قرأ علي خشان من كتاب سلمان ( فصل الأخطاء الشائعة في المصالح والمفاسد ) وتعليق الشيخ عليه .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : من الأخطاء الشائعة اليوم في موضوع المصلحة والمفسدة
" وهذه القاعدة في موضوع تعارض المصالح والمفاسد يجهلها كثير من الناس ، فيقعون في أخطاء كبيرة ، وربما لاموا غيرهم على فعل الأحسن والأكمل ، وحمدوه على فعل الأقل ؛ لضعف نظرهم ، أو لإيثارهم ما يظنونه السلامة والورع ؛ لضعف فقههم ، وإلا ؛ فالورع ليس في ترك المشتبه بالمحرم أو بالمكروه فحسب ؛ بل من الورع فعل المشتبه بالمستحب أو بالواجب أيضًا ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المتديِّنة والمتفقِّهة في زماننا ما يلي أولاً أن يدْعوهم إيثارُ السلامة في أنفسهم والخوف من الفتنة إلى اعتزال مواطن المنكرات والبعد عنها ، مع قدرتهم على غشيانها والإِنكار على أصحابها والتغيير إما باليد وإما باللسان ، وذلك خوفًا على أنفسهم من هذه المنكرات أن يصل إليهم شيء من رذاذها وغبارها ، أو يصل إلى قلوبهم شيء من ظلمتها وسوادها . والواقع أن أقوى الناس يقينًا ، وأمتنهم دينًا ، وأوسعهم علمًا ، وأشدَّهم ثباتًا ؛ إذا اشتغل بالدعوة إلى الله في أوساط المشركين وأهل الكتاب أو الفساق وأهل البدعة أو نحوهم ؛ قد لا يشعر بالرّوح والسعادة القلبية ولذاذة الإيمان التي يشعر بها غيره من المقيمين بين ظهراني أهل الخير والفقه والعبادة ، ومع ذلك ؛ فقد يكون ما يقوم به من العمل والدعوة أفضل بمراحل مما يقومون هم به ، وقد يكون له من الفضل والخير ما ليس لهؤلاء .
وتحمُّل الضرر اليسير من أجل تحصيل مصلحة أعظم أمرٌ مطلوب شرعًا وعقلاً ، وما يفقده المرء المشتغل بالنهي عن المنكر من راحة القلب وانبساطه لكثرة رؤيته للمنكرات وضيقه وتبرُّمه بها ، ثم تأثر القلب بذلك ، وضعف إشراقه ؛ يعدُّ أمرًا يسيرًا بالقياس إلى ما يقابله من المصلحة العظيمة التي هي هداية الناس ، وإقامة الحجة عليهم ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وتحمل فروض الكفاية عن الغير ، بل قد تكون هذه الأمور من فروض الأعيان عليه حسب التفصيل السابق وكذلك ما يخافه على نفسه ... "
الشيخ : لحظة هل يفهم من هذا الكلام أنه يجوز للداعية المسلم أن يحرق نفسه في سبيل أن ينقذ غيره ؟
السائل : لا ، هو لا يرى ذلك بس يأتي كلامه يفصل .
الشيخ : يأتي ؟ .
السائل : سيأتي كلام له لاحق يمكن أن ... كله .
الشيخ : نصبر لنشوف .
السائل : " وكذلك ما يخافه على نفسه من منازعتها له إلى المنكرات"
أبو مالك : هنا في الحقيقة برضو أنا أقول بأنه كان ينبغي إذا أراد أن يتكلم في هذه المسألة ويتبناها أن يفرق بين أمرين يعني هل إذا كان الداعية صحيح يستطيع أن يغير مثلاً منكرا هل له أن يدخل مكان من الأمكنة الموبوءة بالمنكرات والفواحش والتي يدور فيها أو يسعى فيها ... المنكر بقوةٍ ونشاط في سبيل أن يأمر ، وهذا طبعًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ربما يترتب عليه تحقق مصلحة يسيرة ، ربما يتحقق عليه مفسدة وهذه المفسدة قد تلحقه هو فتعيقه وتمنعه من مواصلة السعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم الصحيح في هذه الدعوة ؟
السائل : هو الآن يتكلم حول موضوع طرق التغيير
أبو مالك : كان ينبغي أن يفرق بين أمر وأمر ، يعني مثلاً الأمر المتفق معاه
السائل : يجب إكمال الفصل في موضوع الأخطاء و بعد ذلك ننظر ما الذي قدم وأخر ما الذي قصر فيه ؟ حتى نستطيع أن نستكمل البحث حوله أما في هذه الجملة ما نستطيع أن نحكم عليه منها .
