تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما صحَّة حديث : ( مَن مات وليس في عنقه بيعة ما... - الالبانيالسائل : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، ما صحة حديث :  مَن مات وليس في عنقه بيعة ماتَ ميتةَ الجاهليَّة  ، وجزاك الله خيرًا ؟الشيخ : هذا الحديث صحيح ، رواه...
العالم
طريقة البحث
ما صحَّة حديث : ( مَن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهليَّة ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، ما صحة حديث : مَن مات وليس في عنقه بيعة ماتَ ميتةَ الجاهليَّة ، وجزاك الله خيرًا ؟

الشيخ : هذا الحديث صحيح ، رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ، ولكن كثيرًا من الناس أو من بعض الجماعات الاسلامية اليوم يتأوَّلون هذا الحديث على غير تأويله ، وينتج من وراء ذلك بعض التكتُّلات والتحزُّبات التي تزيد في فرقة المسلمين وفي تعدُّد الأحزاب ، والله - عز وجل - يقول : وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ، بعض الأحزاب الموجودة اليوم في الساحة الإسلامية يردِّدون هذا الحديث على أنه لا بدَّ لكلِّ مسلم من بيعة لِمَن ؟ لِمَن يستحقُّ البيعة ، وهذا حقٌّ ؛ لأن الرسول يقول : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةَ الجاهلية ، لكن هذا الحديث لا يعني أن نختار من الجماعة الموجودة الآن هنا شخصًا نبايعه ؛ من أجل ماذا ؟ أن لا نموت ميتة الجاهلية ، ليس هذا المقصود ، هذه الجماعة كبِّروها الآن وسِّعوا دائرتها إلى ألوف مؤلَّفة ، إلى ملايين مملينة ، فكل مليون أو ملايين يختارون لهم رئيسًا ويبايعونه ؛ ليس هذا المقصود من هذا الحديث ، بل المقصود من هذا الحديث أنه يجب على المسلمين وبصورة خاصَّة يجب على خاصَّتهم أن يتَّخذوا الأسباب التي تجعلهم كتلةً واحدة ، وعضوًا واحدًا جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى ، كما جاء في الحديث الصحيح .
هكذا يجب على خاصَّة المسلمين أن يسعَوا إلى أخذ الأسباب التي توجد الجماعة المسلمة ، والتي يختارون عليهم خليفةً يحكمهم بكتاب الله وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ثم كان من عاقبته ذلك أن هذا الذي اختِيرَ خليفةً يجب أن يُبايع من كل المسلمين ، وإلا فإذا قام أحد يُعارضه ويدَّعي أنه خليفة مثله ؛ فقد جاء في الحديث الصحيح : إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا آخرهما .
فإذًا البيعة المقصودة في هذا الحديث هو البيعة لخليفة المسلمين ، فإذا كان المسلمون - مع الأسف الشديد - كما هو واقعهم الآن متفرِّقين إلى شيع وأحزاب كثيرة ؛ فمن الذي يُبايع منهم ؟
إن مبايعة عديد من الأشخاص - كما قلت في أول الكلام - مما يزيد فرقة المسلمين فرقةً على فرقة ؛ لذلك ففَهْمُ هذا الحديث اليوم ليس أن تتكتَّل جماعات جماعات ، وكل جماعة يباعون رئيسًا ينصبونه عليهم ، لكي لا يصدقَ عليهم هذا الحديث ؛ لا ، ليس هذا المقصود ، وإنما المقصود أنه يجب على المسلمين كلِّهم أن يسعَوا للتمهيد لإيجاد الجماعة المسلمة التي تختار رجلًا واحد في العالم الإسلامي كله يبايعونه ؛ لأنه سيحكمهم بكتاب الله وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى - لا تنسوا - وعلى منهج السلف الصالح ؛ ذلك هو الحقُّ المبين .
نعم .

Webiste