تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ترجمة سلمان الفارسي رضي الله عنه والتقلب في جم... - الالبانيالشيخ : وسلمان هنا هو سلمان الفارسي وهو أحد أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذين آمنوا به حينما هاجر - عليه الصلاة والسلام - إلى المدينة وأصله من ...
العالم
طريقة البحث
ترجمة سلمان الفارسي رضي الله عنه والتقلب في جميع الأديان ليعرف على الحق.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وسلمان هنا هو سلمان الفارسي وهو أحد أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذين آمنوا به حينما هاجر - عليه الصلاة والسلام - إلى المدينة وأصله من فارس هو آمن بالرسول - عليه السلام - حينما هاجر من مكة إلى المدينة وكان عبدًا مملوكًا سلمان الفارسي حينما آمن بالنبي - عليه السلام - هو نفسه كان عبدًا مملوكًا ، ثم جرت له قصة طويلة فيها عبرة بالغة .ذلك أن سلمان كما ذكرنا كان من فارس وكان أبوه من رجال الدين فهو الذي هناك فهو الذي كان يوقد النار لعباد النار في فارس وبحكم كونه ابن هذا الوالد الذي يخدم النار لعبادها كان هو يتردد مع أبيه على مكان النار لإشعالها وإيقادها في الأوقات المقننة عندهم ثم أراد الله - عز وجل - لسلمان هدايته فمر ذات يوم في طريقه برجل راهب نصراني فمال إليه وسمع من كلامه فدخل كلامه إلى قلبه . والحقيقة أن النصرانية ولو أنها كانت قد طرأ عليها التغيير والتبديل ولكنها مع ذلك بقي فيها بقايا من شريعة عيسى الأولى فكانت بسبب هذه البقايا الصادقة الصالحة كانت متميزة في صلاحها وفي قربها من قلوب الناس المخلصين أكثر من دين المجوس والوثنيين . فحينما سمع سلمان الفارسي كلام ذلك الراهب ومواعظه تبين له أن دين أبيه دين باطل ولذلك آمن بالنصرانية دين عيسى وكفر بدين أبيه ومنذ ذلك اليوم بدأ النزاع بينه وبين أبيه شأن كل حق وباطل في كل زمان ومكان لا بد ما يظهر الخلاف بين أهل الحق والباطل .
ولذلك اضطر سلمان بأن يهجر وأن يترك أباه ومجوسيته ويهاجر إلى بلاد أخرى لكي يتفقَّه في الدين الذي تبنَّاه من جديد ، ألا وهو دين النصارى فجاء إلى العراق واتصل هناك برجل من كبار أحبار النصارى كان ذلك الراهب الذي أسلم على يديه وأقول أسلم لأن الدين عند الله الإسلام سواء دين الإسلام اليوم أو دين عيسى أو دين موسى فكله إسلام ولكن بشرط قبل أن يصاب بشيء من الانحراف فذلك الراهب الذي أسلم سلمان على يديه دله على حبر من أحبار النصارى وعلمائهم في العراق فذهب إليه وجلس عنده أياما طويلة يتفقه ويتعلم من دين النصارى ثم دله هذا العالم النصراني على عالم آخر فانتقل إليه فلم يزل ينتقل من مكان إلى مكان حتى دل على عالم من علماء النصارى هنا في الشام فهاجر إلى الشام وجلس إليه الذي اكتشفه من هذا العالم النصراني الشامي هو يختلف كل الاختلاف عما كان اطلع عليه من أولئك القسيسين أو رؤساء النصارى الذين تعلم على يديهم فقد وجد منهم الزهد والإخلاص لدينهم ولربهم بخلاف هذا العالم النصراني الشامي فقد تكشف له بأنه يجمع المال من أتباعه باسم توزيعه على الفقراء والمساكين ومع ذلك فهو يدخره في جرار فخار لديه وهو يتظاهر بأنه زاهد وإنما يجمع المال للفقراء والمساكين ثم كتب الله على هذا الراهب أو العابد المزعوم الموت فمات فكشف سلمان عن حقيقة أمره للناس وقال لهم هذا الرجل كان يدندن عليكم وهذه أمواله التي خلفها فأخذوا هذه الأموال ثم هو هاجر وكان أن أخبر من كل علماء النصارى هؤلاء من واحد إلى الآخر بأنه هذا الزمن يا سلمان الذي تعيش أنت فيه هو زمن بعثة آخر نبي من الأنبياء وهو محمد أو أحمد وجاء عندهم في زبرهم وفي كتبهم أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخيل فحضوه على أن يتتبع هذه البلدة التي يمكن أن تتحقق فيها الصفات التي ذكرت لبلدة مهاجرة الرسول - عليه السلام - إليها وهي ذات نخيل وبين حرتين يعني بين ساحتين كبيرتين لا زرع فيها ولا نبات وإنما فيها الحصباء والحجارة السوداء وفي سبيل هذا هاجر سلمان من دمشق في طريقه إلى الحجاز بحثا عن المكان الذي سيخرج الرسول - عليه السلام - أو سيهاجر إليه وفي الطريق استعبده بعض القبائل العربية يعني فرضوا عليه الأسر والاسترقاق وهو رجل حر ما عرف الرقة في حياته كلها . هذه القبيلة التي استعبدته جاءوا به إلى المدينة فباعوه لرجل هناك صاحب نخيل وهذه القصة في الواقع هي مثال تفسيري لحديث الرسول - عليه السلام - مثال من أمثلة كثيرة لحديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي يقول : إنَّ ربَّك لَيعجَبُ من أقوامٍ يُجَرُّون إلى الجنَّة بالسلاسل ، فسلمان هذا حر استرق ووضعت الأغلال في يده رغمًا عنه وبيع بيع العبيد لسيد في المدينة فماذا فعل هذا السيد ألقاه في حقله في نخيله وأمره أن يعمل هناك ليلا نهارا لصالح هذا السيد عبد وانتهى الأمر . لكن الله - عز وجل - أراد له الهداية فبينما هو ذات يوم سلمان على نخلة يعمل فيها إذا به يسمع سيده وهو على الأرض وسلمان فوق على الشجرة يتحدث مع بعض أصحابه عن الرجل الذي هاجر إلى المدينة وهو يدعو إلى دين جديد وإلى عبادة الله وحده فما كاد سلمان يسمع مثل هذا الخبر حتى لهف قلبه وقذف نفسه من النخلة إلى الأرض وقال " أصحيح أنه جاء " هذا فضربه لأنه شعر من لهفه أنه كأنه يحبه في الغيب .

Webiste