أبو مالك : ماشي ماشي .
السائل : يقول: " وكذلك ما يخافه على نفسه من منازعتها له إلى المنكرات ودعوته إليها ، مع ما يقابل ذلك من الإيمان والخوف من الله . أما مَن يرى في نفسه ميلاً صريحًا إلى هذه المنكَرات -وخاصة المنكرات المتعلِّقة بالشهوات ؛ كالسفور ، والتبرُّج ، والاختلاط ... ونحوها - ، ويجد من نفسه الهمَّ القويَّ بذلك ؛ فهذا حريٌّ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه منها وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة تكون أيضًا بالقيام على أهل المنكرات ومضايقتهم وردعهم . فالواجب على طلبة العلم والدُّعاة والمتفقِّهين القيام بالأمر بالمعروف والنهي على المنكر على كل صعيد ... "
الشيخ : ... هذه العبارة ألا تعني تأكيد ما فهمته آنفا أنه لا بأس أن الإنسان يحرق نفسه في سبيل إنقاذ غيره ؟ .
السائل : لا ، الوقوع في المنكر .
الشيخ : خيلنا نعم. أعد علينا خلينا نقف عند كل الجملة ، أهل الورع الذين حكى عنهم شو قال ؟
السائل : قال وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم .
الشيخ : كثيرًا شو اللي نصبها؟
السائل : تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة .
الشيخ : قف عندك هذا نقد ولا ليس نقدًا ؟
السائل : نقد .
الشيخ : إذًا يلقون بأنفسهم بسبب قيامهم بذلك الواجب ؟
السائل : هو قال الذي يغلب على نفسه خوفًا بحيث أنه .
الشيخ : ... تكلم عن هؤلاء " وينسون " ، فهو لا يريد أن يكون أمثال هؤلاء
السائل : إنه الآن في أمور في أشياء متوهمة في أشياء غلبة ظن ، فالذي يكون غلبة ظن هذا عليه أن يبتعد ، أما في أشياء أحيانًا تكون وهم .
الشيخ : هو عن أي قسم يتكلم ؟ .
السائل : عن أهل الواقع .
الشيخ : أنت تقول فيه قسمين عن أي قسم يتكلم هنا ؟ .
السائل : على كل حال أهل الورع أيضًا قسمان ، قسمٌ منه يكون فيه ضعف وقسم منهم لا يكون فيه ... .
الشيخ : السؤال بارك الله فيك أي قسم هو يعني ؟ يا حبيبي جاوب أنت بس فكر في السؤال و أجب عنه ، هل يعني قسمًا من القسمين ؟ أنت .
السائل : يعني كثيرًا من أهل الورع ممن فيهم قوة هم ينسون أمر .
الشيخ : أين هذا الكلام أن فيهم القوة ؟ .
السائل : تكلم الأول عن الفئة الأولى ، أما من يرى في نفسه ميلاً صريحًا إلى هذه المنكرات .
الشيخ : يرى في نفسه ميلاً صريحًا هذا معنى فيه قوة ؟ .
السائل : لا ضعفًا ، هذا قليل ... ما يكون ...
الشيخ : يا أخي طول بالك هذا فيه قوه ولا فيه ضعف ماذا يقول في حقه ؟ .
السائل : في حقه هذا حريٌ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه ، هذا الذي هو من النوع الضعيف قال له يبعد. ليس له مجال فهذا حريٌ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه منها ، وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا وكثيرًا ممن يغلب عليهم الصلاح والورع يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة تكون أيضًا للقيام على أهل المنكرات ومضايقتهم .
