تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم إمامة من لا يحسن أداء الصلاة - الفوزان س361: يقول السائل: إمام المسجد عندنا في الحي، يرتكب بعض الأخطاء أثناء الصلاة، وهي أخطاء لاحقة به، ولا يقرأ القرآن جيداً، بمعنى أنه لا يعطي كل حرف حقه، ...
العالم
طريقة البحث
حكم إمامة من لا يحسن أداء الصلاة
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س361: يقول السائل: إمام المسجد عندنا في الحي، يرتكب بعض الأخطاء أثناء الصلاة، وهي أخطاء لاحقة به، ولا يقرأ القرآن جيداً، بمعنى أنه لا يعطي كل حرف حقه، ولا يقف في الوقف، وربما يقف في المنع، ويزداد هذا أكثر في رمضان أثناء صلاة التراويح، ومن الأخطاء أنه يعبث بأصابع يده، ويحرك قدميه، ولا يتركهما ثابتتين على الأرض، وسؤالنا: هل نحن على حق عندما هجرنا المسجد، ولم نعد نصلي وراء هذا الإمام، فما حكم صلاتنا خلفه، وهل هي صحيحة رغم هذه الأخطاء؟ كما أن هذا الإمام يكتب تمائم للناس؟
ج361: مما لا شك فيه أنه ينبغي أن يكون الإمام على صفة لائقة من العلم، ومن تقوى الله، ومن إتقان الصلاة، وأن يكون قدوة حسنة يقتدى به في الخير؛ لأن الإمام ضامن، كما في الحديث: الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فهو يتولى مسؤولية عظيمة،
ويتولى أداء فريضة عظيمة، ويقوم بعمل جليل، فينبغي أن يكون على مستوى جيد من العلم والعمل، كما أن عليه أيضًا أن يهتم بالصلاة على وجهها، ويحذر من العبث أثناء الصلاة كما ذكر، وأنه يكثر من الحركة، ويكثر من العبث بيده أثناء الصلاة، وهذا أمرٌ لا يليق بالمصلي عمومًا، إماما كان أو مأموما، المصلي مطلوب منه الخشوع في الصلاة والطمأنينة، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ، والسكون في الصلاة وعدم الحركة، دليل على خشوع القلب، والحركة والعبث دليل على عدم الخشوع في الصلاة، أما من حيث ما ذكره السائل أنه لا يجيد القراءة كذلك، فينبغي أن يُختار الإمام على مستوى جيد من القراءة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله إذا كان ما ذكروا إنما هو أمر يسير، أنه لا يجيد التجويد والقراءة، فهذا لا يؤثر في الصلاة، صلاته صحيحة، وإمامته صحيحة، وما دام أنه نصب من قبل المسئولين إمام المسجد، فإنه لا ينعزل بذلك، وإنما
تبطل صلاته لو لحن لحنًا يحيل المعنى في قراءة الفاتحة، أو ترك منها تسديدة أو حرفًا، فإنه بذلك لا تصح إمامته، إلا بمن هو مثله، أما بالنسبة لتجويد القراءة، فهذا إن حصل فهو شيء طيب، وإن لم يحصل، فإن الصلاة تصح بدونه، وأما هجرانكم المسجد فلا أرى له مبرراً، إلا إذا كان هذا الإمام يلحن لحنا يحيل المعنى، أو كان هذا الإمام فاسقًا، يرتكب شيئًا من الكبائر، أما ما دامت المسألة التي تلاحظونها، أنه لا يجيد القراءة الإجادة الراقية؛ فهذا لا يقتضي أن تعتزلوا المسجد، وأما ما ذكرتم من كتابته التمائم، التمائم فيها تفصيل: إن كانت هذه التمائم فيها ألفاظ شرعية، والدعاء لغير الله عز وجل، وأسماء مجهولة، فهذه لا تجوز كتابتها، ولا استعمالها بإجماع أهل العلم، لأنها شرك، أما إذا كانت هذه التمائم مكتوبة من القرآن، ومن الأدعية المباحة، أو الأدعية الواردة، فهذا خلاف بين العلماء: منهم من أجازها، ومنهم من منعها، والمنع أحسن، وأحوط ؛ لأن فتح الباب لكتابتها واستعمالها وسيلة إلى استعمال التمائم المحرمة، ولأن في كتابة القرآن في صفة تمائم وبروز تعريضًا لإهانته ودخول المواضع التي لا يجوز دخوله فيها، فالحاصل:
أن كتابة التمائم، إن كانت بألفاظ شرعية، وبأسماء مجهولة، ودعاء لغير الله، واستنجاد بالشياطين، والمخلوقين والجن، فهذه ألفاظ شرعية، وكاتبها والذي يستعملها ويعلم ما فيها، يكون مشركًا، أما إذا كانت من القرآن، فالأحوط تجنبها وتركها، وعدم استعمالها.

Webiste