بيان تفسير قوله تعالى قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س99: رسالة من الأخ أ.ع.ك من اليمن صنعاء يقول في سؤاله: يقول الله تعالى في محكم التنزيل: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، ما تفسير هذه الآية؟ وهل هناك فرق بين الإيمان والإسلام؟
ج99: الدين ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: الإسلام. وأعلى منها: الإيمان، وأعلى منها: الإحسان.
كما جاء في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المراتب، وأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مرتبة. وفي نهاية الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم. وقد ذكرها مرتبة مبتدءًا بالأدنى، ثم الأعلى، ثم ما هو أعلى منه. فالأعراب لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول دخولهم في الإسلام، ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها، جاءوا مسلمين وادعوا مرتبة الإيمان؛ وهي مرتبة لم يبلغوها بعد، ولهذا رد الله عليهم بقوله: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، فهم في أول أمرهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم، عندهم إيمان ولكن
إيمان ضعيف، أو إيمان قليل، يستفاد ذلك من قوله تعالى: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين؛ بل هم مسلمون، ومعهم شيء من الإيمان، ولكنه قليل، لم يستحقوا به أن يسموا مؤمنين؛ ولكنهم سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد، لقوله: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، والإسلام والإيمان إذا ذكرا جميعا افترقا، صار للإسلام معنى خاص، وللإيمان معنى خاص. كما في الحديث، فإنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ولما سأله عن الإيمان قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فعلى هذا يكون الإسلام هو: العمل الظاهري، ويكون الإيمان، هو: الاعتقاد الباطني. هذا إذا ذكرا جميعا، أما إذا ذكر الإسلام وحده، أو ذكر الإيمان وحده، فإن أحدهما يدخل في الآخر. إذا ذكر الإسلام فقط، دخل فيه الإيمان، وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام؛ ولذلك قال أهل العلم: إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فالإيمان عند أهل السنة، هو: قول باللسان، وعمل بالأركان، وتصديق بالجنان، يعني: بالقلب ويدخل فيه بهذا التعريف، يدخل فيه الإسلام، فإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، ويكون قولا باللسان، وعملا بالأركان، وتصديقا بالجنان.
ج99: الدين ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: الإسلام. وأعلى منها: الإيمان، وأعلى منها: الإحسان.
كما جاء في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المراتب، وأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مرتبة. وفي نهاية الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم. وقد ذكرها مرتبة مبتدءًا بالأدنى، ثم الأعلى، ثم ما هو أعلى منه. فالأعراب لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول دخولهم في الإسلام، ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها، جاءوا مسلمين وادعوا مرتبة الإيمان؛ وهي مرتبة لم يبلغوها بعد، ولهذا رد الله عليهم بقوله: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، فهم في أول أمرهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم، عندهم إيمان ولكن
إيمان ضعيف، أو إيمان قليل، يستفاد ذلك من قوله تعالى: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين؛ بل هم مسلمون، ومعهم شيء من الإيمان، ولكنه قليل، لم يستحقوا به أن يسموا مؤمنين؛ ولكنهم سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد، لقوله: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، والإسلام والإيمان إذا ذكرا جميعا افترقا، صار للإسلام معنى خاص، وللإيمان معنى خاص. كما في الحديث، فإنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ولما سأله عن الإيمان قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فعلى هذا يكون الإسلام هو: العمل الظاهري، ويكون الإيمان، هو: الاعتقاد الباطني. هذا إذا ذكرا جميعا، أما إذا ذكر الإسلام وحده، أو ذكر الإيمان وحده، فإن أحدهما يدخل في الآخر. إذا ذكر الإسلام فقط، دخل فيه الإيمان، وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام؛ ولذلك قال أهل العلم: إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فالإيمان عند أهل السنة، هو: قول باللسان، وعمل بالأركان، وتصديق بالجنان، يعني: بالقلب ويدخل فيه بهذا التعريف، يدخل فيه الإسلام، فإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، ويكون قولا باللسان، وعملا بالأركان، وتصديقا بالجنان.
الفتاوى المشابهة
- مراتب الدين الإسلامي - الفوزان
- الفرق بين الإيمان والإسلام - الفوزان
- ما هو الإيمان المنفي في الآية : (( قالت الأع... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف " وبذلك عرف أن الإيمان ي... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وبذلك عرف أن الإيمان يشمل... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا) - ابن عثيمين
- بيان معنى قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا. - ابن عثيمين
- قال تعالى : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا... - ابن عثيمين
- ما تفسير قوله تعالى : (( قالت الأعراب آمنا ق... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم ت... - ابن عثيمين
- بيان تفسير قوله تعالى قالت الأعراب آمنا قل لم ت... - الفوزان