الشيخ : ... ويؤثرون سلامة أنفسهم ... من هؤلاء ؟
السائل : هذا من فحوى كلامه كله ، لأن به بعض كلام آخر أنا قرأت قبل ففهمت المضمون كله .
الشيخ : طيب ما هو الكلام الآخر ؟ .
السائل : الواجب على طلبة العلم والدعاة والمتفقين القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل صعيد والإنكار على أصحاب الانحرافات .
الشيخ : على كل صعيد يرد عليه ما قاله الأستاذ أو لا ؟ .
السائل : يأتي كلام بعد ذلك يفصل فيه . فالواجب على طلبة العلم والدُّعاة والمتفقِّهين القيام بالأمر بالمعروف والنهي على المنكر على كل صعيد والإنكار على أصحاب الانحرافات الخلقية وأصحاب الانحرافات الفكريَّة ؛ بحيث يؤدِّي كل امرئ ما يقدر عليه ، ويناسب حاله وحال من ينكر عليه . فلا بد من إقامة الحجة على هؤلاء وأولئك ، وعلى غيرهم من أهل المنكرات مِن العِلْية أو من غيرهم ؛ دفعًا للغربة عن الشريعة التي جاءت بإقامة المعروف والأمر به ، ورد المنكر والنهي عنه ولا يمكن التباعد المطلق عن المنحرفين من حملة الأفكار الإلحادية والعلمانية ، ومن أصحاب البدع والانحرافات العقدية ، ومن أصحاب المفاسد الخلقية ؛ بحجة الخوف من التأثُّر بهم ؛ بل على مَن يجد في نفسه شيئًا من الكفاءة العلمية والشخصيَّة في ذلك أن يقوم بواجب الأمر والنهي والبلاغ وإقامة الحجة .
فحوى هذا يعني يجد يذهب في نفسه شيئًا من الكفاءة وكذلك هنا قال بحيث يؤدي كل امرئٍ ما يقدر عليه ويناسب حاله وحال من ينكر عليه ، يعني على قدر الطاقة ثانيًا ومن الأخطاء أيضًا ما يوجد في جماهير طلاب العلم .
أبو مالك : ... إذا كان هذه من الأمثلة الحقيقة يعني تدري هذا مثل عايم ما تدري أين تضعه في الكلام الأول السابق .
الشيخ : لا ، لعله يكون الجواب لسى ما انتهى الكلام .
السائل : فيه فصل كامل يعالج مسألة التغيير والدخول إلى الخمارات وغيرها وتكسيرها وأن هذا لا يجوز ... يقول ومن الأخطاء أيضًا ما يوجد في جماهير طلاب العلم والدعاة في هذا العصر من العزوف عن تولِّي الأعمال التي فيها مصلحة عامَّة ، والعزوف عن التصدُّر للتدريس أو التوجيه أو القيادة ؛ زهدًا في السمعة والجاه ، وكراهية للشهرة ، وإيثارًا للخمول والاستخفاء والبعد عن الأضواء . وربما تعلَّق بعضهم بما يُؤثَر عن بعض السلف من عبارات في هذا المعنى ، تدلُّ على كـراهيتهم للتصدُّر ، وتبرُّمهـم من تعظيم الناس لهم ، ومقتهم لأنفسهم ، وربما احتجَّ بقول أيوب السختياني: " ذُكِرْتُ وما أحب أن أُذْكَر " ، وقول الثوري: "وإذا رأيت الرجل قد ذُكِر في بلدة بالقراءة والنسك ، وعلا فيها بالاسم ، واضطرب به الصوت ، فلم يخرج منها ؛ فلا تَرْجُ خيره " ، وبقول بعضهم: " لست أهلاً لهذا ، هذا يقوم به غيري ممَّن آتاهم الله القدرة ، ومن الظلم للناس أن أقوم بهذا الأمر " … إلى غير ذلك من التعليلات العليلة والأعذار التي لو حاسب المتذرِّع بها نفسه حسابًا حقيقيًّا صريحًا صادقًا ؛ لأدركَ أنها لا تستقيم ولا تصح ، ولكان هو أول الناقدين لها .
