ما الصواب في مفهوم التَّطرُّف والمتطرِّفين؟
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
كثر الكلامُ حول التَّطرف والمُتطرفين، واختلفت وجهات النظر حول مفهوم التطرف، والأمانة العلمية تقتضي الفصل في هذا المُشكل، علمًا بأنَّ سماحتكم ممن يُرفَع بهم الخلاف في هذا العصر، ولله الحمد؟
الجواب:
التطرف والمُتطرفون هذا اتَّخذه كثيرٌ من الناس من أعداء الدعوة الإسلامية، اتَّخذوه ستارًا ليقضوا على الدَّعوة وأهلها، ويمنعوا من إظهار الدعوة الإسلامية، فقالوا: تطرف، ومُتطرفون، وتارةً يقولون: هم شيوعيون، وتارةً يقولون غير ذلك؛ ليُبَرِّروا لأنفسهم منعهم، والأخذ على أيديهم.
وتارةً يُراد بالمُتطرف والتَّطرف: التَّشدد في الدين، والبدع، وعدم الرضا بما رضي الله به ورسوله وسلفنا الصالح من العدالة والتَّوسط في الأمور، فهذا صحيحٌ إذا سُمّي المبتدع والمُتشدد الذي خالف الشريعة: مُتطرِّفًا، هذا صحيحٌ.
ولكن الغالب على مَن يُطلق التَّطرف -الغالب على هؤلاء- أنهم يُريدون: النَّشيط في الدعوة إلى الله، ذا الغيرة لله، الحريص على إقامة دين الله، ويُسمّونه: مُتطرِّفًا، ويُسمّون كلامه: تطرُّفًا؛ ليمنعوه، أو ليُنَفِّروا منه.
فمَن دعا إلى ما أوجب الله، وإلى ترك ما حرَّم الله، وآوى لله، من دون زيادةٍ؛ فليس بمُتطرفٍ، فالذي يقول للناس: صلّوا يا ناس في جماعةٍ، اتركوا الربا، احذروا الربا، صِلُوا أرحامَكم، برُّوا والديكم، اعفوا لحاكم، وفِّروها، أرخوها، لا تُسْبِلُوا الثياب والملابس؛ كلها ليس بمُتطرفٍ، هذا داعٍ إلى ما دعا الله إليه ورسوله، لكن الذين يُصِرُّون على هذه المعاصي يُسمُّونه: مُتطرِّفًا، حتى يُنَفِّروا منه، حتى لا يقبلوا منه، وهو هادٍ مهديٌّ في هذا، مُوَفَّقٌ، لكنَّ الشيطان يُنَفِّر أولئك العُصاة منه، ويُجري على ألسنتهم كلمات تنفير من التَّطرف والمُتطرفين.
وقد تفعل هذا بعض الدول المُنتسبة للإسلام مع دُعاة الحقِّ، ومع دُعاة التوحيد، فيقولون: متطرفون، وتارةً يقولون: شيوعيون، حتى يُبَرِّروا لأنفسهم القضاء عليهم وسجنهم وتعذيبهم وإيذاءهم بسبب أنَّهم مُتطرفون، أو أنهم شيوعيُّون، وهم كاذبون، ليسوا متطرفين، وليسوا شيوعيين، لكن قالوا لهم: احكموا بشريعة الله، اتَّقوا الله، اتركوا ما حرَّم الله، امنعوا الزنا والخمور، إلى غير هذا مما يقوله دعاةُ الحقِّ، فيقول لهم مَن لا يريد ذلك ولا يرضى إلا بالقوانين يقول: إنَّ هؤلاء متطرفون.
فهذا وأجناسه هو الفصل بين التطرف وغير التطرف:
المُتطرف: هو الذي يدعو إلى البدع والزيادة في الدين.
والجافي: هو الذي يتعاطى المعاصي ويدعو إليها.
والمُعتدل: هو الذي يأمر بما أمر الله به ورسوله، وينهى عمَّا نهى الله عنه ورسوله، فإذا سُمِّي: مُتطرِّفًا، فهو عدوانٌ عليه، وليس بمُتطرفٍ، والله المُستعان.
كثر الكلامُ حول التَّطرف والمُتطرفين، واختلفت وجهات النظر حول مفهوم التطرف، والأمانة العلمية تقتضي الفصل في هذا المُشكل، علمًا بأنَّ سماحتكم ممن يُرفَع بهم الخلاف في هذا العصر، ولله الحمد؟
الجواب:
التطرف والمُتطرفون هذا اتَّخذه كثيرٌ من الناس من أعداء الدعوة الإسلامية، اتَّخذوه ستارًا ليقضوا على الدَّعوة وأهلها، ويمنعوا من إظهار الدعوة الإسلامية، فقالوا: تطرف، ومُتطرفون، وتارةً يقولون: هم شيوعيون، وتارةً يقولون غير ذلك؛ ليُبَرِّروا لأنفسهم منعهم، والأخذ على أيديهم.
