ما حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين؟
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الحاج بابكر جوم، وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وصلني كتابكم الكريم رقم بدون وتاريخ بدون، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما تضمنه من الأسئلة الثلاثة كان معلومًا:
الأول: ما حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين؟ وهل في الإمكان أن تعطونا دليلا على ذلك؟
الثاني: ما حكم الإسلام في إقامة المشاريع الإسلامية على أيدي جماعات تبشيرية مسيحية كانت أم يهودية؟
الثالث: ما حكم طلب المساعدة من الكفار وقبولها؟
جواب السؤال الأول: لا يجوز تسليم أيتام المسلمين إلى الكفرة من النصارى وغيرهم؛ لما في ذلك من الخطر العظيم على الأيتام، وأن ينشئوهم تنشئة غير إسلامية، وهم أمانة بيد المسلمين، فلا يجوز أن يجعلوهم تحت ولاية غيرهم، وقد قال الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة: 71] الآية، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 73].
جواب السؤال الثاني: لا يجوز أن تسلم الأعمال الإسلامية كالتي ذكرتم إلى العمال من الكفرة؛ لأنهم لا يؤْمَنون عليها، ولا يوثق بنصحهم؛ لقول الله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وللآيتين السابقتين. وقد صدر من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية قرار بمنع إسناد تعمير المساجد إلى غير المسلمين، لما ذكرنا من الأدلة والعلة.
جواب السؤال الثالث: هذا فيه تفصيل؛ فإن كان طلبها منهم وقبولها لا يخشى منه ضرر في الدين على من طلبها أو قبلها فلا حرج في ذلك، وإن كان في ذلك خطر لم يجز له طلبها ولا قبولها؛ عملا بالأدلة الشرعية الدالة على وجوب الحذر مما حرم الله والبعد عن مساخط الله، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قبل بعض الهدايا من المشركين ولم يقبلها من آخرين، والحكمة في ذلك: هو ما ذكرنا، كما نص على ذلك أهل العلم.
والله ولي التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وصلني كتابكم الكريم رقم بدون وتاريخ بدون، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما تضمنه من الأسئلة الثلاثة كان معلومًا:
الأول: ما حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين؟ وهل في الإمكان أن تعطونا دليلا على ذلك؟
الثاني: ما حكم الإسلام في إقامة المشاريع الإسلامية على أيدي جماعات تبشيرية مسيحية كانت أم يهودية؟
الثالث: ما حكم طلب المساعدة من الكفار وقبولها؟
جواب السؤال الأول: لا يجوز تسليم أيتام المسلمين إلى الكفرة من النصارى وغيرهم؛ لما في ذلك من الخطر العظيم على الأيتام، وأن ينشئوهم تنشئة غير إسلامية، وهم أمانة بيد المسلمين، فلا يجوز أن يجعلوهم تحت ولاية غيرهم، وقد قال الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة: 71] الآية، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 73].
جواب السؤال الثاني: لا يجوز أن تسلم الأعمال الإسلامية كالتي ذكرتم إلى العمال من الكفرة؛ لأنهم لا يؤْمَنون عليها، ولا يوثق بنصحهم؛ لقول الله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] وللآيتين السابقتين. وقد صدر من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية قرار بمنع إسناد تعمير المساجد إلى غير المسلمين، لما ذكرنا من الأدلة والعلة.
جواب السؤال الثالث: هذا فيه تفصيل؛ فإن كان طلبها منهم وقبولها لا يخشى منه ضرر في الدين على من طلبها أو قبلها فلا حرج في ذلك، وإن كان في ذلك خطر لم يجز له طلبها ولا قبولها؛ عملا بالأدلة الشرعية الدالة على وجوب الحذر مما حرم الله والبعد عن مساخط الله، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قبل بعض الهدايا من المشركين ولم يقبلها من آخرين، والحكمة في ذلك: هو ما ذكرنا، كما نص على ذلك أهل العلم.
والله ولي التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- حكم زكاة أموال الأيتام - ابن باز
- زكاة الأيتام - اللجنة الدائمة
- ما رأيكم من أخذ مدير مركز الأيتام بمدينة سراند... - الالباني
- الولاية على الأيتام - الفوزان
- مراسلة الهيئات التبشيرية والمشاركة في مس... - اللجنة الدائمة
- ما حكم التبني في الإسلام بالنسبة للزوجين اللذي... - الالباني
- ضرب الأيتام لإصلاحهم - اللجنة الدائمة
- حكم التبني - اللجنة الدائمة
- لا يجوز التصدق من مال الأيتام - اللجنة الدائمة
- نصيحة لأولياء الأيتام - ابن باز
- ما حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام ال... - ابن باز