شروط تفطير المفطرات.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : طيب. اعلموا أيها الإخوة : - أن هذه المفطرات السبعة لا تفطر إلا بشروط ثلاثة. استمع لها. لا تفطر إلا بشروط ثلاثة : الأول : أن يكون عالماً. والثاني : أن يكون ذاكراً. الثالث: أن يكون عامدا. الشروط ثلاثة : أن يكون عالماً ، أن يكون ذاكراً ، أن يكون عامدا.
ضد العلم الجهل. والجهل نوعان : إما جهل بالحكم الشرعي، وإما جهل بالوقت. إما جهل بالحكم الشرعي، وإما جهل بالوقت. وكلاهما إذا حصل فلا إثم على الصائم ولا قضاء ولا كفارة. - استمع -. الجهل كم صار؟ نوعان : جهل بالحكم الشرعي، وجهل بالوقت. إذا كان جاهلاً بالحكم الشرعي كرجل استمنى مثلاً وهو لا يدري أن الاستمناء حرام في الصيام. ماذا نقول : أفسد صومه أم لا؟ لا. طيب. رجل استقاء عمدا. لكن لا يدري أنه يفسد الصوم. ماذا نقول؟ صومه صحيح. طيب. رجل أكل وشرب يظن أنه في الليل وإذا هو بعد الفجر. أصومه صحيح؟ صحيح. رجل كان فيه غيم. كان فيه غيم وليس معه ساعة. فظن أن الشمس غربت فأفطر. وإذا بالشمس تخرج من وراء الغيم. أيصح صومه أو يفسد؟ نعم. صومه صحيح ، لأنه جاهل بإيش؟ جاهل بالوقت. رجل سمع في الراديو مؤذناً فظنه مؤذن حيه - أي مؤذن الحارة - فأفطر. وإذا بمؤذن الحي يؤذن بعد ذلك صومه صحيح ، لأنه جاهل بايش؟ بالوقت.
قد يقول قائل : ما هو الدليل على أنه يصح مع الجهل يصح الصوم مع الجهل. والله تعالى يقول : كُلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ؟ قلنا : الحمد لله عندنا أدلة :
أولاً : قول الله تبارك وتعالى : رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا . ماذا قال الله؟ قال : قد فعلت . لا أؤاخذكم إذا نسيتم أو أخطأتم. والخطأ الجهل.
ثانياً : عدي بن حاتم رضي الله عنه قرأ قول الله تعالى : كلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ . أتدرون ماذا صنع؟ أتى بعقالين - الذي تقيد به البعير- واحد أسود وواحد أبيض. وجعلهما تحت وسادته. وجعل يأكل ويشرب والنور في السماء ساطع. لكن إلى الآن لم يتبين العقال الأسود من الأبيض. لما تبين العقال الأسود من الأبيض أمسك. فهم من الآية أن المراد بالخيط الأبيض هو الحبل الأبيض، والخيط الأسود الحبل الأسود. إذن هل عرف معنى الآية أو جهل؟ جهل ، أصبح وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام. فقال له : إن وسادك لعريض أن وسع الخيط الأبيض والأسود ، لأن الخيط الأبيض بياض النهار، والأسود سواد الليل. إذا كان الخيط الأبيض والأسود تحت الوسادة تكون عريضة وإلا غير عريضة ؟ عريضة عرض الأفق. نعم؟ فبين له النبي عليه الصلاة والسلام أنه بياض النهار وسواد الليل ولم يأمره بقضاء الصوم. لماذا؟ لأنه كان جاهلاً بإيش؟ بالحكم. يظن أن هذا معنى الآية. الجهل بالوقت. - اسمع - روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم كانوا في يوم غيم يوم غيم فأفطروا. ثم طلعت الشمس لأن ما عندهم ساعات ولا يعرفون الوقت إلا بالشمس. ولعل الغيم كان شديداً متكاثفاً . المهم أنهم أفطروا ثم طلعت الشمس. ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالقضاء. ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به. ولو أمرهم به لنقل إلينا ، لأنه إذا أمر به كان من الشريعة. والشريعة لابد أن تنقل إلينا تامة. تبين الآن أنه لابد أن يكون إيش؟ عالماً. فإن كان جاهلاً فلا شيء عليه. ذاكرا ما ضده؟ ذاكرا. ويش ضد ذاكرا؟ النسيان. إذا أكل أو شرب ناسياً فلا شيء عليه. اسمع كلام الرسول عليه الصلاة والسلام في نفس المسألة. قال : من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه . اللهم لك الحمد. من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه . الكلام فليتم صومه إشارة إلى أن الصوم لم يحصل فيه نقص ولا فساد. ثم علل - يعني بين الحكمة وإيش السبب - قال : إنما أطعمه الله وسقاه لأنه ما تعمد إنما أطعمه الله وسقاه . الشيء بالشيء يذكر. قال أحد التلاميذ وهو في قاعة الاختبار : إنه يكتب الجواب فسمع شخصاً يعلِّم تلميذاً إلى جانبه يعلمه بالجواب. يسأل هذا التلميذ يقول : هل يجوز إني أكتب الجواب وأنا سمعته؟ ماذا تقولون؟ أنتم فاهمين السؤال ولا ما فهمتوه؟ ها تلميذ على الماسة يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال. لكن سمع شخصاً يقول لجاره : الجواب كذا وكذا. والجواب صح. هل يجوز أن ينقل الجواب وإلا ما يجوز؟ نقول : إنما علمه الله؟ هذا رزق جاء بدون تعب. فلا حرج يكتب الجواب. حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه يكتب الجواب ، لأنه ما حاول الغش ولا غش. فيصح. طيب. بقي علينا من الشروط إيش؟ الشرط الثالث : أن يكون عامداً. إذا لم يكن عامداً فلا شيء عليه. دليل ذلك قوله تعالى : وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ . وهذا ما تعمد. إذا لم يتعمد فلا شيء عليه. مثاله ، له أمثلة : إنسان يستنشق في الوضوء فنزل الماء من خياشيمه إلى معدته. أيفطر أو لا؟ يفطر؟ ليش؟ غير متعمد. إنسان يتمضمض فنزل الماء إلى بطنه. أيفطر؟ لا. لا. هذا لا يفطر ، لأنه غير متعمد. والله عز وجل يقول : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ . هذه الشروط الثلاثة لابد من مراعاتها حتى لا يفسد الإنسان عبادة عباد الله وهي غير فاسدة. - انتبه يا أخي -. كما لا يجوز لنا أن نتساهل لا يجوز أن نشدد. يعني بعض الناس يقول : شدد لا تفتح للناس جاهل ما جاهل. مو صحيح هذا. كما لا يجوز لنا أن نتساهل فيما أوجب الله ، لا يجوز لنا أن نتشدد. دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه. هذا ما يتعلق بالصيام. وأرجو الله تعالى أن ينفعني وإياكم به.
ولكن يا إخوان احفظوا صيامكم. صونوه عن القول قول الزور، عن عمل الزور، عن العدوان على الناس. ابتعدوا عن الغيبة. أكثروا في الصيام من قراءة القرآن ، ومن الذكر، ومن الصلاة في غير أوقات النهي ، حتى يكون صومكم على وجه يرضى الله جل وعلا به.
ضد العلم الجهل. والجهل نوعان : إما جهل بالحكم الشرعي، وإما جهل بالوقت. إما جهل بالحكم الشرعي، وإما جهل بالوقت. وكلاهما إذا حصل فلا إثم على الصائم ولا قضاء ولا كفارة. - استمع -. الجهل كم صار؟ نوعان : جهل بالحكم الشرعي، وجهل بالوقت. إذا كان جاهلاً بالحكم الشرعي كرجل استمنى مثلاً وهو لا يدري أن الاستمناء حرام في الصيام. ماذا نقول : أفسد صومه أم لا؟ لا. طيب. رجل استقاء عمدا. لكن لا يدري أنه يفسد الصوم. ماذا نقول؟ صومه صحيح. طيب. رجل أكل وشرب يظن أنه في الليل وإذا هو بعد الفجر. أصومه صحيح؟ صحيح. رجل كان فيه غيم. كان فيه غيم وليس معه ساعة. فظن أن الشمس غربت فأفطر. وإذا بالشمس تخرج من وراء الغيم. أيصح صومه أو يفسد؟ نعم. صومه صحيح ، لأنه جاهل بإيش؟ جاهل بالوقت. رجل سمع في الراديو مؤذناً فظنه مؤذن حيه - أي مؤذن الحارة - فأفطر. وإذا بمؤذن الحي يؤذن بعد ذلك صومه صحيح ، لأنه جاهل بايش؟ بالوقت.
قد يقول قائل : ما هو الدليل على أنه يصح مع الجهل يصح الصوم مع الجهل. والله تعالى يقول : كُلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ؟ قلنا : الحمد لله عندنا أدلة :
أولاً : قول الله تبارك وتعالى : رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا . ماذا قال الله؟ قال : قد فعلت . لا أؤاخذكم إذا نسيتم أو أخطأتم. والخطأ الجهل.