وتارةً يُراد بالمُتطرف والتَّطرف: التَّشدد في الدين، والبدع، وعدم الرضا بما رضي الله به ورسوله وسلفنا الصالح من العدالة والتَّوسط في الأمور، فهذا صحيحٌ إذا سُمّي المبتدع والمُتشدد الذي خالف الشريعة: مُتطرِّفًا، هذا صحيحٌ.
ولكن الغالب على مَن يُطلق التَّطرف -الغالب على هؤلاء- أنهم يُريدون: النَّشيط في الدعوة إلى الله، ذا الغيرة لله، الحريص على إقامة دين الله، ويُسمّونه: مُتطرِّفًا، ويُسمّون كلامه: تطرُّفًا؛ ليمنعوه، أو ليُنَفِّروا منه.
فمَن دعا إلى ما أوجب الله، وإلى ترك ما حرَّم الله، وآوى لله، من دون زيادةٍ؛ فليس بمُتطرفٍ، فالذي يقول للناس: صلّوا يا ناس في جماعةٍ، اتركوا الربا، احذروا الربا، صِلُوا أرحامَكم، برُّوا والديكم، اعفوا لحاكم، وفِّروها، أرخوها، لا تُسْبِلُوا الثياب والملابس؛ كلها ليس بمُتطرفٍ، هذا داعٍ إلى ما دعا الله إليه ورسوله، لكن الذين يُصِرُّون على هذه المعاصي يُسمُّونه: مُتطرِّفًا، حتى يُنَفِّروا منه، حتى لا يقبلوا منه، وهو هادٍ مهديٌّ في هذا، مُوَفَّقٌ، لكنَّ الشيطان يُنَفِّر أولئك العُصاة منه، ويُجري على ألسنتهم كلمات تنفير من التَّطرف والمُتطرفين.
وقد تفعل هذا بعض الدول المُنتسبة للإسلام مع دُعاة الحقِّ، ومع دُعاة التوحيد، فيقولون: متطرفون، وتارةً يقولون: شيوعيون، حتى يُبَرِّروا لأنفسهم القضاء عليهم وسجنهم وتعذيبهم وإيذاءهم بسبب أنَّهم مُتطرفون، أو أنهم شيوعيُّون، وهم كاذبون، ليسوا متطرفين، وليسوا شيوعيين، لكن قالوا لهم: احكموا بشريعة الله، اتَّقوا الله، اتركوا ما حرَّم الله، امنعوا الزنا والخمور، إلى غير هذا مما يقوله دعاةُ الحقِّ، فيقول لهم مَن لا يريد ذلك ولا يرضى إلا بالقوانين يقول: إنَّ هؤلاء متطرفون.
فهذا وأجناسه هو الفصل بين التطرف وغير التطرف:
المُتطرف: هو الذي يدعو إلى البدع والزيادة في الدين.
والجافي: هو الذي يتعاطى المعاصي ويدعو إليها.
والمُعتدل: هو الذي يأمر بما أمر الله به ورسوله، وينهى عمَّا نهى الله عنه ورسوله، فإذا سُمِّي: مُتطرِّفًا، فهو عدوانٌ عليه، وليس بمُتطرفٍ، والله المُستعان.
الفتاوى المشابهة
- كلام الشيخ عن مفهوم التوحيد . - الالباني
- مواصلة الكلام على حجِّيَّة المفهوم . - الالباني
- ما ضابط الضرورة في إباحة الصور؟ - ابن باز
- مناقشة كلام لسلمان العودة بخصوص الترابي وبعض ا... - الالباني
- يمنعه والده عن حلق العلم - اللجنة الدائمة
- الكلام على السنة بمفهومها الشرعي ومفهومها العرفي. - الالباني
- تتمة الكلام حول السؤال : هل حسن الترابي من أهل... - الالباني
- تعليق الشيخ الألباني على فقرة من هذا الشريط (... - الالباني
- رمي الكفار للمسلمين على قوس واحدة بالتطرف. - الالباني
- حكم النيل من أهل الدين ووصفهم بالتطرف - ابن باز
- ما الصواب في مفهوم التَّطرُّف والمتطرِّفين؟ - ابن باز