تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه: قال الله... - ابن عثيمينالشيخ : ...  ثم مر بقرية نمل قد أحرقت فقال من أحرق هذا قالوا نحن يا رسول الله  قرية النمل يعني مجتمع النمل جحورها أحرقوها بالنار فقال النبي صلى الله علي...
العالم
طريقة البحث
باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه: قال الله تعالى: (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )). وقال تعالى: (( فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ... ثم مر بقرية نمل قد أحرقت فقال من أحرق هذا قالوا نحن يا رسول الله قرية النمل يعني مجتمع النمل جحورها أحرقوها بالنار فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار فنهى عن ذلك
وعلى هذا فإذا كان عندك نمل فإنك لا تحرقها بالنار وإنما تضع شيئا يطردها مثل القاز إذا صبيته على الجحر فإنه تنفر بإذن الله ولا ترجع وإذا لم يمكن اتقاء شرها إلا بمبيد يقتلها نهائيا أعني النمل فلا بأس لأن هذا دفع لأذاها وإلا فإن النمل مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله لكن إذا آذى ولم يندفع إلا بالقتل فلا بأس بقتله والله الموفق
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه
قال الله تعالى إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها وقال تعالى فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع متفق عليه "


الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين " باب تحريم مطل الغني " يعني في الحق الذي يجب عليه لغيره والمطل هو التأخير وهو ظلم فإذا كان لك حق على إنسان حال وطلبته منه ولكنه صار يماطل فإن ذلك ظلم وحرام وعدوان ومن ذلك ما يفعله الكفلاء لمكفوليهم فإنهم والعياذ بالله يماطلونهم ويؤذونهم ولا يوفون تجد هذا الفقير المسكين الذي ترك أهله وبلده لينال لقمة العيش يبقى أربعة أشهر خمسة أشهر أكثر والكفيل يماطل به والعياذ بالله ويهدده بأنه إن تكلم سفره ألا يعلم هؤلاء أن الله فوقهم وأن الله أعلى منهم وأنه ربما يسلط عليهم قبل أن يموتوا من يسومهم سوء العذاب نسأل الله العافية لأن هؤلاء مساكين وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه تبارك وتعالى أنه قال ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر يعني عاهد بالله وغدر والعياذ بالله ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره فهؤلاء خصماء الله يوم القيامة نعوذ بالله من حالهم ومطلهم ظلم وكل ساعة بل كل لحظة تمر عليهم لا يعطون هذا حقه لا يزدادون من الله إلا بعدا ولا يزدادون إلا ظلما والعياذ بالله والظلم ظلمات يوم القيامة
ثم استدل المؤلف بقوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ومن الأمانات ثمن المبيع إذا باع عليك إنسان شيئا وبقي ثمنه في ذمتك فهو يشبه الأمانة يجب أن تؤديه ولا يحل لك أن تماطل بها
واستدل أيضا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مطل الغني ظلم وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع فجمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث بين حسن القضاء وحسن الاقتضاء أما حسن القضاء فقال مطل الغني ظلم وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيفاء الحق وأن لا يتأخر فإن فعل فهو ظالم وما أكثر الذين يؤتى إليهم يطلب الثمن أو الأجرة ويقول غدا بعد غد والدراهم عنده في الدرج ولكن والعياذ بالله يلعب به الشيطان وكأنها إذا بقيت عنده تزيد أو كأنها تنقص يعني ينقص صاحب الحق منها وعجبا لهؤلاء الذين سفهوا في عقولهم وضلوا في دينهم هل يظنون أنهم إذا ماطلوا يسقط عنهم الحق أو ينقص أبدا الحق باقي سواء أوفاه اليوم أو بعد عشرة أيام أو بعد عشر سنين لكن الشيطان يلعب بهم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم مطل الغني يدل على أن مطل الفقير ليس بظلم إذا كان إنسان ليس عنده شيء وماطل فهذا ليس بظالم بل الظالم الذي يطلبه ولهذا إذا كان صاحبك فقيرا وجب عليك أن تنظره أن تنظره وأن لا تطلبه ولا تطالبه لقول الله تعالى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة فأوجب الله الإنظار إلى الميسرة وكثير من الناس يكون له الحق عند الفقير ويعلم أنه فقير ويطالبه ويلح عليه ويرفع بشكواه إلى ولاة الأمور ويحبس على دينه وهو ليس بقادر هذا أيضا حرام وعدوان ويجب على القاضي إذا علم أن هذا فقير وطالبه من له الحق يجب عليه أن ينتهر صاحب الحق وأن يوبخه وأن يصرفه لأن ظالم فإن الله أمره بالإنظار فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ولا يجوز أبدا أن يقول أعطني حقي وهو يدري أنه فقير ولا يتعرض له
وقوله إذا احيل على مليء فليتبع يعني إذا كان إنسان له حق على زيد وقال له زيد أنا أطلب عمرا مقدار حقك يعني مثلا زيد مطلوب مئة ريال وهو يطلب عمرا مئة ريال فجاء الطالب إلى زيد فقال أعطني مئة ريال فقال أنا أحيلك على فلان على عمرو مئة ريال فليس للطالب أن يقول لا أقبل لأن الرسول قال عليه الصلاة والسلام من أحيل على مليء فليتبع إلا إذا كان المحول عليه فقيرا أو مماطلا أو قريبا للشخص لا يستطيع أن يرافعه عند الحاكم المهم إذا وجد مانع فلا بأس أن يرفض الحوالة وأما إذا لم يكن مانع فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقبل الحوالة قال فليتبع
واختلف العلما هل هذا على سبيل الوجوب أو هذا على سبيل الاستحباب فذهب الحنابلة رحمهم الله إلى أن هذا على سبيل الوجوب وأنه يجب على الطالب أن يتحول إذا حول على إنسان مليء وقال أكثر العلماء إنه على سبيل الاستحباب لأن الإنسان لا يلزمه أن يتحول قد يقول صاحبي الأول أهون وأيسر وأما الثاني فأهابه وأخاف منه وما أشبه ذلك لكن لا شك أن الأفضل أن يتحول إلا لمانع شرعي والله الموفق

Webiste