تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف تفهم نصوص السلف الواردة في آيات الصفات الت... - الالبانيالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ش...
العالم
طريقة البحث
كيف تفهم نصوص السلف الواردة في آيات الصفات التي يفهم منها التفويض ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، شيخنا بارك الله فيك ، وجزاك الله عنا خير الجزاء ، جاءت بعض النصوص عن بعض السلف في آيات الصفات ما يفهم منها التفويض !!

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ما يفهم منها ؟!

السائل : التفويض التفويض : كنفي المعاني - مثلًا - عن النصوص ، ونفي التفسير عن النصوص كقول الإمام أحمد - مثلًا - عن بعض آيات الصفات : " نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى " ، وكقول - مثلًا - أبو عبيد القاسم بن سلام : " نروي هذه الأحاديث ولا نطلب لها المعاني " ، وأيضًا يعني جاء عن سفيان - رحمه الله - تعالى أنه نهى عن .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

السائل : نهى عن ترجمة آيات الصفات إلى اللغات الأخرى .

الشيخ : -انضموا انضموا بارك الله فيكم- .

السائل : مبدناش نشوشر الإخوان ، مثل العلامة الظاهرة البارزة .

الشيخ : نعم .

السائل : فكيف يعني نفهم هذه الآثار عن السلف ؟

الشيخ : طيب ، في اعتقادي أنه مما لا خلاف فيه عند عامة المسلمين من كان منهم سلفي المنهج ، أو خلفي المنهج ، كل هؤلاء ، وهؤلاء يتفقون أن هناك آيات معانيها مفهومة حتما ، ومن هذه الآيات بعض الآيات المتعلقة بالصفات ، مثلًا : القدير ، العليم ، مثل هذه الصفات معانيها معروفة عند كافة المسلمين بالقسمين المذكورين آنفًا ، إذا كانت هذه الحقيقة هي حقيقة مسلمة ، ليس فقط عند السلفيين ! بل وعند الخلفيين ، والمتأولين ، وعلماء الكلام ، حينئذٍ ما تلوته على مسامعنا من بعض الآثار التي رويتها عن الإمام أحمد وغيره ، يجب أن يحمل على محمل لا يتناقض مع هذه القاعدة التي ذكرتُها آنفًا ، أي لا يمكن أن تفسر هذه الآثار إنه كل الآيات تمرر دون أن نفهم معانيها ، هذا أمر مستحيل وهو أمر باطل بداهةً ، وإنما يجب أن يحمل على معنى من معنيين : أحدهما : أن العالم مهما بلغ شأنه في العلم فكما قيل : " نصف العلم لا أدري " ، فقد يقف أمام العالم ، أمام نص ، فلا يجد له معنى واضحا كمعنى المثالين أو الصفتين اللتين ذكرتهما آنفًا ، السميع البصير ، فيمرر الآية كما جاءت ولا يبحث عن معناها ، لأنه مغلق عنده ، هذا هو المحمل الأول ، المحمل الثاني : أن يقصد المعنى الذي يتبادر إلى أذهان الناس ، والذي يؤدي إلى التشبيه ، فهنا أيضًا يكون موضع وضع ، وضع هذه الآثار التي تلوتها ، هذا جوابي ، لكن مع ذلك عندي شيء لا بد من التنبيه عليه ، لأننا نرى العلماء كافة إلا من عصم الله وقليل ما هم : أنهم حينما يوردون الآثار عن بعض السلف ، موقفهم فيها كموقفهم من بعض الأحاديث الضعيفة ، وهم يمرون هذه الأحاديث الضعيفة ما دامت لا تتصادم مع الشريعة ، ولا يدققون في رجالها وأسانيدها ، كذلك يتعاملون مع مثل هذه الآثار ، أي : أعني بصراحة قد تكون هذه الآثار لا تثبت أمام النقد الحديثي ، يعني أوَّلًا : قد لا يكون لها أسانيد متصلة ، يروى عن الإمام أحمد كذا ، حينئذٍ لا يكون لها وزن بحيث أنها تستحق مثل هذا الجواب الذي تسمعه الآن بشيء من التفصيل ، وعلى حد ما يقولون في بعض البلاد العربية : " هذا الميت ما يستحق هذا العزاء " ، ليه ؟ لإنه الرواية لا سنام لها ولا خطام ، فقد تكون هذه الآثار من هذا القبيل ، فإن صح إسنادها إلى قائلها ، فقد عرفت الجواب آنفًا .

Webiste