تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيفية دفع تسلط الشياطين على الإنس - ابن بازالسؤال:السائل عبدالله سعد من الرياض يقول: في الحديث إذا دخل رمضان؛ صفدت الشياطين، ومردة الجن هل معنى ذلك بأنه بعد رمضان يخلصون إلى ما يخلصون إليه، ويتمك...
العالم
طريقة البحث
كيفية دفع تسلط الشياطين على الإنس
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
السائل عبدالله سعد من الرياض يقول: في الحديث إذا دخل رمضان؛ صفدت الشياطين، ومردة الجن هل معنى ذلك بأنه بعد رمضان يخلصون إلى ما يخلصون إليه، ويتمكنون من انحراف الإنسان؟

الجواب:
الشياطين مسلطون على الإنسان، كما قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6] وقال سبحانه: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200] وقال -جل وعلا-: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:112].
فالشياطين من الإنس والجن مسلطون، والواجب على المؤمن أن يتقي شرهم بسؤال الله العافية، وبالتعوذ بالله من شرهم، والجد في طاعة الله ورسوله، والحذر مما نهى الله عنه ورسوله؛ لعل الله يخلصه منهم، ولا ينبغي له التساهل، بل يجب أن يحذر شر الشياطين من الإنس والجن، وأن يتعوذ بالله من نزغاتهم، وشرورهم، وأن يأخذ حذره دائمًا، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71].
فيحذر الشياطين، ويحذر طاعتهم، ويحذر وساوسهم، ويحذر ما يشيرون به من شياطين الإنس والجن، وليكن عنده ميزانان؛ الكتاب والسنة، فيعرض ما يقع في خاطره، وما توسوس به نفسه على الكتاب والسنة، فما أجازه كتاب الله، أو سنة رسوله ﷺ أو إجماع أهل العلم؛ أخذ به، وما ظهر له منع الكتاب له، أو السنة لها؛ تركه.
هكذا المؤمن يعرض مسائله على كتاب الله وسنة رسوله، قال الله -جل وعلا-: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، وقال سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].
أما إذا كان عاميًا يسأل أهل العلم، إذا كان ما يحسن الترجيح، ولا يعرف الترجيح؛ يسأل أهل العلم في زمانه، ولو بالسفر إليهم، يسأل علماء السنة، علماء الحق المعروفين، يسأل العلماء المعروفين بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة والورع، يتحرى حتى يسأل خيرهم، وأفضلهم عما أشكل عليه، فالأمور العظيمة المهمة لابد من العناية بها، لابد أن يعتني، ولا يتساهل في الفتاوى، بل يعتني بسؤال أهل العلم المعروفين بالخوف من الله، والخشية، والعقيدة الطيبة، والعلم النافع؛ حتى يدلوه على ما شرعه الله، وعلى ما أوجبه الله، وعلى ما حرمه الله.
أما إن كان ذا علم، وذا بصيرة؛ فإنه ينظر في الأدلة الشرعية، ويعتني بالأدلة الشرعية، ثم يأخذ ما يراه أرجح، وأقرب إلى الحق. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

Webiste