الشيخ : ولا ريب أن هناك فجوة بين الإسلام والواقع الذي تعيشه البشرية وحتى تزول هذه الفجوة فأمامنا ثلاثة حلول يجب أن نختار منها واحدا أن يكيّف الواقع كي يتلاءم مع الإسلام يكيّف الواقع حتى يتفق مع الإسلام هذا الأول الثاني أن يكيّف الإسلام لكي يتلاءم مع الواقع ثالثا أن يحدث التكييف بقدر متساوٍ بين الاثنين هي بيسموها حلول نصفية أو أنصاف حلول . فإنه مما لا يحتاج لبرهان أو دليل أن متطلبات الحياة متجددة وهذا التجدد دائم مستمر والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو هل تخضع الشريعة لمتطلبات الحياة المتغيرة أم تخضع متطلبات الحياة المتغيرة للشريعة ؟ ويمكننا أن نضع السؤال بطريقة أخرى هل تخضع المتغير للثابت أم تخضع الثابت للمتغير ؟ إن الثابت إذا خضع للمتغير لم يعد ثابتا بل أصبح متغيرا وبالتالي فإنه لم يعد صالحًا لأن يخضع له المتغير ومما لا ريب فيه أن العقل البشري متفاوت ومختلف بل العقل الواحد متغير ومتفاوت ومن غير المعقول ولا المقبول .
الطالب : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام أن يخضع الثابت الإلهي للمتغير البشري فالمتغير بحاجة دائمة إلى ثابت يرعاه ويضبطه والثبات لا يعني الجمود وعدم القدرة على حل المشاكل والشريعة جمعت بين العنصرين الثبات والمرونة ففي الثبات أصالة وفي المرونة معاصرة والثاني يخضع للأول وينبثق منه والأمر يجب ألا ينظر إليه من حيث الثبات والجمود فلا يرفض الثابت لأنه ثابت بل يجب أن ينظر إليه من حيث صلاحيته فإن كان صالحًا فنعم وإن لم يكن صالحًا فيرفض لا لكونه ثابتا بل لكونه غير صالح الشيء الذي يقال أيضًا عن القديم والجديد فلا يرفض القديم لقدمه ولا يقبل الجديد لأنه جديد وإنما ينظر للصلاحية أولا وأخيرا والاعتقاد بصلاحية الإسلام كما هو لكل زمان ومكان جزء من الاعتقاد بالإسلام أصلا فلا يصح إسلام مسلم ما لم يعتقد ذلك ويجزم به هذه حقيقة جيدة جدًّا .
الطالب : صح يا شيخنا .

الشيخ : نعم .
الطالب : معترضة هذه .

الشيخ : هي جملة معترضة .
الطالب : أحسن الله إليك ... .

الشيخ : كيف كيف .
الطالب : ... قبل ما تنساها .

الشيخ : آ ، الشاعر " لكل اجتماع من خليلين فرقة *** وكل الذي دون الممات قليلوإن افتقادي واحد بعد واحد *** دليل على ألا يدوم خليل " .
الطالب : الله يعطيك العافية هل الشيخ تابع على كتاب مروان القيسي بالكلام اللي حكيته خلني أنقله الآن على الشريط لأنه الشريط ... .