الشيخ : هذا الكلام له تتمة يا شيخ علي ؟ .
أبو مالك : ... والله هذا كلام خطير يا أخي علي ، وهذا يكفي أن ... الكتاب كله ...
السائل : " والواقع أن أكثر الناس زهدًا في هذه الأمور هم أكثر الناس كفاءة وصلاحية لها في الجملة ، على ما فيهم من نقص وقصور .
وإن تخلِّي المخلصين الزاهدين في الشهرة والجاه عن هذه الميادين جعلها مرتعًا خصبًا لكل من لا يصلح لها من حملة المذاهب الأرضية ، ومن المتظاهرين بالخير وهم على نقيضه ، ومن شيوخ البدع والتصوُّف ، ومن طلاب الشهرة الحريصين على كسب احترام الناس ومديحهم وثنائهم ومن نتائج هذا أن يصبح الذين يمثِّلون الدين في المجتمعات الإسلامية من هذه النوعيات المنحرفة ، وأن يصبح أهل العلم والسنة والصلاح ؛ بعيدين عن هذه الميادين ؛ منـزوين في دورهم ومجالسهم ؛ لا يكاد يسمع بهم أحد . وقد يروق لهم هذا الحال ، ويتعلَّلون بأنهم في غربة ، وأن هذه ضريبة الغربة ! وكونهم في غربة أمر واقع ، ولكن ما هكذا شأن الغرباء ، ولا هذه صفاتهم . فالغريب الموفَّق الحريص على الانضواء تحت لواء الطائفة المنصورة القائمة بأمر الله شأنه الجهاد في كل الميادين ، والصدع بالحق ، والعمل على دفع هذه الغربة عن الدين وشرائعه وأهله المتمسكين به ، وليس شأنه أن يؤثر السلامة فيشارك في إحكام طوق الغربة حول نفسه ، وإن لم يشعر ، وله قدوة بالغرباء الأولين ، الذين بدأ الدين على أيديهم ، حيث لم يزدهم الشعور بالغربة ؛ إلا ثباتًا على الحق ، وتحمُّسًا له ، وصبرًا عليه ، وجهادًا فيه ، حتى حقَّق الله على أيديهم نصر هذا الدين أتم نصر وأكمله ، ودفع الله بهم عنه الغربة ، ولم يمنعهم حبُّهم للخمول ، وكراهيتهم للشهرة ، من القيام بالدعوة والجهاد والتوجيه ، ولو ترتَّب على ذلك أن يشتـهروا ويعرفوا على كُرْهٍ منهم ، وعلى هذا يُحمل كلام السلف . أما أن نقعد وننكَفَّ عن مواطن : البيان والبلاغ ، والأمر والنهي ، والتوجيه والدعوة ، ثم نزعم أن هذه هي الغربة ؛ فهذا من سوء الرأي وضعف التدبير . إن التعلُّل بالعجز والضعف وقصور الآلة وقلة الكفاءة ليست مسوِّغات حقيقية لترك ميدان الدعوة والتوجيه واعتزاله ؛ لأن من هؤلاء المعتزلين المعتذرين بالضعف والقصور مَن ينتقدون كثيرًا من القائمين على هذه المجالات ، ويُزْرون بهم ، وينتقصونهم ، وهذا دليلٌ على أنهم لم يتركوا الميدان لمَن هو أكفأ منهم ، وأقدر ، وأعلم ، وأنزه قصدًا ، وأقوم مسلكًا ؛ بل لمن هو أقل ، وأضعف ، وأجهل ؛ باعترافهم هم . وكثيرًا ما تلتبس المثبطات الشيطانية المغرية بالراحة والقعود بالرغبة في معالجة الأعمال المريحة الهادئة ؛ كالقراءة ، والبحث ، والعبادة ونحوها ، وتلتبس هذه وتلك باحتقار النفس وهضمها وازدرائها ، حتى لتبدو هذه الأمور لصاحبها نوعًا من الزهد السلفي الصحيح ، وما هي منه في شيء .
