تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر الشيخ لبداية طريقه وسبب انشداده لدراسة علم... - الالبانيالشيخ : ذات يومٍ وجدت عنده بعض الأعداد مِن * مجلة المنار * ، فأذكر جيِّدًا أني قرأتُ فيه فصلاً بقلم السيد رشيد رضا - رحمه الله - يتكلم عن مزايا كتاب * ا...
العالم
طريقة البحث
ذكر الشيخ لبداية طريقه وسبب انشداده لدراسة علم الحديث .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ذات يومٍ وجدت عنده بعض الأعداد مِن * مجلة المنار * ، فأذكر جيِّدًا أني قرأتُ فيه فصلاً بقلم السيد رشيد رضا - رحمه الله - يتكلم عن مزايا كتاب * الإحياء * للغزالي ، وينقده من بعض النواحي كصوفياته مثلاً ، وكأحاديثه الضعيفة والواهية ، وبهذه المناسبة ذكر أن لأبي الفضل زين الدين العراقي كتابًا وضعه على * الإحياء * خرَّج فيه أحاديثه وميَّز صحيحها من ضعيفها ، وهو المسمَّى بـ * المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار * ، فتلهَّفت نفسي جدّا لهذا الكتاب ، فنزلت إلى السوق أسأل عنه كالعاشق الولهان أين هذا الكتاب ؟ حتى وجدته عند أحدهم ، فإذا به أربع مجلدات طبعة الباب الحلبي ، وعلى ورق أصفر ناعم ، لكني كنت فقيرًا كأبي لا أقدر على شراء هذا الكتاب فاتَّفقت مع مالكه على أن أستأجره منه ، ما أذكر الآن لمدة سنة أو أقل أو أكثر .

السائل : بمال ونحو ذلك

الشيخ : آه، أجرة .

السائل : أجرة .

الشيخ : أجرة ، أستأجره منه ، ففعلت وأخذت الكتاب وأنا أكاد أطير فرحا ، وذهبت به إلى الدكان ، فكنت أغتنم فرصة غياب والدي بعد الظهر فأخلو بكتابي ، وخطَّطت خطَّة لنسخ * المغني تخريج الإحياء *، فبدأت أنسخ ، واشتريت ورقًا ، واتخذت لي مسطِّرة ، وهي عبارة عن مقوَّى كرتون ، يُخيَّط بخطوط متوازية من الخيطان من الوجهين .

السائل : قبل أن أنسى شيخنا ، هذا كان سنة كم بداية قراءتك في * المنار * ؟

الشيخ : طبعًا دون العشرين يمكن يكون سبعة عشر ، ثمانية عشر هكذا .
فآخذ هالمسطِّرة هذه وأضعها في الطَّبق وأضغط على الخيطان ، وإذا الصحيفة مطبوعة أصلًا لا تُرى ، لأنّ ليست مسوَّدة ، وذلك لتقويم خطِّي ، فبدأت أكتب حتى نسَّقت الجزء الأول ، لما وسطْت الجزء خطرت في بالي خاطرة ، أنّ أنا الآن مبتدي في طلب العلم ، ثانيا أعجمي ألباني كثيرًا ما تمرُّ بي بعض الأحاديث ما أفقهها .

السائل : وعليكم السلام .

الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - ، أو تغمض عليَّ بعض الألفاظ الغريبة ، التي عرفت فيما بعد بأنها من غريب الحديث ، فقلت لماذا أنا لا أستعين ببعض الكتب التي كانت في حوزة أو في مكتبة والدي لشرح هذه الكلمات التي تغمض عليَّ ، ففعلتُ ، لكن ما كدتُ أعلِّق بعض التعليقات إلا رجعت ، رجعتُ ألوم نفسي وأقبِّح صنعي ، لأنّ ظهر الآن المجلد الأول متناقض الأسلوب ، القسم الأول ليس فيه تعليق ، والقسم الثاني فيه تعليق ، فما أعجبني هذا التباين ، فألغيتُ ما فعلتُ ، واستأنفتُ الكتابة من جديد على طريقة التعليق من أول الكتاب عند اللزوم ، وهكذا انتهى المجلد الأول وبدأت في الثاني ، ويظهر الفرق واضحا جدًّا بين المجلد الأول من حيث التعليق عليه وبين المجلد الأخير وما قبله ، لأنك ترى في المجلد الأول أكثر الصفحات هي * المغني * ، وقليل من التعليقات ، بينما فيما بعد انعكس الأمر تماما ، فكنت ترى بعض الصفحات سطر واحد فوق وتحت كله حاشية ، وبخط دقيق جدا ، كان عندنا في سوريا رِيَش للكتابة ، قسم منها للخطِّ العربي ، وقسم منها للخطِّ الإفرنسي ، فيسمون هذه بالرِّيش الإفرنسية لأنها دقيقة الرأس جدًّا ، فأنا كنت أكتب في التعليق الي هو بالأحرف العربية بالريشة الفرنسية تمييزًا للحاشية عن الأصل ، فتجد الصفحة كلها ممتلئة بهذا الخطِّ الدقيق وفوق بالريشة العربية سطر أو سطرين وهكذا ، فأنا شعرت بأنني استفدت جدًّا من هذه المراجعات لسدِّ النقص الذي كنت أشعر به بسبب ابتدائي في العلم أولًا ، وبسبب عجمتي ثانياً ، فاستفدت من هذا العمل كثيرًا وكثيرًا جدًّا ، وهو موجود عندي - والحمد لله - كأثر لهذا العمل .

Webiste