تتمة شرح حديث : ( إنه شاب قطط عينه طافية، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف؛ إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا ) قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال: ( أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم ) قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال: ( لا، أقدروا له قدره ) قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال: ( كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له, فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق حديث النوَّاس بن سمعان رضي الله عنه ، في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه شابٌ قطط عينه طافية، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاثي يميناً وعاثي شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يومًا : يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم.
قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا، أقدروا له قدره، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمرُ السماء فتمطر والأرض فتُنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُرى، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر، ثم يأتي القومَ فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرفُ عنهم، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- عند سياق حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في كتابه : *رياض الصالحين* : قال عند سياق هذا الحديث في ذكر الدجال : إنه شابٌ قطط عينه طافية : شابٌ من بني آدم ، قطط : يعني مجتمع الخلق ، عينه طافية : يعني أنه لا يبصر بها كأنه عنبة طافية ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو أعور خبيث ، لكن الله عز وجل يرسله فتنة ، فتنة للناس فيأتي إلى الناس يدعوهم، يدَّعي أنه رب وقد مكن الله له فكان يأتي القوم يدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت : يشاهدون ذلك بأعينهم يقول : أيتها السماء أمطري فتمطر ، أيتها الأرض أنبتي فتنبت ، لكن ليس بقدرته وقوته بل هو بإرادة الله عز وجل ، لكن الله مكن له ابتلاء وامتحانا ، فيصبحون مخصبين تروح عليهم سارحتهم : يعني الغنم والإبل ، أوفر أسبغ ما تكون دروعا وأوفر ما تكون ذرى : يعني يكون لها أسنمة، وأمدها خواصر تمتلئ بطونها وتمتلئ ضروعها ويكون عليها الشحم فيفتنون .
ويأتي القوم فيدعوهم فلا يستجيبون له : يردونه ، فينصرف فيصبحون ممحلين ليس عندهم من أموالهم شيء : الأرض خربت والسماء لا تمطر والمال يموت ، ولكن هؤلاء هم الذين لهم الأجر والثواب وعاقبتهم حميدة ، أما الأولون الذين آمنوا به وأمطرت السماء وأنبتت الأرض فهم خاسرون وإن ظنوا أنهم رابحون .
ويأتي إلى الخربة : أرض خربة ما بها بناء ولا فيها أناس ، فيقول : أيتها الأرض أخرجي كنوزك : فتخرج كنوزها وما بها من المعادن من ذهب وفضة وغير ذلك ، فتتبعه كيعاسيب النحل ، ثم إنه يبقى في الأرض أربعين يومًا اليوم الأول طوله طول سنة كم شهرا؟ اثنا عشر شهرا ، ثلاث مئة وستين يوم ، هذا اليوم الأول ، والثاني مقداره شهر ثلاثون يوما ، والثالث : مقداره جمعة يعني أسبوعا ، وباقي الأيام وهي سبعة وثلاثون يوما كالأيام المعتادة ، ولكن الله عز وجل نبه الصحابة ، قالوا : يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة واحدة : فيكون عليهم في هذا اليوم كم ؟ خمس صلوات قال : لا اقدروا له قدره : يعني صلوا صلاة السنة كاملة في يوم واحد وهذا مما يلغز به يقال : إنسان وجب عليه صلاة سنة كاملة في يوم واحد ، وأيضاً يلغز به من جهة أخرى : وجبت زكاة ماله في يوم واحد ، وأيضاً يلغز به ثالثة فيقال : يصوم رمضان بعض يوم ، يعني جزءاً من اثني عشر جزءاً من هذا اليوم يصوم رمضان ، نقول : هذا يوم الدجال .
وسبحان الله الحكيم الذي أكمل لنا الدين قبل أن يموت سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، أنطق الله الصحابة أن يسألوا عن هذا اليوم هل تكفي فيه صلاة واحدة أو لا ، يوجد الآن في الأرض من يومهم ستة أشهر ، وليلهم ستة أشهر ، عند المدار القطبي ستة أشهر والشمس عليهم ، وستة أشهر والشمس لا يرونها ، كيف يصلي هؤلاء ؟ يصلون صلاة يوم وليل فقط ؟ أو يقدرون لها قدرها ؟ نقول : يقدرون لها قدرها ، كيوم الدجال تماماً ، اليوم الثاني من أيام الدجال كشهر ، كم يكفيه من الصلاة ؟ صلاة شهر ، يصلون صلاة شهر ، واليوم الثالث يصلون صلاة أسبوع ، واليوم الرابع وما بقي كالعادة .
ثم سأله الصحابة رضي الله عنهم عن سيره في الأرض ، هل هو كالسير المعتاد كسير الإبل أو سير الأرجل ؟ قال : يسير كالغيث اجتذبته الريح - لأننا تأخرنا لا حول ولا قوة إلا بالله - ليسرع في الأرض والله أعلم كيف كان إسراعه هل يحدث الله له آلات طائرات أو غيرها ما ندري ، لكن هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يكون كالغيث يعني كال : والحمد لله أربعين يوماً : سنة وشهر وكم يوم؟ وسبع وسبع وثلاثين، أربعة وأربعين يوم ، سنة وشهر وأربعة وأربعين يوم ، ثم بعد ذلك ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فيقتله ، وسيأتي إن شاء الله بقية الحديث فيما بعد .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق حديث النوَّاس بن سمعان رضي الله عنه ، في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه شابٌ قطط عينه طافية، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاثي يميناً وعاثي شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يومًا : يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم.
قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا، أقدروا له قدره، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمرُ السماء فتمطر والأرض فتُنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُرى، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر، ثم يأتي القومَ فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرفُ عنهم، فيصبحون ممحلين، ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- عند سياق حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في كتابه : *رياض الصالحين* : قال عند سياق هذا الحديث في ذكر الدجال : إنه شابٌ قطط عينه طافية : شابٌ من بني آدم ، قطط : يعني مجتمع الخلق ، عينه طافية : يعني أنه لا يبصر بها كأنه عنبة طافية ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو أعور خبيث ، لكن الله عز وجل يرسله فتنة ، فتنة للناس فيأتي إلى الناس يدعوهم، يدَّعي أنه رب وقد مكن الله له فكان يأتي القوم يدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت : يشاهدون ذلك بأعينهم يقول : أيتها السماء أمطري فتمطر ، أيتها الأرض أنبتي فتنبت ، لكن ليس بقدرته وقوته بل هو بإرادة الله عز وجل ، لكن الله مكن له ابتلاء وامتحانا ، فيصبحون مخصبين تروح عليهم سارحتهم : يعني الغنم والإبل ، أوفر أسبغ ما تكون دروعا وأوفر ما تكون ذرى : يعني يكون لها أسنمة، وأمدها خواصر تمتلئ بطونها وتمتلئ ضروعها ويكون عليها الشحم فيفتنون .
ويأتي القوم فيدعوهم فلا يستجيبون له : يردونه ، فينصرف فيصبحون ممحلين ليس عندهم من أموالهم شيء : الأرض خربت والسماء لا تمطر والمال يموت ، ولكن هؤلاء هم الذين لهم الأجر والثواب وعاقبتهم حميدة ، أما الأولون الذين آمنوا به وأمطرت السماء وأنبتت الأرض فهم خاسرون وإن ظنوا أنهم رابحون .
ويأتي إلى الخربة : أرض خربة ما بها بناء ولا فيها أناس ، فيقول : أيتها الأرض أخرجي كنوزك : فتخرج كنوزها وما بها من المعادن من ذهب وفضة وغير ذلك ، فتتبعه كيعاسيب النحل ، ثم إنه يبقى في الأرض أربعين يومًا اليوم الأول طوله طول سنة كم شهرا؟ اثنا عشر شهرا ، ثلاث مئة وستين يوم ، هذا اليوم الأول ، والثاني مقداره شهر ثلاثون يوما ، والثالث : مقداره جمعة يعني أسبوعا ، وباقي الأيام وهي سبعة وثلاثون يوما كالأيام المعتادة ، ولكن الله عز وجل نبه الصحابة ، قالوا : يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة واحدة : فيكون عليهم في هذا اليوم كم ؟ خمس صلوات قال : لا اقدروا له قدره : يعني صلوا صلاة السنة كاملة في يوم واحد وهذا مما يلغز به يقال : إنسان وجب عليه صلاة سنة كاملة في يوم واحد ، وأيضاً يلغز به من جهة أخرى : وجبت زكاة ماله في يوم واحد ، وأيضاً يلغز به ثالثة فيقال : يصوم رمضان بعض يوم ، يعني جزءاً من اثني عشر جزءاً من هذا اليوم يصوم رمضان ، نقول : هذا يوم الدجال .
وسبحان الله الحكيم الذي أكمل لنا الدين قبل أن يموت سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، أنطق الله الصحابة أن يسألوا عن هذا اليوم هل تكفي فيه صلاة واحدة أو لا ، يوجد الآن في الأرض من يومهم ستة أشهر ، وليلهم ستة أشهر ، عند المدار القطبي ستة أشهر والشمس عليهم ، وستة أشهر والشمس لا يرونها ، كيف يصلي هؤلاء ؟ يصلون صلاة يوم وليل فقط ؟ أو يقدرون لها قدرها ؟ نقول : يقدرون لها قدرها ، كيوم الدجال تماماً ، اليوم الثاني من أيام الدجال كشهر ، كم يكفيه من الصلاة ؟ صلاة شهر ، يصلون صلاة شهر ، واليوم الثالث يصلون صلاة أسبوع ، واليوم الرابع وما بقي كالعادة .
ثم سأله الصحابة رضي الله عنهم عن سيره في الأرض ، هل هو كالسير المعتاد كسير الإبل أو سير الأرجل ؟ قال : يسير كالغيث اجتذبته الريح - لأننا تأخرنا لا حول ولا قوة إلا بالله - ليسرع في الأرض والله أعلم كيف كان إسراعه هل يحدث الله له آلات طائرات أو غيرها ما ندري ، لكن هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يكون كالغيث يعني كال : والحمد لله أربعين يوماً : سنة وشهر وكم يوم؟ وسبع وسبع وثلاثين، أربعة وأربعين يوم ، سنة وشهر وأربعة وأربعين يوم ، ثم بعد ذلك ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فيقتله ، وسيأتي إن شاء الله بقية الحديث فيما بعد .
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح حديث : ( إن الزمان قد استدار كهيئته... - ابن عثيمين
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم... - اللجنة الدائمة
- فوائد حديث : ( ... قالت فلما كبرت جعلت يومها... - ابن عثيمين
- حديث اليوم الذي غفر الله فيه لآدم عليه ا... - اللجنة الدائمة
- شرح حديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- كلمة للشيخ عن تتمة شرح الأحاديث من كتاب مشكا... - ابن عثيمين
- معنى قوله : ( فيدعوهم فيؤمنون به فيأمر السما... - ابن عثيمين
- معنى قوله : ( فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فوا... - ابن عثيمين
- قراءة حديث النواس بن سمعان الطويل في صفة الد... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : ( إنه شاب قطط عينه طافية، كأ... - ابن عثيمين