تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سؤاله الثاني يقول ما حكم تارك الصلاة وهو يزع... - ابن عثيمينالسائل : سؤاله الثاني يقول ما حكم تارك الصلاة وهو يزعم أنه مسلم ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم يجحد فرضيتها ولكنه تهاون بها وتكاسل عن...
العالم
طريقة البحث
سؤاله الثاني يقول ما حكم تارك الصلاة وهو يزعم أنه مسلم وأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم يجحد فرضيتها ولكنه تهاون بها وتكاسل عنها وهل يستوي هو ومن يصوم ويصلي في شهر رمضان فقط ولا يصلي باقي العام وكذلك صنفٌ من الناس يصلي فترة وينقطع فترة وكذلك صنفٌ من الناس يصلي الجمعة فقط وإن كان تارك الصلاة كافراً فهل يجوز أن نقول له يا كافر ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : سؤاله الثاني يقول ما حكم تارك الصلاة وهو يزعم أنه مسلم ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم يجحد فرضيتها ولكنه تهاون بها وتكاسل عنها وهل يستوي هو ومن يصلي ويصوم في شهر رمضان فقط ولا يُصلي باقي العام وكذلك صنفٌ من الناس يصلي فترة وينقطع فترة وصنفٌ ءاخر يصلي الجمعة فقط وإن كان تارك الصلاة كافراً فهل يجوز أن نقول له يا كافر؟

الشيخ : نعم تارك الصلاة كافر على القول الراجح كفرا مخرجا عن الملة وذلك لقوله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ فبيّن الله تعالى أن الأخوة في الدين لا تحقق إلا بهذه الشروط الثلاثة، التوبة من الشرك وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
أما التوبة من الشرك فمن المعلوم أن المشرك ليس أخا للمؤمن وأنه مشرك كافر وأما إقامة الصلاة فإن هذه الأية تدل على أنه إذا لم يُقم الصلاة فليس من إخواننا في الدين وإذا انتفت الأخوة الدينية فإن معنى ذلك الكفر لأن المؤمن أخو المؤمن مهما كان عليه من الفسق فهو أخوه وانظر إلى قوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ مع أن قتال المؤمن من أعظم كبائر الذنوب ومع ذلك جعلهم الله أخوة للطائفة الثالثة المُصلحة وكذلك في ءاية القصاص قال الله تعالى فيها والقصاص لا يكون إلا عن قتل عمد قال: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ فالمهم أن الأخوة الإيمانية لا تنتفي بالفسق لكنها تنتفي بالكفر وهذه الأية: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَءاتَوُا الزَّكَاةَ تدل على أنه إذا لم يُقم الصلاة فليس أخا في الدين ومعنى ذلك أنه كافر وأما الأمر الثالث وهو قوله: وءاتُوا الزَّكَاةَ فالأية هنا تدل على أن من لم يؤتي الزكاة فهو كافر أيضا وقد قال به بعض أهل العلم وهي رواية عن الإمام أحمد لكن الراجح أن تارك الزكاة لا يكفر لأن في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح حين ذكَر مانع الزكاة وذكر عذابه قال ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ومن يُمكن أن يرى سبيلاً له إلى الجنة فليس بكافر وعلى هذا فتكون الأية دالة على أن تارك الصلاة كافر، وثبت في "صحيح مسلم" من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وفي السنن أيضا من حديث بريدة العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وكذلك أدلة أخرى ليس هذا موضع بسطها كلها تدل على أن ترك الصلاة كفرٌ مخرجٌ عن الملة، وعلى هذا فإذا مات الإنسان على ترك الصلاة فهو كافر لا يجوز أن يُغسّل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يدعى له بالرحمة لأنه كافر والعياذ بالله يُحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.
وأما من كان لا يُصلي إلا في رمضان فقد اختلف أهل العلم في حكم كفره لأن هذا لم يتركها تركا مطلقا والظاهر والله أعلم أنه ما كان لا يصلي إلا في رمضان الظاهر أنه متلاعب في الدين كونه لا يصلي إلا في وقت يهواه ويدعه فهو أقرب ما يكون متلاعبا وكذلك من كان لا يصلي إلا الجمعة فإنه على خطر عظيم وقد قال بعض العلماء بكفره كفرا مخرجا عن الملة فالواجب على المرء أن يتقي الله في نفسه وأن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة إن كان من أهل الجماعة بدون تخلّف والله المستعان.

Webiste