باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة: والمراد به الحديث الذي يكون مباحا في غير هذا الوقت، وفعله وتركه سواء، فأما الحديث المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت، فهو في هذا الوقت أشد تحريما وكراهة. وأما الحديث في الخير كمذاكرة العلم وحكايات الصالحين، ومكارم الأخلاق، والحديث مع الضيف، ومع طالب حاجة ونحو ذلك، فلا كراهة فيه، بل هو مستحب، وكذا الحديث لعذر وعارض لا كراهة فيه. عن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. متفق عليه. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء في آخر حياته، فلما سلم قال: ( أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد ). متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه أنهم انتظروا النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءهم قريبا من شطر الليل فصلى بهم، يعني العشاء، قال: ثم خطبنا فقال: ( ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة :
والمراد به الحديث الذي يكون مباحا في غير هذا الوقت، وفعله وتركه سواء، فأما الحديث المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت، فهو في هذا الوقت أشد تحريماً وكراهة.
وأما الحديث في الخير كمذاكرة العلم وحكايات الصالحين، ومكارم الأخلاق، والحديث مع الضيف، ومع طالب حاجة ونحو ذلك، فلا كراهة فيه، بل هو مستحب، وكذا الحديث لعذر وعارض لا كراهة فيه.
عن أبي برزة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء في آخر حياته، فلما سلَّم قال : أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه : أنهم انتظروا النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءهم قريباً من شطر الليل فصلى بهم ، يعني العشاء ، قال : ثم خطبنا فقال : ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة الحديث بعد صلاة العشاء الآخرة " :
ثم ذكر رحمه الله أن الحديث ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
قسم مكروه محرم، وقسم مندوب إليه، وقسم مباح :
أما المكروه والمحرم فإنه يزداد كراهة وتحريما إذا كان بعد صلاة العشاء.
وأما المباح فهو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه بعد العشاء.
وأما المندوب فإنه مندوب ولا يضر ولو كان بعد صلاة العشاء .
فأما الأول : فمثل الحديث في الغيبة والنميمة وقول الزور والاستماع إلى اللهو والغناء ، ومشاهدة ما لا يحل مشاهدته ، فهذا حرام في كل وقت وحين ، ويزداد إثما إذا كان بعد العشاء الآخرة ، لأنه في وقت يكره فيه الكلام المباح فكيف بالمحرم والمكروه ؟!
القسم الثاني : الكلام اللغو ، الذي ليس حراماً ولا مكروها ولا مندوبا ، وهو أكثر كلام الناس ، هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه بعد صلاة العشاء ، وذلك لأنه إذا تحدث الإنسان بعد صلاة العشاء يطول به المجلس ، ثم يتأخر نومه ، فيكسل عن قيام الليل ، وعن صلاة الفجر ، وما أدى إلى تهاون في الأمر المشروع فإنه يكون مكروها .
وأما المندوب : فهو التشاغل بالعلم مطالعةً أو حفظا أو مذاكرة ، والحديث مع الضيف ليؤنسه ويكرمه بحديثه ، والحديث مع الأهل لتأليف قلوبهم وما أشبه ذلك .
وكذلك الحديث العارض الذي ليس دائماً ، كل هذا لا يضره ، بل إنه مستحب إذا كان المقصود به حصول خير .
ثم ذكر المؤلف أحاديث : حديث أبي برزة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء ، والحديث بعدها : وذلك لأن النوم قبل العشاء يؤدي إلى الكسل إذا قام ليصلي ، وربما استغرق به النوم حتى أخر الصلاة عن وقتها ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء ، من أجل أن يكون الإنسان نشيطاً ، وأما النعاس فهذا ليس باختيار الإنسان ولا يضر .
والشاهد من هذا الحديث قوله : والحديث بعدها : فإن الحديث بعد العشاء كرهه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما إذا كان في خير فإنه لا بأس به ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه بعد صلاة العشاء وينصحهم ويبين لهم عليه الصلاة والسلام فهذا لا بأس به ، والله الموفق .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة :
والمراد به الحديث الذي يكون مباحا في غير هذا الوقت، وفعله وتركه سواء، فأما الحديث المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت، فهو في هذا الوقت أشد تحريماً وكراهة.
