تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى " باب بيان ما يجوز من ا...
العالم
طريقة البحث
باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب: الأذكار، ومختصر ذلك: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب. ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وأخفى ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه، وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها، وجب الكذب بإخفائها. والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال. واستدل العلماء لجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا أو يقول خيرا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية: قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث؛ تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب بيان ما يجوز من الكذب اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب الأذكار ومختصر ذلك أن الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وإن لم يمكن تحصيلة إلا بالكذب جاز الكذب ثم إن كان تحصيل ذاك المقصود مباحا كان الكذب مباحا وإن كان واجبا كان الكذب واجبا فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله وسئل إنسان عنه وجب الكذب بإخفائه وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يوري ومعنى التورية أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذب بالنسبة إليه .. "

الشيخ : كاذبا
القارئ : " ليس هو كاذبا بالنسبة إليه وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الحال
واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا الحال بحدث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا" متفق عليه زاد مسلم في رواية قالت أم كلثوم "ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها" "


الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا أن الكذب محرم وأن منه ما هو كبيرة من كبائر الذنوب كالكذب على الله ورسوله
ذكر المؤلف في هذا الباب أن الكذب يجوز أحيانا إذا كان لمصلحة كبيرة عظيمة وأنه قد يجب الكذب إذا كان فيه دفع مضرة وظلم مثال ذلك في دفع المضرة والظلم أن يكون شخص ظالم يريد أن يقتل شخصا معصوما فيختفي هذا الشخص المعصوم عن الظالم وأنت تعلم مكانه تدري أين هو فسألك هذا الظالم الذي يريد قتله بغير حق أين فلان هل فلان في هذا فتقول لا ليس فلان في هذا وأنت تدري فيه فهذا لا بأس فيه بل هو واجب لإنقاذ المعصوم من الهلكة فإن إنقاذ المعصوم من الهلكة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولكن الأفضل أن توري يعني تنوي معنى صحيحا ليس فيه كذب وإن كان ظاهر اللفظ أنه كذب فتقول مثلا إذا قال هذا الظالم فلان في هذا تقول ليس في هذا وتشير إلى شيء معين ليس فيه
كما يذكر أن الإمام أحمد رحمه الله جاءه رجل يسأل عن أحد التلاميذ أين فلان فقال الإمام أحمد ليس فلان هاهنا وما يصنع فلان هاهنا ويلمس يده يعني ليس في يدي وهو ما يصنع في يدي
هذا تورية فإذا قيل مثلا إذا جاءك هذا الظالم الذي يريد أن يقتل هذا الشخص بغير حق وقال هل فلان هاهنا تقول لا وتلمس يدك بيدك الأخرى يعني ليس في يدك أو إنسان مثلا ألح عليك بشيء وأنت لا تريد أن تعطيه لأنه يفسد المال فتقول والله ما بيدي شيء ويدك ليس فيها شيء ليس فيها دراهم ولا غيرها تقول ليس في يدي شيء وأنت صادق وهو يفهم أنه ليس عندك شيء أو يكون عندك عندك وديعة لشخص فيأتي إنسان ظالم ويقول أين وديعة فلان يعني إنسان حاط عندك أمانة دراهم قال احفظها لي فجاء شخص ظالم يريد أن يأخذ هذه الدراهم جاء إليه قال أين الوديعة التي أعطاك فلان أعطنيها فقلت والله ما عندي له وديعة والله ما عندي له وديعة تأول فتنوي بقولك والله ما عندي له وديعة يعني والله إن الذي عندي له وديعة تجعل ما بمعنى الذي وأنت صادق الذي لفلان عندك وديعة لكن يفهم المخاطب أن ما نافية وأنه ليس له عندك وديعة
فالحاصل أنه إذا كان هناك ظلم وأراد الإنسان أن يدفعه وكذب فهذا لا بأس به ولكن الأولى والأحسن أن يوري يعني ينوي معنى صحيحا ليس فيه كذب والمخاطب يظن أنه كذب
وكذلك أيضا إذا كان لمصلحة كبير كالكذب في الحرب الكذب في الحرب لا بأس به لأن فيه مصلحة كبيرة مثل أن تأتي عيون العدو يعني جواسيسه يسألون يقولون مثلا هل الجيش كبير وهل معه عدة وهل هو قوي فتقول نعم جيش كبير وعظيم ومعه عدة ولو كنت كاذبا هذا لا بأس به لأن فيه مصلحة كبيرة وهي إلقاء الرعب في قلوب الأعداء
وكذلك الإصلاح بين الناس يأتيك شخص قد ذكر له أن شخصا آخر يغتابه ويسبه فيأتي إليك ويقول سمعت أن فلانا قال في كذا وكذا فتقول أبدا ما قال فيك شيء هذا لا بأس به لأن فيه إصلاحا بين الناس
كذلك أيضا من المصلحة حديث الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها فيما يوجب الألفة والمودة مثل أن يقول لها أنت عندي غالية أنت أحب إلي من سائر النساء وما أشبه ذلك وإن كان كاذبا لكن من أجل إلقاء المودة والمصلحة تقتضي هذا
فالمهم أن الكذب يجب إذا كان لإنقاذ معصوم من هلكة أو حماية مال معصوم من تلف ويباح إذا كان في مصلحة مصلحة عظيمة ومع ذلك فالأولى أن يوري أن يجعل الكلام تورية حتى يسلم من الكذب والله الموفق

Webiste