يقول في سؤاله الأول ما معنى قوله تعالى (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) وهل ينطبق معناها على من حفظ شيئاً من القرآن ثم نسيه بسبب الإهمال وقلة الفراغ وعدم المداومة على قراءته ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول في سؤاله الأول ما معنى قوله تعالى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى وهل ينطبق معناها على من حفظ شيئاً من القرأن ثم نسيه بسبب الإهمال وقلة الفراغ وعدم المداومة على قراءته؟
الشيخ : معنى قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا أن كل من أعرض عن ذكر الله وهذا يشمل الإعراض عن ذكره الذي هو القرأن والوحي الذي أنزله على أنبيائه ورسله ويشمل الذكر الذي هو ذكر الله تعالى بالقلب وباللسان وبالجوارح فمن أعرض عن هذا وهذا فإنه يُعاقب بهذه العقوبة العظيمة فإن له معيشةً ضنكاً وهذه المعيشة الضنك قيل إن المراد بها: تضييق القبر عليه بعد موته وقيل: إن المراد بها ما هو أعم وأنه حتى وإن بقي في دنياه فإنه لا يكون منشرح الصدر ولا يكون مطمئن القلب وذلك لأنه لا عيش أنعم ولا أطيب من عيش من ءامن بالله وعمل صالحا كما قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقد قال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لأن الإيمان مع العمل الصالح يوجب للإنسان الانشراح والطمأنينة ويكون في قلبه نور ويكون راضيا بقضاء الله وقدره في المكاره والمحاب فلا يوجد أحد أنعم منه وهذا القول أقرب إلى الصواب أن المعيشة الضنك تشمل هذا وهذا في القبر وكذلك في الدنيا أما بعد الحشر فإنه يُحشر والعياذ بالله يوم القيامة أعمى كما قال الله تعالى: وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا وحينئذ يسأل لا سؤال استعتاب ولكن سؤال استظهار لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا وهذا لأجل إقامة الحجة عليه وخزيه والعياذ بالله في القيامة فيقول الله له: كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ . نعم.
الشيخ : معنى قوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا أن كل من أعرض عن ذكر الله وهذا يشمل الإعراض عن ذكره الذي هو القرأن والوحي الذي أنزله على أنبيائه ورسله ويشمل الذكر الذي هو ذكر الله تعالى بالقلب وباللسان وبالجوارح فمن أعرض عن هذا وهذا فإنه يُعاقب بهذه العقوبة العظيمة فإن له معيشةً ضنكاً وهذه المعيشة الضنك قيل إن المراد بها: تضييق القبر عليه بعد موته وقيل: إن المراد بها ما هو أعم وأنه حتى وإن بقي في دنياه فإنه لا يكون منشرح الصدر ولا يكون مطمئن القلب وذلك لأنه لا عيش أنعم ولا أطيب من عيش من ءامن بالله وعمل صالحا كما قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقد قال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف لأن الإيمان مع العمل الصالح يوجب للإنسان الانشراح والطمأنينة ويكون في قلبه نور ويكون راضيا بقضاء الله وقدره في المكاره والمحاب فلا يوجد أحد أنعم منه وهذا القول أقرب إلى الصواب أن المعيشة الضنك تشمل هذا وهذا في القبر وكذلك في الدنيا أما بعد الحشر فإنه يُحشر والعياذ بالله يوم القيامة أعمى كما قال الله تعالى: وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا وحينئذ يسأل لا سؤال استعتاب ولكن سؤال استظهار لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا وهذا لأجل إقامة الحجة عليه وخزيه والعياذ بالله في القيامة فيقول الله له: كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ . نعم.
الفتاوى المشابهة
- حكم من نسي شيئًا من القرآن - ابن باز
- هل يؤخذ من هذا أن الحشر حشران ؟ - ابن عثيمين
- ما الحكم فيمن حفظ القرآن، ثم نسيه؟ - ابن باز
- هل يأتي النسيان في بعض الأحيان بمعنى الإعراض ك... - الالباني
- في قوله تعالى : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له م... - ابن عثيمين
- ظاهر الحديث يدل على أن الحشر هو حشر النار ال... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ومن أعرض...) - ابن باز
- الكلام على معنى قوله - تبارك وتعالى - : (( كَذ... - الالباني
- الكلام على معنى قوله تعالى (( كذلك أتتك آياتنا... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له م... - الالباني
- يقول في سؤاله الأول ما معنى قوله تعالى (( وم... - ابن عثيمين