الشيخ : يخرج ما مضى بأن يحصي أمواله حين وجوب الزكاة وينظر مقدارها ثم يخرجها لأنها دينٌ في ذمته لا تبرأ ذمته إلا بأدائها .
فإذا قال : هذا فيه مشقة وأيضاً ربما لا يكون قد أحصى أمواله ؟.
نقول : تحرى واعمل بالاحتياط ، وأنت إذا زدت ألفاً على ألفٍ ، يعني أخرجت الضعف خيرٌ من أن تنقص درهماً ، فالزيادة لك ، إن كانت واجبة فقد أبرأت ذمتك ، وإن كانت غير واجبه فهي تطوع وكل امرئٍ في ظل صدقته يوم القيامة .
لكن لو نقص حصل الإثم ودخلت في قوله تعالى : ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من آتاه الله مالاً فلم يؤدِ زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع ، الشجاع الحية العظيمة ، أقرع ، يعني ليس على رأسه شعر من كثرة السم والعياذ بالله له زبيبتان يعني غدتان الواحدة مثل الزبيبة مملوءتان سماً والعياذ بالله له زبيبتان يأخذ بشدقيه فيقول : أنا مالك أنا كنزك ، أنا مالك أنا كنزك .
فليحذر أولئك الذين يبخلون بالزكاة من هذا الوعيد وأمثاله ، وليتقوا الله الذي أعطاهم هذا المال أن ينفقوا منه لله عز وجل ولزيادة حسناتهم.