بل المتَّبِع الحريص على خير نفسه وخير المسلمين ، الحريص على دفع الغربة عن نفسه وعنهم ، هو من يبذل ما عنده من العلم والفهم والفقه -ولو قلَّ- دون أن يدَّعي ما ليس له ، وهو مَن يزاحم أهل الضلالة والبدعة في قيادة المجتمعات الإِسلامية وتوجيهها ، ويستفيد من الفرص المواتية في ذلك ، مع حرصه الشديد على سلامة نفسه من التعلُّق بالدُنيا والجاه والمكانة عند الناس وجهاده لها في ذلك "
سائل آخر : يا شيخنا مجرد ملاحظة ألا ترون أن هذا الكلام هو نفسه لكن بصورة أخرى تلك الحجة التي يستدل بها الإخوان المسلمون وغيرهم لخوض غمار البرلمانات والديمقراطيات ونحو ذلك ؟ .
الشيخ : هو بلا شك يا أخي أخونا علي هون طويل بال أكثر منا بيقول : لسه ما تم الكلام فعلينا أن ننظر إلى آخر المقال .
السائل : ... .
الشيخ : يا أخي بس هو قارئ الموضوع من قبل .
السائل : قرأته من قبل يا شيخنا .
الشيخ : قرأته ؟ فخلينا نأخذ رأيه , انتهى الموضوع أم ليس بعد ؟
سائل آخر : أن الكلام ... .
السائل : لا هو في كلام ... يعني ما أقول كلامه يعني كله صحيح وأنه ليس لي عليه نقد لكن أقول نكمل كلامه نكمل الفقرة وبعد ذلك يكون الكلام .
الشيخ : ... بارك الله فيك كلما وقفنا عند جملة تقول يأتي بيانها فيما بعد .
السائل : ... .
الشيخ : ... وهذه ... إن هذا ... هو نفسه يتكرر فإلى متى يعني ... ؟ .
السائل : ... مشكلة ... وكلامه يعني سبحان الله ... .
أبو مالك : ... سؤال واحد الأخ جزاه الله خير قال : وعلى هذا يحمل كلام السلف ، طيب شيء طيب هذا نحن بدنا نحمله على هذا الذي حمله عليه ولكن أي سلفٍ هؤلاء ؟ من هم
السائل : ذكرهم أيوب السختياني ... .
أبو مالك : هو ذكر كلام ... ولكن كيف يحمل على هذا الذي أراده أولًا ؟ . ثم ثانيا نحن قلنا : بأنه السلف كما يقولوا ... فترى هل ... السلف بهذا الأمر ولا قد ... جميعًا فهمًا واحدًا لا يختلفون ... ؟ ثانيًا يا ترى عندما كان السلف سواءٌ كان السلف الذي يعنيهم في صدر النبوة أو بعد صدر الرسالة ، حتى كان ... أو بعد صدر الرسالة عندما كان الإسلام بدأ يتضعضع يقوى مرةً ويضعف تارةً إلى آخره ، فيا ترى هل يستطيع أن يذكر أمثلة من واقع التاريخ على هذه الفترات الزمنية أو على هذه القرون وما كان منها في الصدر الأول أو كان قليلا أو وسطا يستطيع أن يضرب مثلاً أو أمثلةً على ما ... السلف على نحو ما ... ؟ لذلك في الحقيقة هذا الكلام خطير جدًا وغفر الله لأخينا وجزاه الخير على ما أحسن إن أحسنت نيته ولا أحسبها إلا حسنة إن شاء الله .
السائل : على كل حال أنا لا أفهم منه ما ذكره أخونا الشيخ علي من أنه يريد بذلك البرلمانات ... لا أفهم هذا ، ولكن أفهم منه أن كل مؤمن عليه أن يقوم بالواجب من قبل النهي عنها ، وإلا ... .
