استواء الرجل والمرأة في صفة الصلاة
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: الشيخ عبد العزيز ! هذه هي المرة الثالثة التي نعرض فيها رسالة الأخت (مها . ع. ز) من بغداد الرصافة الأعظمية، أختنا تثير سؤالاً ربما يكون مستغرباً بعض الشيء تقول: إننا لم نجد من يدلنا على أداء الصلاة الصحيحة، وقد تفضلتم سماحة الشيخ ووصفتم لها الطريقة الصحيحة المشروعة عن الرسول ﷺ في كيفية أداء الصلاة، ولا أشك أن لسماحة الشيخ بعض التعليقات على ما تقدم، ولاسيما وأن البعض يذكر أن للمرأة صورةً معينة حين تؤدي صلواتها، وأيضاً بالنسبة للجمعة والجماعة بالنسبة للمرأة أيضاً لو تكرمتم سماحة الشيخ، فأرجو أن تتفضلوا بتكملة ما بدأتموه؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سبق بيان صفة صلاة النبي ﷺ في حلقتين، ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسوله ﷺ أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال هذا مشروع للرجال والنساء جميعاً، في الفرض والنفل، ويستحب مع هذا أن يدعو الإنسان بما تيسر؛ لأن النبي ﷺ لما علم الصحابة التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه .... فيدعو وفي لفظ آخر قال: ثم ليختر من المسألة ما شاء وكان النبي ﷺ يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وقال لـمعاذ: يا معاذ ! إني لأحبك فلا تدعن أن تقولل دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وثبت عنه ﷺ من حديث علي ، أنه كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وثبت أيضاً في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ كان يقول في آخر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر فهذه دعوات طيبة يشرع أن تقال في آخر الصلاة، بعدما يقرأ التحيات والشهادة والصلاة على النبي ﷺ، يأتي بهذه الدعوات التي ذكرنا هنا وفي ما ذكرنا في آخر الحلقة السابقة.
والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي ﷺ: أعوذ بالله من عذاب جهنم، أو اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وإذا زاد أدعيةً أخرى كما تقدم فذلك حسن مثل ما تقدم: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وهكذا في الدعاء الآخر حديث سعد: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر وهكذا الدعاء الوارد في حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم هذا علمه النبي ﷺ علمه الصديق ، روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: إن الصديق قال: يا رسول الله! علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وإذا كان الصديق يقال له هذا الدعاء، فكيف بحالنا؟! إذا كان الصديق وهو أفضل الصحابة وهو مشهود له بالجنة!! ومع هذا يعلمه النبي ﷺ يقول: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ... في أشد الحاجة إلى ذلك، فينبغي الإكثار من هذا الدعاء، قال أنس : كان أكثر دعاء النبي ﷺ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء، قال بعض أهل العلم: إن المرأة لها خصوصية، وهذا لا دليل عليه بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك بين الرجال والنساء، فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك، وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة، فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل، وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع هي مثله، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى) هي مثله، وتزيد في الركوع والسجود مثل الرجل: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها، مفرجة الأصابع، وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل، وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول، وفي التشهد الأخير تتورك، تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى عن رجلها اليمنى عن يمينها كالرجل سواء سواء، في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم.
باقي عليها السلام، السلام أيضاً كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل والمرأة تسلم، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه، والسلام عليكم ورحمة الله، عن يساره، هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً، ثم بعدما يسلم يقول: (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، يقوله الرجل والمرأة (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إمام ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه، ويقول بعد هذا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهكذا المأمومون يقول مثلها الرجال والنساء، مثل ما يقول الإمام لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير جاء هذا، تارة يقول: يحيي ويميت وتارةً لا يقول عليه الصلاة والسلام، ثبت هذا وهذا فتارة يقول: يحيي ويميت بيده الخير وتارة لا يقول ذلك والأمر واسع بحمد الله، فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وتارة يزيد: يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد كل هذا مستحب بعد كل صلاة، للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، الرجل والمرأة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد أصابعه ثلاثاً وثلاثين مرة، فيكون الجميع تسعاً وتسعين، يعني: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وثلاثاً وثلاثين تكبيرة، إذا قال: سبحان الله والحمد لله والله أكبروعدها ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال النبي ﷺ: إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحروهذا فضل عظيم وخير عظيم، خير عظيم، والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع، لا مجرد كلام فقط، بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر، إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها، بتوبته وصدقه وإخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة، جاء في الأحاديث عن الرسول ﷺ أنه قال: من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة، فالأرجح أنه ثابت، وأن هذه القراءة مستحبة، وهذه الآية يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله، هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب الله: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] هذه يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية، يستحب أن تقال بعد الصلاة بعد السلام بعد هذا الذكر، ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم، وهي من أسباب حفظ الله للعبد من الشيطان، فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، يقول النبي ﷺ: من قالها لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه الشيطان حتى يصبح وهذا فضل عظيم، كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه: قُلْ هُوَ اللَّهُُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مرةً واحدة، بعد الظهر والعصر والعشاء.
أما بعد المغرب والفجر فيقولها ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِِّ النَّاسِ ثلاثاً بعد الفجر والمغرب.
