السائل : يقول هذا : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، امرأة نذرت إن رزقت بمولود أن تحج ورزقها الله .

الشيخ : أن إيش ؟

السائل : إن رزقها الله بمولود أن تحج ورزقها الله به، فهل عليها الحج للنذر، علماً بأنها لم تحج الفرض، أيهما تقدم ؟

الشيخ : علما بأنها ؟

السائل : لم تحج الفرض .

الشيخ : لم ؟

السائل : لم تحج الفرض، فأيهما تقدم ؟

الشيخ : لم ؟

السائل : لم تحج الفريضة .

الشيخ : نعم، يجب أن تعلموا أيها الإخوة أن النذر منهي عنه، نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : "إنه لا يأتي بخير ولا يرد القضاء" ولهذا ذهب بعض العلماء : إلى أن النذر حرام، ليش تنذر ؟ لماذا تكلف نفسك ؟ وهل الله عز وجل لا يمن عليك بالشفاء أو على قريبك بالشفاء إلا إذا شرطت له شرطاً ؟! سبحان الله ! لا تنذر، اسأل الله الشفاء والعافية، فإن كان الله أراد أن يشفى شفي سواء نذرت أم لم تنذر، فإذا فعلت ونذرت فإن كان نذر طاعة وجب عليك الوفاء به، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "من نذر أن يطيع الله فليطعه"، بناءً على هذا : ماذا تقولون في المرأة المذكورة ؟ يجب أن تحج أو لا، يجب أن تحج، لكن تبدأ بحج الفريضة ثم تأتي بحج النذر وجوباً، فإن لم تفعل فقد عرضت نفسها لعقوبة عظيمة، استمع إليها في قول الله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } شوف عاهدوا الله إن الله أغناهم أن يتصدقوا وأن يكونوا من الصالحين، أعطاهم الله ذلك، ولكنهم بخلوا بالمال وأعرضوا عن الصلاح : { فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ } إلى متى ؟ { إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ } إلى الموت : { بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ } .
الخلاصة يا إخواني : احذروا النذر، لا تنذروا، أنتم في عافية، لا تلزموا أنفسكم ما لم يلزمكم الله به إلا بفعلكم، من كان عنده مريض فليقل : اللهم اشفه، من كان يريد الاختبار فليقل : اللهم نجحني، بعض الطلبة الآن إذا كانت الدروس صعبة وخاف من السقوط يقول إيش ؟ لله علي نذر إن نجحت لأفعل كذا وكذا من الطاعات، ثم إذا نجح قام يسأل، يجي للعالم الفلاني والعالم الفلاني فكوني، ما في مفك، لازم توفي بالنذر .
ويشير المراقب على وقت أو زمن اللقاء بأنه تم، يقول : إنه تم، وإلى لقاء آخر .