شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله متفق عليه . وعن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - يعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة . رواه البخاري . وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه ؟ فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله متفق عليه.
وعن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -يعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة رواه البخاري.
وعن تميم بن أُسيد رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه؟ فأقبل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأُتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه الأحاديث التي ذكرها الحافظ النووي في رياض الصّالحين في بيان تواضع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، منها : أنه كان يسلّم إذا مرّ على الصّبيان، يسلّم عليهم مع أنهم صبيان غير مكلّفين ، ومع ذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم يسلّم عليهم، واقتدى به أصحابه رضي الله عنهم، فعن أنس رضي الله عنه أنه كان يمرّ بالصبيان فيسلّم عليهم، يمرّ بهم في السّوق يلعبون فيسلّم عليهم ويقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم كان يفعله : أي يسلّم على الصّبيان إذا مرّ عليهم . وهذا من التواضع وحسن الخلق، ومن التربية أيضا وحسن التعليم والإرشاد والتوجيه، لأن الصّبيان إذا سلّم الإنسان عليهم فإنهم يعتادون ذلك، ويكون ذلك كالغريزة في نفوسهم: أن الإنسان إذا مرّ على أحد سلّم عليه.
وإذا كان هذا يقع من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم على الصّبيان فإننا نأسف لقوم يمرون بالكبار البالغين ولا يسلّمون عليهم والعياذ بالله، قد لا يكون ذلك هجرًا أو كراهة، لكن عدم مبالاة، عدم اتّباع للسّنّة، جهل، غفلة، وهم وإن كانوا غير آثمين لأنهم لم يتّخذوا ذلك هجرًا لكنّه قد فاتهم خير كثير، فالسّنّة أن تسلّم على كلّ من لقيت، وأن تبدأه بالسلام ولو كان أكبر منك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسّلام : وهو عليه الصّلاة والسلام أكبر الناس قدرا ومع ذلك يبدأ من لقيه بالسلام ، وأنت إذا بدأت من لقيته بالسّلام حصلت على خير كثير، منها : اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلّم، ومنها : أنّك تكون سببا لنشر هذه السّنّة التي ماتت عند كثير من الناس ، ومعلوم أن إحياء السّنن يؤجر الإنسان عليه مرّتين : مرّة على فعل السّنّة، ومرّة على إحياء السّنّة، ومنها : أنّك تكون السّبب في إجابة هذا الرّجل ، وإجابتك فرض كفاية ، فتكون سبباً في إيجاد فرض الكفاية من هذا الرّجل، ولهذا كان ابتداء السّلام أفضل من الرّد، وإن كان الرّدّ فرضًا وهذا سنّة ، لكن لما كان الفرض ينبني على هذه السّنّة كانت السّنّة أفضل من هذا الفرض لأنه مبني عليها.
وعن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -يعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة رواه البخاري.
وعن تميم بن أُسيد رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه؟ فأقبل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأُتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه الأحاديث التي ذكرها الحافظ النووي في رياض الصّالحين في بيان تواضع النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، منها : أنه كان يسلّم إذا مرّ على الصّبيان، يسلّم عليهم مع أنهم صبيان غير مكلّفين ، ومع ذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم يسلّم عليهم، واقتدى به أصحابه رضي الله عنهم، فعن أنس رضي الله عنه أنه كان يمرّ بالصبيان فيسلّم عليهم، يمرّ بهم في السّوق يلعبون فيسلّم عليهم ويقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم كان يفعله : أي يسلّم على الصّبيان إذا مرّ عليهم . وهذا من التواضع وحسن الخلق، ومن التربية أيضا وحسن التعليم والإرشاد والتوجيه، لأن الصّبيان إذا سلّم الإنسان عليهم فإنهم يعتادون ذلك، ويكون ذلك كالغريزة في نفوسهم: أن الإنسان إذا مرّ على أحد سلّم عليه.
وإذا كان هذا يقع من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم على الصّبيان فإننا نأسف لقوم يمرون بالكبار البالغين ولا يسلّمون عليهم والعياذ بالله، قد لا يكون ذلك هجرًا أو كراهة، لكن عدم مبالاة، عدم اتّباع للسّنّة، جهل، غفلة، وهم وإن كانوا غير آثمين لأنهم لم يتّخذوا ذلك هجرًا لكنّه قد فاتهم خير كثير، فالسّنّة أن تسلّم على كلّ من لقيت، وأن تبدأه بالسلام ولو كان أكبر منك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسّلام : وهو عليه الصّلاة والسلام أكبر الناس قدرا ومع ذلك يبدأ من لقيه بالسلام ، وأنت إذا بدأت من لقيته بالسّلام حصلت على خير كثير، منها : اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلّم، ومنها : أنّك تكون سببا لنشر هذه السّنّة التي ماتت عند كثير من الناس ، ومعلوم أن إحياء السّنن يؤجر الإنسان عليه مرّتين : مرّة على فعل السّنّة، ومرّة على إحياء السّنّة، ومنها : أنّك تكون السّبب في إجابة هذا الرّجل ، وإجابتك فرض كفاية ، فتكون سبباً في إيجاد فرض الكفاية من هذا الرّجل، ولهذا كان ابتداء السّلام أفضل من الرّد، وإن كان الرّدّ فرضًا وهذا سنّة ، لكن لما كان الفرض ينبني على هذه السّنّة كانت السّنّة أفضل من هذا الفرض لأنه مبني عليها.
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعا... - ابن عثيمين
- وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ر... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال:... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- باب السلام على الصبيان. عن أنس رضي الله عنه... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين