تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عن... - الالبانيالشيخ : عليه الصلاة والسلام جوابًا لسؤالي إياهم:  هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام: الفقراء المهاجرون  .لقد قلنا في الدر...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل قالوا الله ورسوله أعلم قال الفقراء المهاجرين ... ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : عليه الصلاة والسلام جوابًا لسؤالي إياهم: هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام: الفقراء المهاجرون .
لقد قلنا في الدرس الماضي أن هذه الجملة: الفقراء المهاجرون يحتمل أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام قصد بها المهاجرين الأولين، أبا بكر الصديق ومن تبعه من المهاجرين الذين هاجروا إلى النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، ويحتمل أن يكون عليه الصلاة والسلام قصد بهذه الجملة الفقراء المهاجرون: كل من يصدق فيهم هذه الصفات التي وصفهم بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولعل هذا المعنى الثاني أولى أن نذهب إليه لأنه أولًا يدخل فيه المهاجرون الأولون الذين هاجروا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وثانيًا : لأن هناك في أحاديث الباب ما يدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام عنى غير المهاجرين الأولين، لأنه لما ذكر الرسول عليه السلام وأثنى على هؤلاء المهاجرين خيرًا وأنهم يدخلون الجنة قبل غيرهم بأربعين خريفًا أو عامًا قال أبو بكر نفسه: أنحن هم يا رسول الله ؟ قال: لا، أنتم على خير كثير ، ثم ذكر أناسًا من الغرباء كما جاء في الحديث وذكرناه في مناسبات شتى الذين وصفهم الرسول عليه السلام: بأنهم ناس قليلون صالحون بين ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم فأشار الرسول عليه الصلاة والسلام بأن هؤلاء الفقراء المهاجرون ليسوا هم المهاجرين السابقين الأولين بل هم كل من يصدق فيهم هذه الصفات الذي وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام.
أول ذلك أنهم فقراء، ثاني ذلك أنهم يهاجرون في سبيل الله، ثالث ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: الذين تُسدّ بهم الثغور يعني هم يوضعون ويقدمون لكل مكروه للرباط في سبيل الله عز وجل، وتتقى بهم المكاره تُدفع بهم المكاره، إذا مثلاً كانوا في بلد فهاجمها الكفار والأعداء كانوا هم أولَ من يُتقى بهم شر هؤلاء الغزاة الكفار، ونحو ذلك من المكاره، ومن صفاتهم أيضًا: ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً : يمكن أن نضرب على هذا مثلاً بسيطًا: هو لفقره يشتهي شيئًا مما أحلَّ الله عزوجل من طعام أو من شراب كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أنه اشتهى يومًا وتمنى أن يكون عنده رغيف مرققٌ مدهونٌ بسمن، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يعيش حياة الفقر، وكان يمضي عليه اليوم والاثنين والثلاثة ولا يوقد فيه النار، في بيته كما تقول السيدة عائشة، فالفقير يجد حاجة في نفسه ثم لا يستطيع قضاءها لفقره ولعدم وصوله إليها، فهذا من أوصاف هؤلاء الفقراء المهاجرين الذين يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً.
لاشك أن مثل هؤلاء الفقراء هم يعيشون في فقر بالغ والله عز وجل يقول: وبشر الصابرين ويقول: إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب .

Webiste