تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المصنف :" فى عمره مرة على الفور " - ابن عثيمينالشيخ : يقول " في عمره كدا عندكم ؟ القادر في عمره مرة " وإلا مرة في عمره؟ ما الذي عندكم؟ هو الحقيقة لو قدم مرة كان أحسن مرة يعني واجبان مرة في العمر لقو...
العالم
طريقة البحث
قال المصنف :" فى عمره مرة على الفور "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول " في عمره كدا عندكم ؟ القادر في عمره مرة " وإلا مرة في عمره؟ ما الذي عندكم؟ هو الحقيقة لو قدم مرة كان أحسن مرة يعني واجبان مرة في العمر لقول النبي عليه الصلاة والسلا عن الحج أفي كل عام؟ قال الحج مرة فما زاد فهو تطوع ولأن الله أطلق فقال ولله على الناس حج البيت ولم يقل كل سنة فدل ذلك على أن الحج واجب مرة واحدة، إلا لسبب كالنذر فمن نذر أن يحج يجب عليه أن يحج لقول الرسول عليه الصلاة والسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه وقوله مرة دليله ما ذكرناه، يستفاد منه فائدة عظيمة وهو أنّ من مر بالميقات وقد أدى الفريضة المرة فإنه لا يلزمه الإحرام وإن طال أو بعد مجيئه لمكة، إن طال يعني له أربع سينين خمس سنين ما ذهب إلى مكة ثم ذهب إلى مكة لحاجة تجارة أو زيارة أو ما أشبه ذلك ومر بالميقات فإنه لا يلزمه أن يحرم، لماذا؟ لأن الحج والعمرة إنما يجبان مرة واحدة ولو ألزمناه بالإحرام لألزمناه بزائد عن المرة وهذا خلاف النص.
قال " على الفور " يعني يجب على الفور، ما هو الدليل؟ أن الأصل في الأمر أن يكون على الفور هذا الأصل ولهذا غضب النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة الحديبية حين أمرهم بالإحلال وتباطؤوا غضب عليهم ولأنّ الإنسان لا يدري ما يعرض له، قد يكون الآن قادراً على أن يقوم بأمر الله وفي المستقبل عاجزاً ولأن الله أمر بالإستباق إلى الخيرات، قال واستبقوا الخيرات والتأخير خلاف ما أمر الله به فالأدلة على أنه على الفور متعددة وهذا هو الصواب أنه واجب على الفور، وقيل بل واجب على التراخي فهو كالصلاة في الوقت إن شئت صلّها في أول الوقت وإن شئت صلها في آخر الوقت، والعمر هو زمن الحج فإن شئت فحج في أول العمر وإن شئت ففي آخره، واستدلوا أيضاً بأن الله فرض الحج والعمرة في السنة السادسة ولم يحج النبي عليه الصلاة والسلام إلا في السنة العاشرة ولكن الصّحيح أنّه واجب على الفور لما علمتم من الأدلة الثلاثة وأمّا القول بأن عمر الإنسان كله وقتاً للحج فهذا صحيح، لكن من يضمن أن يبقى إلى السنة الثانية مثلاً من يضمن؟ لا يضمن أحد أما الصلاة فوقتها قصير فلذلك وسّع فيها، ثم يقول أيضاً الاستدلال بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله غير صحيح، لأن هذا ليس أمر بهما ابتداءً ولكنه أمر بهما بإيش؟ بالإتمام، أمر بإتمامهما، وفرق بين الابتداء والإتمام أما فرض الحج فالصواب أنه فرض في السنة التاسعة ولم يفرضه الله قبل ذلك لأن فرضه قبل ذلك ينافي الحكمة، كيف هذا؟ إذا كانت قريش منعت الرسول عليه الصلاة والسلام من العمرة فمن الممكن ومن المتوقع أن تمنعه من الحج ومكة قبل الفتح بلاد كفر لكن لما تحررت من الكفر بعد الفتح صار إيجاب الحج على الناس موافقاً للحكمة ففرض في السّنة التاسعة للهجرة فإن قيل لماذا لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة وأنتم تقولون على الفور نقول لأسباب السبب الأول كثرة الوفود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك السنة، السنة التاسعة ولهذا تسمى السنة التاسعة عام الوفود ولا شك أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليتفقهوا في دينهم لا شك أنه أمر مهم بل قد نقول أنه واجب على الرسول عليه الصلاة والسلام ليبلغ الناس هذه واحدة، ثانيا: تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة لأن السنة التاسعة من المتوقع أن يحج المشركون كما وقع حج المشركون في السنة التاسعة فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط وهذا هو الذي وقع فإنه أذن في السنة التاسعة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، وكان الناس في الأول يطوفون عراة ببالبيت إلا من وجد ثوباً من الحمس من قريش فإنه يستعيره ويطوف به، أما الذين من غير قريش فإنهم لا يمكن أن يطوفوا بثيابهم يطوفون عراة، وكانت المرأة منهم تطوف عارية وتضع يدها على فرجها وتقول:
" اليوم يبدوا بعضه أو كله *** وما بدا منه فلا أحله "
تطلعينه للناس ولا تحلينه للناس! الناس يبوا يشوفون لهم أعين لكن هذا الجهل على كل حال الرسول عليه الصلاة والسلام تأخّر من أجل الوفود وهذا هو المتيقن وتأخّر والله أعلم لكن علّل به بعض العلماء من أجل أن يتمحّض حجه مع المسلمين خاصة لا مع المشركين، وعلى هذا فنقول الصحيح أنّ الحجّ فرض في السنة التاسعة من الهجرة لأنه جاء في آل عمران في أوّلها وكل أول آل عمران في محاجة الوافدين الذين يقدمون على الرسول عليه الصلاة والسلام إذاً الصّواب أنه واجب على الفور وأنه لا يجوز للإنسان الذي تمت في حقه شروط الوجوب أن يتأخر هذا هو الصحيح.

Webiste