تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم ترك الواجبات احتجاجاً بحديث: «الجمعة إلى ال... - ابن بازالسؤال:كثير من الناس لا يصلون إلا الجمعة، وأوقات رمضان فقط، ويحتجون بحديث: الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما فهل هذا العمل صحيح؟ الجو...
العالم
طريقة البحث
حكم ترك الواجبات احتجاجاً بحديث: «الجمعة إلى الجمعة»
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
كثير من الناس لا يصلون إلا الجمعة، وأوقات رمضان فقط، ويحتجون بحديث: الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما فهل هذا العمل صحيح؟

الجواب:
هذا الاستدلال جهل جهل صرف، الله أوجب علينا صلاة الجماعة، وأوجب علينا الجمعة، وأوجب علينا صوم رمضان، فعلينا أن نؤدي الواجبات، والصلوات كلها، وأن نؤدي الجمعة، ونصوم رمضان، ونفعل كل ما أوجب الله علينا، ولنا في هذا أجر عظيم، وعسانا إذا فعلنا هذا كله، واجتهدنا، وابتعدنا عما حرم الله؛ عسى أن ننجو، لعلنا ننجو من عذاب الله، لعلنا نقبل.
أما أن نحتج بصلاة الجمعة، وما رتب الله عليها من كفارة، أو رمضان، ثم نضيع الواجبات هذا لا يقوله من يؤمن بالله، واليوم الآخر، هذا لا يقوله من يعقل، ومن اعتقد أن صلاة الجمعة تكفي عن بقية الصلوات؛ فهو كافر ضال مضل، نسأل الله العافية.
ومن اعتقد أن صوم رمضان يسقط عنه التكاليف، وله أن يفعل ما شاء من المعاصي، فهذا أيضًا ضال مضل، وكافر بالله، نعوذ بالله!.
أجمع المسلمون قاطبة على أن رمضان لا يسقط الواجبات عن الآخرين، وأن صلاة الجمعة لا تسقط الواجبات الأخرى، فصلاة الجمعة لا تسقط صلاة الفجر، ولا صلاة العصر، والفجر، ولا صلاة العصر، والمغرب، والعشاء في وقتها في يومها، إذ لا يسقط بها إلا صلاة الظهر فقط الجمعة، وأما بقية الأيام فعند جميع أهل العلم لا بدّ منها، لا بدّ من الصلوات الخمس في بقية الأيام، كما أنه لا بدّ من الصلوات الأربع في يوم الجمعة العصر، والمغرب، والعشاء، والفجر يوم الجمعة هذه لا بدّ منها.
فمن زعم أن صلاة الجمعة تسقط عنه هذه الفرائض كلها، واعتقد ذلك؛ فهذا كفر، وضلال، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله  لأن هذا إسقاط للواجبات، واستحلال للمحرمات، فمن فعله معتقدًا له بعدما تقام عليه الحجة، ويبين له كفر، وضل بذلك، وهكذا رمضان صوم رمضان لا يسقط الواجبات، لا صلاة، ولا زكاة، ولا غير ذلك مما يجب.
صوم رمضان فريضة على العبد أن يقوم بها، وأن يؤدها، والله -جل وعلا- جعل له في ذلك أجرًا، وثوابًا، فلا يكون ثواب رمضان مسقطًا لبقية الواجبات، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر فإذا غشي الكبيرة؛ حرم ثواب الصيام -نسأل الله العافية- حرم ثواب الصلوات، حرم ثواب الجمعة، فلا يحصل له ثوابها إلا باجتنابه الكبائر، يعني المعاصي كما قال -جل وعلا-: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31] فلا يحصل تكفير السيئات، وإدخال الجنة إلا لمن تجنب الكبائر.
فالمقصود: أن هذا كلام جاهل، الذي يقول: إن صلاة الجمعة، ورمضان تكفي عن بقية الواجبات، ويكفّر بها من جميع المحرمات، هذا من الجهل العظيم الذي لا يعقل له معنى، بل هو مخالف للنصوص، ومخالف لإجماع المسلمين، نسأل الله العافية.
ولعله إذا أدى الواجبات كلها، وترك المحارم كلها، لعله يوفق، لعله يقبل، لعله تكفر سيئاته، لعله يفوز بالجنة، وإذا أعجب بذلك، ومنَّ على الله بذلك؛ فهو حري بالحرمان، وعدم القبول، نسأل الله العافية.

Webiste