تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قراءة حديث عبادة بن الصامت: ( لا صلاة لمن لم ي... - الالبانيالسائل : طيب في حديث يا شيخ بالنسبة للإمام البخاري رحمه الله في كتاب *القراءة خلف الإمام* ذكر حديثا قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة قال:  تقرأون خل...
العالم
طريقة البحث
قراءة حديث عبادة بن الصامت: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) مع تعليق الشيخ عليه .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : طيب في حديث يا شيخ بالنسبة للإمام البخاري رحمه الله في كتاب *القراءة خلف الإمام* ذكر حديثا قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة قال: تقرأون خلف إمامكم قالوا: إنا لهذ هذا، فقال: لا تفعلوا إلا بأم القرآن .

الشيخ : ما كان معنا الرجل ؟ أنت ما كنت معنا ؟

السائل : في البداية ما كنت معكم.

الشيخ : سبق الكلام على هذا الحديث فتسمعه مسجلا إن شاء الله الجواب حتى لا نكرر الكلام الماضي على الحاضرين.

السائل : طيب فعل عبادة بن الصامت رضي الله عنه حينما تأخر عن الصلاة وسمع المؤذن ثم جاء أحد الصحابة بجانبه فسمعه يقرأ مع قراءة الإمام للفاتحة وهذا الحديث في *سنن أبي داود*.

الشيخ : طيب ماذا فيه ؟

السائل : " أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح فأقام أبو نعيم المؤذن الصلاة فصلى أبو نعيم بالناس وأقبل عبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبى نعيم وأبو نعيم يجهر بالقراءة فجعل عبادة يقرأ بأم القرآن فلما انصرف قلت لعبادة سمعتك تقرأ بأم القرآن وأبو نعيم يجهر ، قال أجل صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التى يجهر فيها بالقراءة قال فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه وقال : هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة ؟ فقال بعضنا إنا نصنع ذلك، قال: فلا وأنا أقول ما لى ينازعنى القرآن فلا تقرءوا بشىء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن ".
وذكر الحافظ البيهقي في كتابه أيضًا.

الشيخ : قبل هذا قبل أن تتم كأنني أشعر أننا لا بد من أن نعيد كلامنا السابق، وهل أنت تقرأ من كتاب أو رسالة وأنت تقول أن هذا الحديث في *سنن أبي داود* من الذي يرويه عن عبادة ؟

السائل : مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري.

الشيخ : طيب هذا تكلمنا عنه ولو شئت سمعت التسجيل قلنا أن مكحول مدلّس وهو تارة يروي عن عبادة مباشرة وتارة عن محمود هذا، ومحمود مجهول ولذلك فالحديث معلل تارة بالعنعنة وتارة بالجهالة فلا يثبت الحديث لو كان فيه حجة .
ثم الحديث يذكرني ما قرأته آنفاً بأن فيه بعض الاضطراب ، الآن أنت قرأت وأسمعتنا انه لُبّس عليه ماذا يعني ؟

السائل : يعني اختلطت عليه القراءة .

الشيخ : ليش ؟ لماذا ؟

السائل : لأنه سمع من يقرأ مع قراءته فالتبست عليه وثقلت عليه القراءة .

الشيخ : لماذا؟ لأنه قرأ مع النبي صلى الله عليه وسلم معليش اصبر علي قليلاً. نحن نلاحظ بالتجربة أن ضبط قراءة الناس وراء الإمام لا بنضبط بحيث يقرأ في نفسه كما جاء في أثر عن أبي هريرة الذي في *صحيح مسلم* أليس كذلك؟ فبعضهم قد يجهر بالقراءة فيقع التلبيس هذا شيء ويمكن أن يقال هنا أنه لو صح الحديث فالمعنى كما قلنا قبل أن تأتي أن هذا فيه الإشارة إلى جواز قراءة الفاتحة وراء الإمام وهو كالتمهيد لرفع هذا التجويز لما قد يترتيب من القراءة وراء الإمام من التشويش، الآن أقول متى يكون قرأ هذا الذي رفع صوته بالقراءة وراء الرسول عليه السلام أساعة كان الرسول يقرأ الفاتحة أم كان ساعة يقرأ ما وراء الفاتحة ماذا تظنون ؟

السائل : مع قراءته للفاتحة .

الشيخ : يعني الفاتحة لبّست على الرسول ؟

السائل : هذا الظاهر.

الشيخ : لكن هذا أبعد ما يكون لأن قراءة الفاتحة أسهل ما يكون على عامة المسلمين فيبعد جدّا أن يلبّس الأمر على الرسول عليه السلام قراءة الفاتحة وهب أن الأمر كذلك فمتى يقرأ المقتدي إذن الفاتحة وراء الإمام ؟ حينما يقرأ الإمام أليس كذلك ؟

السائل : يقرأ مع قراءته ولكن لا يجهر بالقراءة.

الشيخ : هذا ليس موضع خلاف نحن الآن نقول متى يقرأ المقتدي وراء الإمام في الصلاة الجهرية الفاتحة أليس حين يقرأ الإمام الفاتحة؟

السائل : الحافظ ابن حجر ذكر أنه بدون قيد .

الشيخ : لا يا أخي بارك الله فيك أنت الآن خليك معي يعني لا تحشرنا في مكان وتنقلنا إلى مكان آخر، الآن نحن نتفاهم مع بعض هذا الحديث
يدل على ماذا ؟ أن القارئ الذي شوش على النبي قرأ بعد فراغ الرسول عليه السلام من قراءة الفاتحة أم في أثناء قراءته للفاتحة؟

السائل : بعد .

الشيخ : هو يقول في أثناء الفاتحة أليس كذلك؟ أنا أستبعد ذلك.
على كل حال سواء قلت هذا أو قلت الآخر الذي نحن نراه فقراءة المقتدي وراء الإمام لسورة الفاتحة توحي بأن شرعية قراءة الإمام للفاتحة جهراً لا معنى لها وهذا مما يترفع عنه الشارع الحكيم، لأنه إنما شرع القراءة الجهرية إنما شرعها ليسمع المأموم، فأين هؤلاء السامعون وهم مشغولون بقراءة الفاتحة في أنفسهم ؟ لا يوجد مثل هذا الحكم في الشرع.
وإن قيل كما نرى نحن أن هذا قرأ بعد أن فرغ الرسول عليه السلام من قراءة الفاتحة لأننا نستصعب جدا أن نتصور لو كان الحديث صحيحا أن الرسول لم يحسن قراءة الفاتحة بسبب أن بعض المقتدين خلفه رفع أصواتهم بقراءتها والرسول يقرأ الفاتحة هذا نستبعده، والأقرب أنه شوش عليه قراءته بعد الفاتحة ، وعلى كل حال سواء كان ذلك أو ذاك فنحن نقول: إن هذا الحديث معلل بالعنعنة أو بالجهالة كما ذكرنا آنفا، ثم ليس فيه إيجاب قراءة الفاتحة وراء الإمام لأن النهي عن الشيء بصورة عامة ثم الأمر به أو ببعضه بصورة خاصة لا يعني وجوب هذا المأمور به، وإنما يعني جوازه كقوله تعالى : فإذا حللتم فاصطادوا فالأمر هنا بالصيد لا يفيد الوجوب، والأمر هنا بقراءة الفاتحة لا يفيد الوجوب لأنه جاء بعد النهي: فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب .
وهذا على كل حال تكرار لما مضى من أجل خاطرك أنت الذي جئت متأخرا.

السائل : جزاك الله خيرا.

الشيخ : وإياك.

Webiste