" وهذه القاعدة في موضوع تعارض المصالح والمفاسد يجهلها كثير من الناس ، فيقعون في أخطاء كبيرة ، وربما لاموا غيرهم على فعل الأحسن والأكمل ، وحمدوه على فعل الأقل ؛ لضعف نظرهم ، أو لإيثارهم ما يظنونه السلامة والورع ؛ لضعف فقههم ، وإلا ؛ فالورع ليس في ترك المشتبه بالمحرم أو بالمكروه فحسب ؛ بل من الورع فعل المشتبه بالمستحب أو بالواجب أيضًا ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المتديِّنة والمتفقِّهة في زماننا ما يلي أولاً أن يدْعوهم إيثارُ السلامة في أنفسهم والخوف من الفتنة إلى اعتزال مواطن المنكرات والبعد عنها ، مع قدرتهم على غشيانها والإِنكار على أصحابها والتغيير إما باليد وإما باللسان ، وذلك خوفًا على أنفسهم من هذه المنكرات أن يصل إليهم شيء من رذاذها وغبارها ، أو يصل إلى قلوبهم شيء من ظلمتها وسوادها . والواقع أن أقوى الناس يقينًا ، وأمتنهم دينًا ، وأوسعهم علمًا ، وأشدَّهم ثباتًا ؛ إذا اشتغل بالدعوة إلى الله في أوساط المشركين وأهل الكتاب أو الفساق وأهل البدعة أو نحوهم ؛ قد لا يشعر بالرّوح والسعادة القلبية ولذاذة الإيمان التي يشعر بها غيره من المقيمين بين ظهراني أهل الخير والفقه والعبادة ، ومع ذلك ؛ فقد يكون ما يقوم به من العمل والدعوة أفضل بمراحل مما يقومون هم به ، وقد يكون له من الفضل والخير ما ليس لهؤلاء .
وتحمُّل الضرر اليسير من أجل تحصيل مصلحة أعظم أمرٌ مطلوب شرعًا وعقلاً ، وما يفقده المرء المشتغل بالنهي عن المنكر من راحة القلب وانبساطه لكثرة رؤيته للمنكرات وضيقه وتبرُّمه بها ، ثم تأثر القلب بذلك ، وضعف إشراقه ؛ يعدُّ أمرًا يسيرًا بالقياس إلى ما يقابله من المصلحة العظيمة التي هي هداية الناس ، وإقامة الحجة عليهم ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وتحمل فروض الكفاية عن الغير ، بل قد تكون هذه الأمور من فروض الأعيان عليه حسب التفصيل السابق وكذلك ما يخافه على نفسه ... "
الشيخ : لحظة هل يفهم من هذا الكلام أنه يجوز للداعية المسلم أن يحرق نفسه في سبيل أن ينقذ غيره ؟
السائل : لا ، هو لا يرى ذلك بس يأتي كلامه يفصل .
الشيخ : يأتي ؟ .
السائل : سيأتي كلام له لاحق يمكن أن ... كله .
الشيخ : نصبر لنشوف .
السائل : " وكذلك ما يخافه على نفسه من منازعتها له إلى المنكرات"
أبو مالك : هنا في الحقيقة برضو أنا أقول بأنه كان ينبغي إذا أراد أن يتكلم في هذه المسألة ويتبناها أن يفرق بين أمرين يعني هل إذا كان الداعية صحيح يستطيع أن يغير مثلاً منكرا هل له أن يدخل مكان من الأمكنة الموبوءة بالمنكرات والفواحش والتي يدور فيها أو يسعى فيها ... المنكر بقوةٍ ونشاط في سبيل أن يأمر ، وهذا طبعًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ربما يترتب عليه تحقق مصلحة يسيرة ، ربما يتحقق عليه مفسدة وهذه المفسدة قد تلحقه هو فتعيقه وتمنعه من مواصلة السعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم الصحيح في هذه الدعوة ؟
السائل : هو الآن يتكلم حول موضوع طرق التغيير
أبو مالك : كان ينبغي أن يفرق بين أمر وأمر ، يعني مثلاً الأمر المتفق معاه
السائل : يجب إكمال الفصل في موضوع الأخطاء و بعد ذلك ننظر ما الذي قدم وأخر ما الذي قصر فيه ؟ حتى نستطيع أن نستكمل البحث حوله أما في هذه الجملة ما نستطيع أن نحكم عليه منها .