ويستحب أيضاً فيها بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب، جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي ﷺ، والله جل وعلا هو المسؤول أن يوفقنا جميعاً للتأسي به ﷺ، والمحافظة على سنته، والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سبق بيان صفة صلاة النبي ﷺ في حلقتين، ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسوله ﷺ أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال هذا مشروع للرجال والنساء جميعاً، في الفرض والنفل، ويستحب مع هذا أن يدعو الإنسان بما تيسر؛ لأن النبي ﷺ لما علم الصحابة التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه .... فيدعو وفي لفظ آخر قال: ثم ليختر من المسألة ما شاء وكان النبي ﷺ يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وقال لـمعاذ: يا معاذ ! إني لأحبك فلا تدعن أن تقولل دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وثبت عنه ﷺ من حديث علي ، أنه كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وثبت أيضاً في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص أن النبي ﷺ كان يقول في آخر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر فهذه دعوات طيبة يشرع أن تقال في آخر الصلاة، بعدما يقرأ التحيات والشهادة والصلاة على النبي ﷺ، يأتي بهذه الدعوات التي ذكرنا هنا وفي ما ذكرنا في آخر الحلقة السابقة.
والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي ﷺ: أعوذ بالله من عذاب جهنم، أو اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وإذا زاد أدعيةً أخرى كما تقدم فذلك حسن مثل ما تقدم: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وهكذا في الدعاء الآخر حديث سعد: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر وهكذا الدعاء الوارد في حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم هذا علمه النبي ﷺ علمه الصديق ، روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: إن الصديق قال: يا رسول الله! علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم وإذا كان الصديق يقال له هذا الدعاء، فكيف بحالنا؟! إذا كان الصديق وهو أفضل الصحابة وهو مشهود له بالجنة!! ومع هذا يعلمه النبي ﷺ يقول: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ... في أشد الحاجة إلى ذلك، فينبغي الإكثار من هذا الدعاء، قال أنس : كان أكثر دعاء النبي ﷺ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء، قال بعض أهل العلم: إن المرأة لها خصوصية، وهذا لا دليل عليه بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك بين الرجال والنساء، فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك، وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة، فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل، وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: (سبحان ربي العظيم) في الركوع هي مثله، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى) هي مثله، وتزيد في الركوع والسجود مثل الرجل: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها، مفرجة الأصابع، وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل، وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول، وفي التشهد الأخير تتورك، تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى عن رجلها اليمنى عن يمينها كالرجل سواء سواء، في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم.
باقي عليها السلام، السلام أيضاً كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل والمرأة تسلم، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه، والسلام عليكم ورحمة الله، عن يساره، هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً، ثم بعدما يسلم يقول: (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، يقوله الرجل والمرأة (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إمام ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه، ويقول بعد هذا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهكذا المأمومون يقول مثلها الرجال والنساء، مثل ما يقول الإمام لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير جاء هذا، تارة يقول: يحيي ويميت وتارةً لا يقول عليه الصلاة والسلام، ثبت هذا وهذا فتارة يقول: يحيي ويميت بيده الخير وتارة لا يقول ذلك والأمر واسع بحمد الله، فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وتارة يزيد: يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد كل هذا مستحب بعد كل صلاة، للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، الرجل والمرأة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد أصابعه ثلاثاً وثلاثين مرة، فيكون الجميع تسعاً وتسعين، يعني: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وثلاثاً وثلاثين تكبيرة، إذا قال: سبحان الله والحمد لله والله أكبروعدها ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال النبي ﷺ: إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحروهذا فضل عظيم وخير عظيم، خير عظيم، والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع، لا مجرد كلام فقط، بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر، إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها، بتوبته وصدقه وإخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة، جاء في الأحاديث عن الرسول ﷺ أنه قال: من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة، فالأرجح أنه ثابت، وأن هذه القراءة مستحبة، وهذه الآية يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله، هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب الله: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] هذه يقال لها: آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية، يستحب أن تقال بعد الصلاة بعد السلام بعد هذا الذكر، ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم، وهي من أسباب حفظ الله للعبد من الشيطان، فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، يقول النبي ﷺ: من قالها لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه الشيطان حتى يصبح وهذا فضل عظيم، كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه: قُلْ هُوَ اللَّهُُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مرةً واحدة، بعد الظهر والعصر والعشاء.
أما بعد المغرب والفجر فيقولها ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثلاثاً: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِِّ النَّاسِ ثلاثاً بعد الفجر والمغرب.
ويستحب أيضاً فيها بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب، جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي ﷺ، والله جل وعلا هو المسؤول أن يوفقنا جميعاً للتأسي به ﷺ، والمحافظة على سنته، والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه.
الفتاوى المشابهة
- حكم الدعاء بعد الصلاة، وقراءة الفاتحة بعد التسب... - ابن باز
- ليس بين صلاة الرجل وصلاة المرأة فرق - ابن باز
- أسئلة عن صفة الاستواء. - ابن عثيمين
- ما هي أنواع الاستواء في لغة العرب وكيف نثبت... - ابن عثيمين
- ما صفة صلاة النبي ﷺ؟ - ابن باز
- موقف أهل السنة من صفات الله، وذكر أثر الإمام... - ابن عثيمين
- صفة صلاة النبي ﷺ بعد الرفع من الركوع - ابن باز
- هل يوجد فرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة - ابن باز
- سؤال: هل صفة الاستواء صفة فعلية ؟ - ابن عثيمين
- صفة الاستواء - اللجنة الدائمة
- استواء الرجل والمرأة في صفة الصلاة - ابن باز