وأما الحديث في الخير كمذاكرة العلم وحكايات الصالحين، ومكارم الأخلاق، والحديث مع الضيف، ومع طالب حاجة ونحو ذلك، فلا كراهة فيه، بل هو مستحب، وكذا الحديث لعذر وعارض لا كراهة فيه.
عن أبي برزة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء في آخر حياته، فلما سلَّم قال : أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه : أنهم انتظروا النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءهم قريباً من شطر الليل فصلى بهم ، يعني العشاء ، قال : ثم خطبنا فقال : ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب كراهة الحديث بعد صلاة العشاء الآخرة " :
ثم ذكر رحمه الله أن الحديث ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
قسم مكروه محرم، وقسم مندوب إليه، وقسم مباح :
أما المكروه والمحرم فإنه يزداد كراهة وتحريما إذا كان بعد صلاة العشاء.
وأما المباح فهو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه بعد العشاء.
وأما المندوب فإنه مندوب ولا يضر ولو كان بعد صلاة العشاء .
فأما الأول : فمثل الحديث في الغيبة والنميمة وقول الزور والاستماع إلى اللهو والغناء ، ومشاهدة ما لا يحل مشاهدته ، فهذا حرام في كل وقت وحين ، ويزداد إثما إذا كان بعد العشاء الآخرة ، لأنه في وقت يكره فيه الكلام المباح فكيف بالمحرم والمكروه ؟!
القسم الثاني : الكلام اللغو ، الذي ليس حراماً ولا مكروها ولا مندوبا ، وهو أكثر كلام الناس ، هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه بعد صلاة العشاء ، وذلك لأنه إذا تحدث الإنسان بعد صلاة العشاء يطول به المجلس ، ثم يتأخر نومه ، فيكسل عن قيام الليل ، وعن صلاة الفجر ، وما أدى إلى تهاون في الأمر المشروع فإنه يكون مكروها .
وأما المندوب : فهو التشاغل بالعلم مطالعةً أو حفظا أو مذاكرة ، والحديث مع الضيف ليؤنسه ويكرمه بحديثه ، والحديث مع الأهل لتأليف قلوبهم وما أشبه ذلك .
وكذلك الحديث العارض الذي ليس دائماً ، كل هذا لا يضره ، بل إنه مستحب إذا كان المقصود به حصول خير .
ثم ذكر المؤلف أحاديث : حديث أبي برزة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء ، والحديث بعدها : وذلك لأن النوم قبل العشاء يؤدي إلى الكسل إذا قام ليصلي ، وربما استغرق به النوم حتى أخر الصلاة عن وقتها ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء ، من أجل أن يكون الإنسان نشيطاً ، وأما النعاس فهذا ليس باختيار الإنسان ولا يضر .
والشاهد من هذا الحديث قوله : والحديث بعدها : فإن الحديث بعد العشاء كرهه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما إذا كان في خير فإنه لا بأس به ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه بعد صلاة العشاء وينصحهم ويبين لهم عليه الصلاة والسلام فهذا لا بأس به ، والله الموفق .
الفتاوى المشابهة
- متى يبدأ وقت الكراهة في السهر هل بعد صلاة ال... - ابن عثيمين
- حكم النوم عن صلاة العشاء لشدة التعب - ابن باز
- آخر وقت صلاة العشاء - ابن باز
- وقت كراهية السهر بعد صلاة العشاء - ابن عثيمين
- النهي عن السمر بعد العشاء هل هو للكراهة أم ل... - ابن عثيمين
- باب الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء.... - ابن عثيمين
- ما هو آخر وقت العشاء ؟ - الالباني
- باب فضل انتظار الصلاة. عن أبي هريرة رضي الله... - ابن عثيمين
- ما هو آخر وقت لصلاة العشاء.؟ - الالباني
- وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : ( كا... - ابن عثيمين
- باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة: والمراد... - ابن عثيمين