أبو مالك : ماشي ماشي .
السائل : يقول: " وكذلك ما يخافه على نفسه من منازعتها له إلى المنكرات ودعوته إليها ، مع ما يقابل ذلك من الإيمان والخوف من الله . أما مَن يرى في نفسه ميلاً صريحًا إلى هذه المنكَرات -وخاصة المنكرات المتعلِّقة بالشهوات ؛ كالسفور ، والتبرُّج ، والاختلاط ... ونحوها - ، ويجد من نفسه الهمَّ القويَّ بذلك ؛ فهذا حريٌّ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه منها وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة تكون أيضًا بالقيام على أهل المنكرات ومضايقتهم وردعهم . فالواجب على طلبة العلم والدُّعاة والمتفقِّهين القيام بالأمر بالمعروف والنهي على المنكر على كل صعيد ... "
الشيخ : ... هذه العبارة ألا تعني تأكيد ما فهمته آنفا أنه لا بأس أن الإنسان يحرق نفسه في سبيل إنقاذ غيره ؟ .
السائل : لا ، الوقوع في المنكر .
الشيخ : خيلنا نعم. أعد علينا خلينا نقف عند كل الجملة ، أهل الورع الذين حكى عنهم شو قال ؟
السائل : قال وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم .
الشيخ : كثيرًا شو اللي نصبها؟
السائل : تفاوتًا كبيرًا ، وكثيرٌ ممَّن يغْلِب عليهم الصلاح والورع ؛ يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة .
الشيخ : قف عندك هذا نقد ولا ليس نقدًا ؟
السائل : نقد .
الشيخ : إذًا يلقون بأنفسهم بسبب قيامهم بذلك الواجب ؟
السائل : هو قال الذي يغلب على نفسه خوفًا بحيث أنه .
الشيخ : ... تكلم عن هؤلاء " وينسون " ، فهو لا يريد أن يكون أمثال هؤلاء
السائل : إنه الآن في أمور في أشياء متوهمة في أشياء غلبة ظن ، فالذي يكون غلبة ظن هذا عليه أن يبتعد ، أما في أشياء أحيانًا تكون وهم .
الشيخ : هو عن أي قسم يتكلم ؟ .
السائل : عن أهل الواقع .
الشيخ : أنت تقول فيه قسمين عن أي قسم يتكلم هنا ؟ .
السائل : على كل حال أهل الورع أيضًا قسمان ، قسمٌ منه يكون فيه ضعف وقسم منهم لا يكون فيه ... .
الشيخ : السؤال بارك الله فيك أي قسم هو يعني ؟ يا حبيبي جاوب أنت بس فكر في السؤال و أجب عنه ، هل يعني قسمًا من القسمين ؟ أنت .
السائل : يعني كثيرًا من أهل الورع ممن فيهم قوة هم ينسون أمر .
الشيخ : أين هذا الكلام أن فيهم القوة ؟ .
السائل : تكلم الأول عن الفئة الأولى ، أما من يرى في نفسه ميلاً صريحًا إلى هذه المنكرات .
الشيخ : يرى في نفسه ميلاً صريحًا هذا معنى فيه قوة ؟ .
السائل : لا ضعفًا ، هذا قليل ... ما يكون ...
الشيخ : يا أخي طول بالك هذا فيه قوه ولا فيه ضعف ماذا يقول في حقه ؟ .
السائل : في حقه هذا حريٌ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه ، هذا الذي هو من النوع الضعيف قال له يبعد. ليس له مجال فهذا حريٌ به البعد عنها طلبًا لنجاة نفسه منها ، وهذا الباب يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا وكثيرًا ممن يغلب عليهم الصلاح والورع يؤثرون سلامة أنفسهم ، وينسون أن السلامة تكون أيضًا للقيام على أهل المنكرات ومضايقتهم .
