واشتملت على أشياء متعددة منها بيان الغيبة وأنها ذكرك أخاك بما يكره، وقد سبق لنا بيان هذا وأن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره في دينه أو خلقه أو بدنه أو أهله أو غير ذلك، إلا إذا كان المقصود النصيحة كما لو استشارك شخص في معاملة إنسان وأنت تعرف من هذا الإنسان أنه ليس أهلًا للمعاملة وأنه مثلًا خداع أو كذاب أو ما أشبه ذلك، وتريد أن تبين له ما فيه من عيب فهذا لا بأس به، وبينا دليل هذا في حديث فاطمة بنت قيس حين استشارت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن خطبوها معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فضرّاب للنساء انكحي أسامة فهذا من باب النصيحة لا بأس به، وتضمنت هذه الأحاديث إعلان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تحريم الدماء والأموال والأعراض في حجة الوداع في أكبر مجتمع حصل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة، لأن الذين حجوا معه قريب من مئة ألف ومع ذلك أعلن عليه الصلاة والسلام قال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد كذلك أيضًا بينت هذه الأحاديث أن ذكرك أخاك بما يكره ولو فيما يتعلق بخلقته كالطويل والقصير وما أشبه ذلك، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت في صفية بنت حيي بن أخطب إحدى أمهات المؤمنين: " حسبك من صفية كذا " تعني أنها قصيرة تقول للرسول عليه الصلاة والسلام فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته يعني: لو خلطت بماء البحر على كبره وسعته لمزجته أي أثرت فيه، وهي كلمة يسيرة جدًّا لكنها عظيمة حيث إنها في ضرتها وحيث إنها قد يحدث من هذه الكلمة أن يكره النبي صلى الله عليه وسلم صفية فلعظمها صار لها هذا الأثر العظيم، كذلك أيضًا العقوبة العظيمة التي رآها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد أسري به أنه مر بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الذين يقعون في أعراض الناس يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم فالمهم أن الواجب على الإنسان الحذر من إطلاق اللسان وألا يتكلم إلا بخير إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت نسأل الله أن يحمينا وإياكم من سخطه وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

Webiste