تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنا محتاج جدا إلى شراء سيارة و لا أجد ما أشت... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله ، أخبركم بأنني محتاج جداً لشراء سيارة ولا أجد ما أشتري به ، فذهبت إلى أحد المصارف فقالوا نشتري لك هذه السيارة ولكن بعد أ...
العالم
طريقة البحث
أنا محتاج جدا إلى شراء سيارة و لا أجد ما أشتري به فذهبت إلى أحد المصارف فقالوا نشتري لك هذه السيارة و لكن بعد أن توقع على إلتزامك بالشراء و بسداد المبلغ و عليه فوائد بأقساط شهرية و بعد ذلك نشتري لك السيارة فما الحكم في مثل هذه البيوع ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله ، أخبركم بأنني محتاج جداً لشراء سيارة ولا أجد ما أشتري به ، فذهبت إلى أحد المصارف فقالوا نشتري لك هذه السيارة ولكن بعد أن توقع على التزامك بالشراء وبسداد المبلغ ، وعليه فوائد بأقساط شهرية ، وبعد ذلك نشتري لك السيارة ، فما الحكم في مثل هذه البيوع ؟.

الشيخ : الحكم في مثل هذه البيوع أنها حرام لأنها حيلة واضحة على الربا ، فإن البنك بدل أن يعطيك خمسين ألف ريال نقداً تشتري بها السيارة ويقسطها عليك بستين ألفاً ، بدلاً من هذا يقول اختر السيارة التي تريد ثم نشتريها لك ثم نبيعها عليك ، وهل هذا إلا حيلة على رب العالمين الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، والمسائل المحرمة إذا تحيل الإنسان عليها بما ظاهره الإباحة صارت أعظم إثماً من انتهاك المحرم صريحاً ، لأن منتهك المحرم صريحاً يشعر بأنه مذنب ويكون لديه خجل من الله عز وجل ويحاول أن يتوب ، أما المتحيل فيرى أنه على صواب ويبقى في تحيله وكأنه لم يفعل شيئا محرماً .
وليعلم أن المتحيلين على محارم الله يشبهون اليهود ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله في أدنى الحيل ، واليهود لما حرم عليهم الصيد يوم السبت ، أعني صيد السمك ، صار السمك يأتيهم يوم السبت بكثرة ولا يأتيهم في غير يوم السبت ، فطال عليهم الأمد فجعلوا شباكاً يوم الجمعة فيأتي الحيتان يوم السبت ويسقط في هذا الشباك ، ثم يأتون يوم الحد ويأخذونه ، فماذا كانت العقوبة ؟.
قال الله تعالى : ولقد علمتم الذين اعتدو منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ، فجعلهم معتدين ، مع أن ظاهر حالهم أنهم لم يصيدوا يوم السبت ، لكن جعلهم الله معتدين ثم قلبهم إلى قردة لأن القرد أشبه ما يكون بالإنسان .
وكذلك الذين حرمت عليهم الشحوم فأذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهم : قاتل الله اليهود إنه لما حرمه عليهم شحومها أذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها ، هذه الحيلة التي ذكرها السائل في المبايعة أقرب إلى الربا الصريح من حيل اليهود ، فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل وأن يعلم أن الأمور معتبرة بمعانيها لا بأشكالها وصورها ، نعم .

Webiste