الجمع بين حديث السبعين ألفًا والورود على جهنم
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
رسالة أخرى من مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ف. أ) من الرياض، يقول: كيف نجمع بين قوله ﷺ: سبعون ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب أو كما قال ﷺ، وبين قوله -تبارك وتعالى-: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا[مريم:71]؟
الجواب:
ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، والورود: هو المرور على الصراط، وكل الناس يمرون عليه، كل أهل الجنة يمرون عليه؛ لأنه الطريق إلى دخول الجنة، فالصراط منصوب على متن جهنم، فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأجاود الخيل، والركاب تجري بهم أعمالهم، فهذا مرور ليس فيه عذاب، وإنما هو مرور بغير عذاب إلا من أراد الله -جل وعلا- تعذيبه من العصاة الذين قد تخطفهم الكلاليب، ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها،.....، بكلاليب تخطف الناس بأعمالهم، لا يعلم قدرها إلا الله ، فمن الناس من يمر يمشي، ومنهم من يمر يزحف، ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم، ومنهم من يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها.
أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه، بل يساقون إلى النار، نسأل الله العافية.
فالحاصل: أن هذا المرور لا بد منه، وهو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[مريم:71-72] فالمتقون ينجيهم الله ويمرون، والظالمون يساقون إلى جهنم ويدخلونها، والعصاة على خطر عظيم، منهم من ينجى، ومنهم من يسلم، ومنهم من يدخل النار، ويعذب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته ؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام.
وتحل الشفاعة، فالنبي ﷺ يشفع، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون، والأفراط يشفعون، أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم، بل خلودهم في النار دائم، قال الله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ[المدثر:48]، مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ[غافر:18].
فالكفار مخلدون في النار، وليس فيهم شفاعة، وإنما الشفاعة للعصاة الذين يدخلون النار بمعاصيهم، فإنه يشفع فيهم الأنبياء، ويشفع نبينا ﷺ في عصاة أمته، ويشفع المؤمنون، وتشفع الأفراط، ويبقى بقية في النار من أهل المعاصي، يخرجهم الله من النار -سبحانه- بفضل رحمته، بعدما يمضي فيهم أمر الله، وتنتهي مدة عذابهم في النار، يخرجهم الله منها بسبب توحيدهم وإسلامهم، إلى نهر يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
رسالة أخرى من مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ف. أ) من الرياض، يقول: كيف نجمع بين قوله ﷺ: سبعون ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب أو كما قال ﷺ، وبين قوله -تبارك وتعالى-: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا[مريم:71]؟
الجواب:
ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، والورود: هو المرور على الصراط، وكل الناس يمرون عليه، كل أهل الجنة يمرون عليه؛ لأنه الطريق إلى دخول الجنة، فالصراط منصوب على متن جهنم، فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر، ثم كالريح، ثم كالطير، ثم كأجاود الخيل، والركاب تجري بهم أعمالهم، فهذا مرور ليس فيه عذاب، وإنما هو مرور بغير عذاب إلا من أراد الله -جل وعلا- تعذيبه من العصاة الذين قد تخطفهم الكلاليب، ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها،.....، بكلاليب تخطف الناس بأعمالهم، لا يعلم قدرها إلا الله ، فمن الناس من يمر يمشي، ومنهم من يمر يزحف، ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم، ومنهم من يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها.
أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه، بل يساقون إلى النار، نسأل الله العافية.
فالحاصل: أن هذا المرور لا بد منه، وهو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[مريم:71-72] فالمتقون ينجيهم الله ويمرون، والظالمون يساقون إلى جهنم ويدخلونها، والعصاة على خطر عظيم، منهم من ينجى، ومنهم من يسلم، ومنهم من يدخل النار، ويعذب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته ؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام.
وتحل الشفاعة، فالنبي ﷺ يشفع، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون، والأفراط يشفعون، أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم، بل خلودهم في النار دائم، قال الله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ[المدثر:48]، مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ[غافر:18].
فالكفار مخلدون في النار، وليس فيهم شفاعة، وإنما الشفاعة للعصاة الذين يدخلون النار بمعاصيهم، فإنه يشفع فيهم الأنبياء، ويشفع نبينا ﷺ في عصاة أمته، ويشفع المؤمنون، وتشفع الأفراط، ويبقى بقية في النار من أهل المعاصي، يخرجهم الله من النار -سبحانه- بفضل رحمته، بعدما يمضي فيهم أمر الله، وتنتهي مدة عذابهم في النار، يخرجهم الله منها بسبب توحيدهم وإسلامهم، إلى نهر يقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : والصراط منصوب على متن جهنم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} - ابن باز
- ما معنى قوله تعالى:" وإن منكم إلا واردها كان... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} - ابن باز
- تفسير قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها...} - ابن باز
- بيان اختلاف العلماء في معنى الورود المذكور في... - الالباني
- ما معنى الورود في قوله تعالى ( و إن منكم إلا... - ابن عثيمين
- ما معنى الورود في قوله تعالى:" وإن منكم إلا... - ابن عثيمين
- معنى الورود في قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} - ابن باز
- الورود على النار - اللجنة الدائمة
- الجمع بين حديث السبعين ألفًا والورود على جهنم - ابن باز