تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بر والديك وإن كانا كافرين - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  3066  )    س: إنني ساكن مع أبواي في قريتنا بعيدًا غير قريب عن  التمل  ، وكان أبواي لا يدينان بدين الإسلام، فزارنا عالم من  التمل  ووعظنا ...
العالم
طريقة البحث
بر والديك وإن كانا كافرين
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 3066 )
س: إنني ساكن مع أبواي في قريتنا بعيدًا غير قريب عن التمل ، وكان أبواي لا يدينان بدين الإسلام، فزارنا عالم من التمل ووعظنا وعظًا عظيمًا، عندما سمعت هذا الوعظ أسلمت وأنا في 7 من عمري، وجعلت أطلب العلم عند ذلك العالم، حتى قضى عليه الأجل؛ فطلب أبي أن أترك هذا الدين الإسلامي فأبيت،
فجعل يزعجني ويعذبني أشد العذاب حتى كاد يقتلني، فهجرته بديني وأتيت إلى تمل. فهذا الأب هل علي أن أبره؟ وإذا مات هل أقوم بجنازته؟ هل يمكن أن أترك ديني حبا لأبي؟ فهذا هو الداء الذي ألم بي حتى كدت أن أقتل نفسي، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يساعدك ويبلغك إلى مقاصدك إنه هو قريب سميع الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج: إذا كان الواقع كما ذكرت فاحمد الله أن هداك للإسلام، واثبت عليه، وتعلم أحكامه، واسلك طريق الحق، ولا تطع أباك فيما يدعوك إليه من الكفر أو معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإرضاء الله باتباع الإسلام أحق من إرضاء والديك باتباع ما هما عليه من الكفر والضلال، ومع ذلك فعليك أن تبر والديك وإن كانا كافرين، وأن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف، من نفقة عليهما، وكسوة لهما، والإحسان إليهما، ولين الكلام لهما، والتلطف معهما، ودعوتهما إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإرشادهما إلى أدلة الحق، عسى الله أن يهديهما إلى الإسلام، ومن أبى منهما أن يُسلم فلا مانع من أن تتولى دفنه، وأن تقوم بما يلزم لذلك، دون الصلاة عليه والدعاء له، ودون أن تشارك أهل ملته في بدعهم التي يرتكبونها في تشييع جنائزهم ودفنهم موتاهم، وما يتبع ذلك من المآثم.
قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste