تصحيح فهم خاطئ وقع من بعض أهل العلم في حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار )
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : جاء هناك حديث في " سنن أبي داود " و " صحيح - أيضًا - الأدب المفرد " للبخاري ، حديث خطير جدًا ، ولكن يساء فهمه أيضا : مَن أحَبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار ، مع الأسف الشديد كبار العلماء المتقدمين كالخطابي وغيره ، قال : هذا لا يجوز لِمَن يحب القيام ، أما إذا كان هناك رجل صالح عالم فاضل ما يحب القيام فيجوز القيام له ، هكذا تأوله بعضهم ، البعض الآخر تأوله بتأويل آخر ، ومن المؤسف أن شيخ الإسلام ابن تيمية وقع في هذا التأويل ، فقال : هذا محله إذا جلس وقام الناس له ، أي هو جالس والناس قيام ، يعني كما تفعل فارس والروم ، وسبحان الله ! ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية كما تعلمون ، وهو في اعتقادي يصدق فيه أنه أتبع له من ظله ، لكن طبعًا لكل قاعدة شواذ ، أو أنا دار في ذهني احتمال آخر لقد خالفه في هذا التأويل وفسر الحديث تفسيرًا صحيحًا كما يدل عليه أولا : راوي الحديث ، وثانيًا : معالجتنا لهذا الموضوع في حياتنا الاجتماعية .الحديث يرويه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - كما قلت آنفًا في " سنن أبي داود " و " صحيح الأدب المفرد " : أنه دخل في مجلس - ولعله مجلس خلافته - وفيه رجلان أحدهما من أصحاب الرسول - عليه السلام - وهو عبد الله بن الزبير ، والآخر أشك الآن إن كان صحابيًّا أو لا ، عبد الله بن عامر ، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية وبقي عبد الله بن الزبير جالسًا ، وفي بعض الروايات : وكان أرزن الرجلين ، خليفة المسلمين يدخل ، وبتعرفوا معاوية ... يمثل الملوك يعني حتى في زمانه كان واليًا في دمشق في زمن عمر بن الخطاب ، فبلغ عمر بأنه اتخذ أبهة ومجالس وفخفخة ، فإما أرسل وراءه أو التقى معه في مجلس ، فذكر له عمر بن الخطاب ذلك ، قال له : يا أمير المؤمنين ، نحن نعيش في بلد حولنا فارس والروم ، وما يناسب لعظمة الإسلام وملكه وسلطانه إلا هالفخفخة هذه ، وعلى أن عمر الفاروق سكت .
الشاهد مع هذا يدخل هو في ذاك المجلس ، فيقوم عبد الله بن عامر ويظل عبد الله بن الزبير في مكانه ، المفروض في مثل هذا الخليفة أو الحاكم المسلم أنه ينهر الذي لم يقم ، لأن هذا الذي يتناسب مع الفلسفة التي ذكرها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا ، الأمر كان خلاف ذلك . قال معاوية لعبدالله بن عامر الذي قام له : لا تقم ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : مَن أحبَّ أن يتمثَّل له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار . إذًا هذا الحديث مش كما قال ابن تيمية يعني الملك جالس والناس قيام ، لا ، هذا حديث بالنسبة للقادم والناس جلوس ، بينما هو عكس الموضوع ، الحاكم هو جالس والحاشية تبعه قيام .
الطالب : ... هذه سياسة من معاوية ليغطي على حرجه من ...
الشيخ : سياسة ، يمكن أن يقال هذا الكلام لو أنه لم يحتج عليه بالحديث .الشاهد فهنا في حكمة متناهية من معاوية حيث أولًا : هو يكره القيام ، ثم يتخذ هذا الحديث حجة على من قام له ، والحديث فعلًا يريد الذي يحب القيام مَن أحبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار فكيف معاوية احتج بهذا الحديث على الذي = -- لو بدأت باليمين -- = .
الطالب : بدأنا نأكل شيخنا .
الشيخ : فيه العافية ، أنا ما انتبهت .
