تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أ... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى: " باب فضل السماحة في ...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ) ثم قال: ( أعطوه سنا مثل سنه ) قالوا: يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه، قال: ( أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء ). متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى ). رواه البخاري. وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب فضل السماحة في البيع والشراء، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا، ثم قال: أعطوه سنًّا مثل سنه، قالوا: يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه، قال: أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء متفق عليه، وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى رواه البخاري، وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه رواه مسلم ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف النووي رحمه الله في باب فضل السماحة في البيع والشراء، وسبق الكلام على الآيات التي صدّر بها المؤلف هذا الباب، أما الأحاديث فمنها حديث أبي هريرة أن أعرابيًّا جاء يتقاضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقه يتقاضاه يعني يطلب أن يقضيه النبي صلى الله عليه وسلم حقه، وذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام استقرض بكرًا يعني ناقة صغيرة فجاء صاحبها يطلبها يقول أعطني بكري، والأعراب كما نعلم عندهم جفاء فأغلظ للرسول عليه الصلاة والسلام القول، فهمّ به الصحابة يعني هموا به أن يضربوه أو يسكتوه أو ما أشبه ذلك، فقال: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا صلوات الله وسلامه عليه ما ظنكم لو تكلم مثل هذا الأعرابي على جندي من الجنود ماذا يفعل به؟ أجيبوا يبطش به أو على أمير من الأمراء أو على قاضٍ من القضاة أو على وزير من الوزراء لو جاء يطلب حقه ولو بسهولة ربما يفتك به إلا من شاء الله، هذا يغلظ القول لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا ومن هنا نعرف أن الإنسان إذا كان عليه حق لشخص وكان الشخص جاء يطلبه فلصاحب الحق أن يغلظ له القول لأنه صاحب حق، والرسول عليه الصلاة والسلام سيوفيه لاشك، لكن قد لا يكون عنده تلك الساعة شيء ولهذا أمرهم بقضاء بكره، فقالوا: " إنا لا نجد إلا سنًّا خيرًا من سنه " وفي رواية قالوا: " لا نجد إلا رباعيًّا خيارًا " والرباع أحسن بكثير من البكر، البكر صغير والرباعية كبيرة تتحمل الحمل والأسفار وغير ذلك فأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعطوه إياه وقال: إن خيركم أحسنكم قضاء أحسنكم قضاء في صفة القضاء وفي معاملة المستقضي الذي يطلب حقه، فينبغي للإنسان أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حسن القضاء لا في معاملة المستقضي الذي يطلب حقه أي لا يعامله بالجفاء والسب والشتم بل باللين، لأن له حقًّا ومقالًا ولا في المقضي يعني يقضي أحسن مما عليه سواء كان أحسن مما عليه كيفية أو أكثر مما يطلب، فمثلًا إذا استقرضت من شخص مئة ريال وعند الوفاء أعطيته مئة وعشرة بدون شرط فإن هذا لا بأس به وهو من خير القضاء، وكذلك لو استقرضت منه صاعًا من الطعام وسطًا ليس بالطيب ولا بالرديء فأعطيته صاعًا طيبًا فهذا أيضًا من حسن القضاء وخير الناس أحسنهم قضاء، وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: رحم الله امرءًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى وكذلك سمحًا إذا قضى، وقوله عليه الصلاة والسلام رحم الله امرءا أو قال: رجلًا هذا خبر بمعنى الدعاء يعني يدعو له بالرحمة إذا كان سمحًا في هذه المواضع الأربعة، سمحًا إذا باع لا يتكرر مع المشتري ويكون سهلًا يواضعه ويضع عنه، سمحًا إذا قضى إذا قضى غيره كان سمحًا يعطيه في وقته ولا يماطل، كذلك سمحًا إذا اشترى، وكذلك سمحًا إذا اقتضى إذا أخذ حقه، فهذه الأحوال الأربع ينبغي الإنسان أن يكون سمحًا فيها حتى ينال دعاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويأتي الكلام إن شاء الله على بقية الأحاديث.

Webiste