شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن جابر رضي الله عنه قال : كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن .
وفي رواية : فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق .
وفي رواية : فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه ، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكَّت حتى استقرت، قال : بكت على ما كانت تسمع من الذكر رواه البخاري.
وعن أبي ثعلبة الخُشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره .
وعن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنهما قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد .
وفي رواية : نأكل معه الجراد متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين متفق عليه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث المنثورة التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* : حديث جابر وفيه آية من آيات الله عز وجل ، وآية لرسول صلوات الله وسلامه عليه .
واعلم أن الله تعالى لم يبعث نبياً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ، لأنه لو أرسل رسولاً بدون آية تدل على أنه رسول الله ما صدقه أحد ، ولكان للناس عذر في رد قوله ، ولكن الله تعالى بحكمته ورحمته ما أرسل رسولاً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر .
الآيات يعني : العلامات التي تدل على صدقه ، وآيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرة ، ومن أراد الاستزادة منها فعليه بكتابين أحدهما : *الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح* ، فقد ذكر رحمه الله شيخ الإسلام في هذا الكتاب في آخره من آيات النبي عليه الصلاة والسلام الكونية والشرعية ما لم يحصل لغيره ، -رحمه الله رحمة واسعة- كذلك ابن كثير وهو الكتاب الثاني في *البداية والنهاية* .
فآيات النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة منها ما ذكره جابر : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد ، فلما صنعت له امرأة من الأنصار منبرًا من أثل الغابة، كرسي يخطب عليه، خطب عليه عليه الصلاة والسلام أول جمعة، فجعل هذا الجذع الذي كان يخطب إليه جعل يحن حنان العشار ، يرغي رغاء البعير، وأحيانا يبكي بكاء الصبي لفقد النبي صلى الله عليه وسلم ، الله أكبر !! جماد جذع يبكي لفقد الرسول عليه الصلاة والسلام ، والآن سنن عظيمة فقدت ما يبكي لها أحد ، أعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
نزل النبي عليه الصلاة والسلام وجعل يسكته كما تسكت الأم صبيها ، وهو جماد فسكت ، سكت الجذع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فسكته فسكت ، فكان في هذا آيتان :
الآية الأولى : صياح الجزذ لما فقد النبي صلى الله عليه وسلم .
والآية الثانية : سكوته لما نزل النبي عليه الصلاة والسلام يسكته فسكت . ونظير هذا آية وقعت لموسى عليه الصلاة والسلام : موسى عليه الصلاة والسلام آذه بنو إسرائيل ، آذوه أذية عظيمة ، كما قال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا : من جملة ما قالوا فيه : إنه آدر : آدر : يعني كبير الخصيتين ، وهو عيب ، وكان عليه الصلاة والسلام يستتر إذا اغتسل ، وكانوا هم يغتسلون عراة ، فقالوا : إن موسى لم يستتر إذا اغتسل إلا وفيه عيب ، فأراد الله عز وجل أن يريهم أنه لا عيب فيه بغير اختيار موسى ، نزل يغتسل مرة ، ووضع ثوبه على حجر : حصاة، فلما كان يغتسل هربت الحصاة بالثوب : حجر ذهب يسعى يشتد ، فلحقه موسى يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر : يعني أعطني ثوبي يا حجر والحجر ماشي ، حتى وصل إلى ملأ من بني إسرائيل فشاهدوا موسى ليس فيه عيب والحمد لله .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن جابر رضي الله عنه قال : كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن .
وفي رواية : فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق .
وفي رواية : فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه ، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكَّت حتى استقرت، قال : بكت على ما كانت تسمع من الذكر رواه البخاري.
وعن أبي ثعلبة الخُشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره .
وعن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنهما قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد .
وفي رواية : نأكل معه الجراد متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين متفق عليه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث المنثورة التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* : حديث جابر وفيه آية من آيات الله عز وجل ، وآية لرسول صلوات الله وسلامه عليه .
واعلم أن الله تعالى لم يبعث نبياً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ، لأنه لو أرسل رسولاً بدون آية تدل على أنه رسول الله ما صدقه أحد ، ولكان للناس عذر في رد قوله ، ولكن الله تعالى بحكمته ورحمته ما أرسل رسولاً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر .
الآيات يعني : العلامات التي تدل على صدقه ، وآيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرة ، ومن أراد الاستزادة منها فعليه بكتابين أحدهما : *الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح* ، فقد ذكر رحمه الله شيخ الإسلام في هذا الكتاب في آخره من آيات النبي عليه الصلاة والسلام الكونية والشرعية ما لم يحصل لغيره ، -رحمه الله رحمة واسعة- كذلك ابن كثير وهو الكتاب الثاني في *البداية والنهاية* .
فآيات النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة منها ما ذكره جابر : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد ، فلما صنعت له امرأة من الأنصار منبرًا من أثل الغابة، كرسي يخطب عليه، خطب عليه عليه الصلاة والسلام أول جمعة، فجعل هذا الجذع الذي كان يخطب إليه جعل يحن حنان العشار ، يرغي رغاء البعير، وأحيانا يبكي بكاء الصبي لفقد النبي صلى الله عليه وسلم ، الله أكبر !! جماد جذع يبكي لفقد الرسول عليه الصلاة والسلام ، والآن سنن عظيمة فقدت ما يبكي لها أحد ، أعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
نزل النبي عليه الصلاة والسلام وجعل يسكته كما تسكت الأم صبيها ، وهو جماد فسكت ، سكت الجذع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فسكته فسكت ، فكان في هذا آيتان :
الآية الأولى : صياح الجزذ لما فقد النبي صلى الله عليه وسلم .
والآية الثانية : سكوته لما نزل النبي عليه الصلاة والسلام يسكته فسكت . ونظير هذا آية وقعت لموسى عليه الصلاة والسلام : موسى عليه الصلاة والسلام آذه بنو إسرائيل ، آذوه أذية عظيمة ، كما قال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا : من جملة ما قالوا فيه : إنه آدر : آدر : يعني كبير الخصيتين ، وهو عيب ، وكان عليه الصلاة والسلام يستتر إذا اغتسل ، وكانوا هم يغتسلون عراة ، فقالوا : إن موسى لم يستتر إذا اغتسل إلا وفيه عيب ، فأراد الله عز وجل أن يريهم أنه لا عيب فيه بغير اختيار موسى ، نزل يغتسل مرة ، ووضع ثوبه على حجر : حصاة، فلما كان يغتسل هربت الحصاة بالثوب : حجر ذهب يسعى يشتد ، فلحقه موسى يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر : يعني أعطني ثوبي يا حجر والحجر ماشي ، حتى وصل إلى ملأ من بني إسرائيل فشاهدوا موسى ليس فيه عيب والحمد لله .
الفتاوى المشابهة
- باب : الخطبة على المنبر . وقال أنس رضي الله... - ابن عثيمين
- تتمة باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الل... - ابن عثيمين
- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند... - ابن عثيمين
- باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله علي... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعف... - ابن عثيمين
- فوائد حديث حنين الجذع . - ابن عثيمين
- ما قصة الجذع الذي كان يخطب عليه الرسول صلى ا... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع ي... - ابن عثيمين