ثانياً : عدي بن حاتم رضي الله عنه قرأ قول الله تعالى : كلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ . أتدرون ماذا صنع؟ أتى بعقالين - الذي تقيد به البعير- واحد أسود وواحد أبيض. وجعلهما تحت وسادته. وجعل يأكل ويشرب والنور في السماء ساطع. لكن إلى الآن لم يتبين العقال الأسود من الأبيض. لما تبين العقال الأسود من الأبيض أمسك. فهم من الآية أن المراد بالخيط الأبيض هو الحبل الأبيض، والخيط الأسود الحبل الأسود. إذن هل عرف معنى الآية أو جهل؟ جهل ، أصبح وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام. فقال له : إن وسادك لعريض أن وسع الخيط الأبيض والأسود ، لأن الخيط الأبيض بياض النهار، والأسود سواد الليل. إذا كان الخيط الأبيض والأسود تحت الوسادة تكون عريضة وإلا غير عريضة ؟ عريضة عرض الأفق. نعم؟ فبين له النبي عليه الصلاة والسلام أنه بياض النهار وسواد الليل ولم يأمره بقضاء الصوم. لماذا؟ لأنه كان جاهلاً بإيش؟ بالحكم. يظن أن هذا معنى الآية. الجهل بالوقت. - اسمع - روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم كانوا في يوم غيم يوم غيم فأفطروا. ثم طلعت الشمس لأن ما عندهم ساعات ولا يعرفون الوقت إلا بالشمس. ولعل الغيم كان شديداً متكاثفاً . المهم أنهم أفطروا ثم طلعت الشمس. ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالقضاء. ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به. ولو أمرهم به لنقل إلينا ، لأنه إذا أمر به كان من الشريعة. والشريعة لابد أن تنقل إلينا تامة. تبين الآن أنه لابد أن يكون إيش؟ عالماً. فإن كان جاهلاً فلا شيء عليه. ذاكرا ما ضده؟ ذاكرا. ويش ضد ذاكرا؟ النسيان. إذا أكل أو شرب ناسياً فلا شيء عليه. اسمع كلام الرسول عليه الصلاة والسلام في نفس المسألة. قال : من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه . اللهم لك الحمد. من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه . الكلام فليتم صومه إشارة إلى أن الصوم لم يحصل فيه نقص ولا فساد. ثم علل - يعني بين الحكمة وإيش السبب - قال : إنما أطعمه الله وسقاه لأنه ما تعمد إنما أطعمه الله وسقاه . الشيء بالشيء يذكر. قال أحد التلاميذ وهو في قاعة الاختبار : إنه يكتب الجواب فسمع شخصاً يعلِّم تلميذاً إلى جانبه يعلمه بالجواب. يسأل هذا التلميذ يقول : هل يجوز إني أكتب الجواب وأنا سمعته؟ ماذا تقولون؟ أنتم فاهمين السؤال ولا ما فهمتوه؟ ها تلميذ على الماسة يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال. لكن سمع شخصاً يقول لجاره : الجواب كذا وكذا. والجواب صح. هل يجوز أن ينقل الجواب وإلا ما يجوز؟ نقول : إنما علمه الله؟ هذا رزق جاء بدون تعب. فلا حرج يكتب الجواب. حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه يكتب الجواب ، لأنه ما حاول الغش ولا غش. فيصح. طيب. بقي علينا من الشروط إيش؟ الشرط الثالث : أن يكون عامداً. إذا لم يكن عامداً فلا شيء عليه. دليل ذلك قوله تعالى : وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ . وهذا ما تعمد. إذا لم يتعمد فلا شيء عليه. مثاله ، له أمثلة : إنسان يستنشق في الوضوء فنزل الماء من خياشيمه إلى معدته. أيفطر أو لا؟ يفطر؟ ليش؟ غير متعمد. إنسان يتمضمض فنزل الماء إلى بطنه. أيفطر؟ لا. لا. هذا لا يفطر ، لأنه غير متعمد. والله عز وجل يقول : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ . هذه الشروط الثلاثة لابد من مراعاتها حتى لا يفسد الإنسان عبادة عباد الله وهي غير فاسدة. - انتبه يا أخي -. كما لا يجوز لنا أن نتساهل لا يجوز أن نشدد. يعني بعض الناس يقول : شدد لا تفتح للناس جاهل ما جاهل. مو صحيح هذا. كما لا يجوز لنا أن نتساهل فيما أوجب الله ، لا يجوز لنا أن نتشدد. دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه. هذا ما يتعلق بالصيام. وأرجو الله تعالى أن ينفعني وإياكم به.
ولكن يا إخوان احفظوا صيامكم. صونوه عن القول قول الزور، عن عمل الزور، عن العدوان على الناس. ابتعدوا عن الغيبة. أكثروا في الصيام من قراءة القرآن ، ومن الذكر، ومن الصلاة في غير أوقات النهي ، حتى يكون صومكم على وجه يرضى الله جل وعلا به.
الفتاوى المشابهة
- يشترط لهذه المفطرات الحسية لكونها مفطرة ثلاث... - ابن عثيمين
- كلمة للشيخ عن شروط إفساد الصوم بهذه المفطرات... - ابن عثيمين
- مناقشة في مفطرات الصيام. - ابن عثيمين
- بيان أنه لا يفسد الصوم بالمفطرات إلا بشروط ث... - ابن عثيمين
- أدلة خاصة على اعتبار هذه الشروط الثلاثة في ا... - ابن عثيمين
- مفطرات الصيام - ابن عثيمين
- تفطير الصائم - اللجنة الدائمة
- بيان أن مفطرات الصوم لا تكون كذلك إلا بشروط... - ابن عثيمين
- شروط وقوع المفطرات على الصوم - ابن عثيمين
- شروط تحقق الإفطار بالمفطرات. - ابن عثيمين
- شروط تفطير المفطرات. - ابن عثيمين