الشاهد كيف احتج ؟ الجواب : هذا الحديث من جملة أدلة القاعدة السابقة الذكر سد الذريعة ، كأن معاوية - رضي الله عنه - يقول لعبد الله بن عامر : يا عبد الله إن أنت اتخذت من عادتك أن تقوم لي إذا دخلت عليك ، ثم قصرت معي يوما ما فسأحب هذا القيام الذي تركته يومًا ما ، فتكون أنت السبب في توريطي في وقوعي في مخالفة هذا الحديث . منتهى العقل والفهم الدقيق لأحكام الشريعة . إذًا هنا في قضية مشكلة بقا ، غير أنو والله خالفنا السنة أن الصحابة ما كانوا يقوموا لرسول الله ، صارت القضية أنو أنا الشَّيخ الفاني الكبير أنتم الآن رح تورطوني ، رح تخلوني أنا أعتاد حب القيام منكم فأقع في هذا المحذور الذي قال فيه الرسول : مَن أحبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار ؛ إذًا ابعد عن الشَّرِّ وغنِّ له .
الطالب : جزاك الله خير شيخنا .
الشاهد مع هذا يدخل هو في ذاك المجلس ، فيقوم عبد الله بن عامر ويظل عبد الله بن الزبير في مكانه ، المفروض في مثل هذا الخليفة أو الحاكم المسلم أنه ينهر الذي لم يقم ، لأن هذا الذي يتناسب مع الفلسفة التي ذكرها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا ، الأمر كان خلاف ذلك . قال معاوية لعبدالله بن عامر الذي قام له : لا تقم ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : مَن أحبَّ أن يتمثَّل له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار . إذًا هذا الحديث مش كما قال ابن تيمية يعني الملك جالس والناس قيام ، لا ، هذا حديث بالنسبة للقادم والناس جلوس ، بينما هو عكس الموضوع ، الحاكم هو جالس والحاشية تبعه قيام .
الطالب : ... هذه سياسة من معاوية ليغطي على حرجه من ...
الشيخ : سياسة ، يمكن أن يقال هذا الكلام لو أنه لم يحتج عليه بالحديث .الشاهد فهنا في حكمة متناهية من معاوية حيث أولًا : هو يكره القيام ، ثم يتخذ هذا الحديث حجة على من قام له ، والحديث فعلًا يريد الذي يحب القيام مَن أحبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار فكيف معاوية احتج بهذا الحديث على الذي = -- لو بدأت باليمين -- = .
الطالب : بدأنا نأكل شيخنا .
الشيخ : فيه العافية ، أنا ما انتبهت .
الشاهد كيف احتج ؟ الجواب : هذا الحديث من جملة أدلة القاعدة السابقة الذكر سد الذريعة ، كأن معاوية - رضي الله عنه - يقول لعبد الله بن عامر : يا عبد الله إن أنت اتخذت من عادتك أن تقوم لي إذا دخلت عليك ، ثم قصرت معي يوما ما فسأحب هذا القيام الذي تركته يومًا ما ، فتكون أنت السبب في توريطي في وقوعي في مخالفة هذا الحديث . منتهى العقل والفهم الدقيق لأحكام الشريعة . إذًا هنا في قضية مشكلة بقا ، غير أنو والله خالفنا السنة أن الصحابة ما كانوا يقوموا لرسول الله ، صارت القضية أنو أنا الشَّيخ الفاني الكبير أنتم الآن رح تورطوني ، رح تخلوني أنا أعتاد حب القيام منكم فأقع في هذا المحذور الذي قال فيه الرسول : مَن أحبَّ أن يتمثَّلَ له الناس قيامًا فليتبوَّأ مقعده من النار ؛ إذًا ابعد عن الشَّرِّ وغنِّ له .
الطالب : جزاك الله خير شيخنا .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم القيام للضيف وحكم القيام لمن يريد السلام ؟ - الالباني
- ما صحة حديث:" من قال في القرآن بغير علم فليت... - ابن عثيمين
- فائدة : ذكر حادثة وقعت في عهد الصحابة في مسألة... - الالباني
- ذكر ما حدث مع معاوية رضي الله عنه عندما قام له... - الالباني
- ما صحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سرّ... - الالباني
- حديث معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (... - الالباني
- شرح حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليت... - الالباني
- حديث معاوية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قا... - الالباني
- من أحب أن يقوم له الجالس هل يدخل في وعيد حدي... - ابن عثيمين
- شرح حديث : ( من أحب أن يتمثل له الناس قياماً ف... - الالباني
- تصحيح فهم خاطئ وقع من بعض أهل العلم في حديث (... - الالباني