الاستغفار : هو طلب المغفرة ، وما من إنسان إلا وهو خطاء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" . والخطأ الذي يصدر من بني آدم : إما تقصير في واجب أو فعل لمحرم ، ولا يخلو الإنسان من ذلك ، ولكن دواء الذنوب الاستغفار والحمد لله ، وفي الأثر أن الشيطان يقول : " أهلكت بني آدم يعني بالخطايا والذنوب وأهلكوني ب لا إله إلا الله والاستغفار " .
فالاستغفار سبب للمغفرة ، ولهذا أمر الله تعالى به في آيات كثيرة من القرآن ساق المؤلف منها جملة صالحة ، منها قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } : فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلم بأنه لا معبود حق إلا الله ، وأمره أن يستغفره قال : { استغفر لذنبك } : هذا وهو النبي عليه الصلاة والسلام الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أُمر أن يستغفر لذنبه .
وقال تعالى : { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } .
وكذلك أثني الله تعالى على المستغفرين في آيات كثيرة ، ومنها المستغفرون في الأسحار .
المستغفرون في الأسحار : هم الذين يستغفرون الله في آخر الليل ، قال العلماء : " وذلك أنهم يتهجدون ويعبدون الله ويرون أنهم مقصرون فيسألون الله المغفرة " ، هذا مع أنهم مجتهدون ، قائمون الليل ، ومع ذلك هم يستغفرون خوفًا من التقصير ، فينبغي للإنسان أن يكثر من استغفار الله عز وجل : اللهم اغفر لي ، أستغفر الله وأتوب إليه ، وسيأتي الأحاديث المبينة لذلك إن شاء الله.