تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمينالشيخ : أما الحديث الثاني : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  سيحون وجيحون والنيل والفرات كلٌ من أنهار الجنة  : هذه أربعة أنهُر في الدنيا ...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة ). رواه مسلم. وعنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: ( خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم صلى الله عليه وسلم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما الحديث الثاني : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سيحون وجيحون والنيل والفرات كلٌ من أنهار الجنة : هذه أربعة أنهُر في الدنيا وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من أنهار الجنة .
فقال بعض أهل العلم : " إنها من أنهار الجنة حقيقة ، لكنها لما نزلت إلى الدنيا غلب عليها طابع أنهار الدنيا وصارت من أنهار الدنيا " ، لأن أنهار الآخرة أربعة ، أنهار الجنة ، فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ، وهذه الأنهار الأربعة في الجنة لا نعلم كيفيتها ولا طعمها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الجنة ، عن ربه عز وجل في الحديث القدسي : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .
لكن سيحون وجيحون والنيل والفرات معلومة ، وأيضاً هي تأسن تتغير مع طول المدة ، فللعلماء فيها تأويلان :
الأول : أنها من أنهار الجنة حقيقة لكن لما نزلت إلى الأرض صار لها حكم أنهار الدنيا .
والثاني : أنها ليست من أنهار الجنة حقيقة لكنها هي أطيب الأنهار وأفضلها ، فذكر النبي عليه الصلاة والصلاة والسلام هذا الوصف لها من باب رفع شأنها والثناء عليها ، والله أعلم بما أراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
أما حديثه الثالث : خلق الله التربة يوم السبت إلى آخر الحديث، فهذا الحديث وإن رواه الإمام مسلم رحمه الله فقد أنكره العلماء عليه ، فهو حديث ليس بصحيح ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأنه يخالف القرآن الكريم ، وكل ما خالف القرآن الكريم فهو باطل ، لأن الذين رووه نقلة بشر يخطئون ويصيبون ، والقرآن ليس فيه خطأ ، كله صواب منقول بالتواتر ، فما خالفه من أي حديث كان فإنه يحكم بأنه ليس صحيح وإن رواه من رواه ، لأن الرواة هؤلاء ليسوا يتلقون عن الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة ، لكن بواسطة الإسناد ، حدثنا فلان عن فلان إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهؤلاء قد يخطئون ، لكن القرآن ليس فيه خطأ ، فهذا الحديث مما أنكره أهل العلم رحمهم الله على الإمام مسلم .
ولا غرابة في ذلك لأن الإنسان بشر ، مسلم وغير مسلم كلهم بشر يخطئون ويصيبون ، فعلى هذا لا حاجة أن نتكلم عليه ، ما دام ضعيفا فقد كفينا إياه ، والله الموفق.

Webiste