تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر ما حدث مع معاوية رضي الله عنه عندما قام له... - الالبانيالشيخ : نجد أن راوي هذا الحديث الأخير وهو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه دخل ذات يوم مجلس حكمه وكان فيه رجلان من العبادلة أحدهما عبد الله بن الزبير ال...
العالم
طريقة البحث
ذكر ما حدث مع معاوية رضي الله عنه عندما قام له أحد جلسائه.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نجد أن راوي هذا الحديث الأخير وهو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه دخل ذات يوم مجلس حكمه وكان فيه رجلان من العبادلة أحدهما عبد الله بن الزبير المعروف المشهور، والآخر عبد الله بن عامر فقام هذا الثاني ولم يقم الأول، فنهاه معاوية وهذا من ورعه وتقواه نهى ابن عامر الذي قام له واحتج عليه راوي الحديث وقال: قال رسول الله عليه السلام: من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار قد لا يبدو احتجاج معاوية بهذا الحديث على من قام له واضحا جليا لأنه يتعلق بالمحب، ومعاوية لا يحبه ولذلك نهاه، فإذا لماذا ذكره؟ فيه فقه دقيق، كأنه يقول له أنت يا عبد الله بن عامر إذا قمت لي كلما دخلت فربما يزين لي الشيطان أن أحب منك ومن غيرك هذا القيام، فإذا ما أنا وقعت في هذا الحب أصابني وعيد النبي صلى الله عليه وسلم: فليتبوأ مقعده من النار ، فمن كان السبب؟ أنت تكون السبب وغيرك ممن يساعدون المتعاونين على حبه لهذا القيام، لمطاوعتهم له بالقيام والمتسبب في الشيء حكم الفاعل له، أما أن ننظر إلى عادات الناس وتقاليدهم فمعنى ذلك أن نضع القديم على قدمه ونغض النظر عن احياء السنة وإماتة البدعة ولا لا يجيزه الإسلام، ولكن علينا نحن أن نبين حكم القيام للداخل وحكم القيام إلى الداخل، وهذه نقطة كثير من أهل العلم فضلا عن غيرهم لا يفرقون لا لغة ولا شرعا بين قام فلان لفلان وقام فلان إلى فلان، ولذلك كنت أريد أن أقول لكن أنت استعجلت ولعل في العجلة خير هنا، كنت أريد أن أتسلسل في حديثي كما سمعتم قسم منه مما سبق لأتوصل إلى بيان أن هناك نوعا من القيام لا يشمله حديثنا هذا، لكن هذا النوع قد زورته في نفسي أن أتحدث به في نهاية المطاف بعد أن أنتهي من بيان هذا القيام المنهي عنه في بعض الأحاديث التي ذكرناها آنفا، وأردت أن أصل في النهاية إلى حكم هذا القيام عند العلماء، وبعد ذلك نبين قياما من نوع آخر قد يكون هو المخرج لبعض الأحوال التي يتعامل فيها الناس اليوم، فتبين مما سبق أن القيام للداخل هو مفسدة له وفتنة له من أجل ذلك قال معاوية لمن قام له إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار يقول له لا تقم لي لأن قيامك يكون فتنة لي، أتشوف فيما بعد وأحب هذا القيام من الناس إذا ما اعتادوا القيام لي، أما إذا سدوا هذا الباب وهو من باب سد الذريعة أن لا يقوم أحد لأحد تبقى العادة كما هي موجودة في بعض البلاد العربية يدخل الداخل أهلا وسهلا صاحب الدار يستقبله، ويحسن استقباله ويجلسه في المكان الذي يناسبه دون أن يقوم أحد من الضيوف الجالسين في الغرفة أو في الدار، قلت بأن العلماء اختلفوا في هذا السياق فمن قائل بأنه مكروه وهذا لاشك فيه لأنه خلاف السنة كما علمتم ولأنه مدعاة لتعويد الناس على أن يقعوا في تلك الكبيرة، التي هدد عليها الرسول بقوله: فليتبوأ مقعده من النار ومن قائل بأنه حرام وليس فقط مكروه.

Webiste