الشيخ : ... ويؤثرون سلامة أنفسهم ... من هؤلاء ؟
السائل : هذا من فحوى كلامه كله ، لأن به بعض كلام آخر أنا قرأت قبل ففهمت المضمون كله .
الشيخ : طيب ما هو الكلام الآخر ؟ .
السائل : الواجب على طلبة العلم والدعاة والمتفقين القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل صعيد والإنكار على أصحاب الانحرافات .
الشيخ : على كل صعيد يرد عليه ما قاله الأستاذ أو لا ؟ .
السائل : يأتي كلام بعد ذلك يفصل فيه . فالواجب على طلبة العلم والدُّعاة والمتفقِّهين القيام بالأمر بالمعروف والنهي على المنكر على كل صعيد والإنكار على أصحاب الانحرافات الخلقية وأصحاب الانحرافات الفكريَّة ؛ بحيث يؤدِّي كل امرئ ما يقدر عليه ، ويناسب حاله وحال من ينكر عليه . فلا بد من إقامة الحجة على هؤلاء وأولئك ، وعلى غيرهم من أهل المنكرات مِن العِلْية أو من غيرهم ؛ دفعًا للغربة عن الشريعة التي جاءت بإقامة المعروف والأمر به ، ورد المنكر والنهي عنه ولا يمكن التباعد المطلق عن المنحرفين من حملة الأفكار الإلحادية والعلمانية ، ومن أصحاب البدع والانحرافات العقدية ، ومن أصحاب المفاسد الخلقية ؛ بحجة الخوف من التأثُّر بهم ؛ بل على مَن يجد في نفسه شيئًا من الكفاءة العلمية والشخصيَّة في ذلك أن يقوم بواجب الأمر والنهي والبلاغ وإقامة الحجة .
فحوى هذا يعني يجد يذهب في نفسه شيئًا من الكفاءة وكذلك هنا قال بحيث يؤدي كل امرئٍ ما يقدر عليه ويناسب حاله وحال من ينكر عليه ، يعني على قدر الطاقة ثانيًا ومن الأخطاء أيضًا ما يوجد في جماهير طلاب العلم .
أبو مالك : ... إذا كان هذه من الأمثلة الحقيقة يعني تدري هذا مثل عايم ما تدري أين تضعه في الكلام الأول السابق .
الشيخ : لا ، لعله يكون الجواب لسى ما انتهى الكلام .
السائل : فيه فصل كامل يعالج مسألة التغيير والدخول إلى الخمارات وغيرها وتكسيرها وأن هذا لا يجوز ... يقول ومن الأخطاء أيضًا ما يوجد في جماهير طلاب العلم والدعاة في هذا العصر من العزوف عن تولِّي الأعمال التي فيها مصلحة عامَّة ، والعزوف عن التصدُّر للتدريس أو التوجيه أو القيادة ؛ زهدًا في السمعة والجاه ، وكراهية للشهرة ، وإيثارًا للخمول والاستخفاء والبعد عن الأضواء . وربما تعلَّق بعضهم بما يُؤثَر عن بعض السلف من عبارات في هذا المعنى ، تدلُّ على كـراهيتهم للتصدُّر ، وتبرُّمهـم من تعظيم الناس لهم ، ومقتهم لأنفسهم ، وربما احتجَّ بقول أيوب السختياني: " ذُكِرْتُ وما أحب أن أُذْكَر " ، وقول الثوري: "وإذا رأيت الرجل قد ذُكِر في بلدة بالقراءة والنسك ، وعلا فيها بالاسم ، واضطرب به الصوت ، فلم يخرج منها ؛ فلا تَرْجُ خيره " ، وبقول بعضهم: " لست أهلاً لهذا ، هذا يقوم به غيري ممَّن آتاهم الله القدرة ، ومن الظلم للناس أن أقوم بهذا الأمر " … إلى غير ذلك من التعليلات العليلة والأعذار التي لو حاسب المتذرِّع بها نفسه حسابًا حقيقيًّا صريحًا صادقًا ؛ لأدركَ أنها لا تستقيم ولا تصح ، ولكان هو أول الناقدين لها .
الشيخ : هذا الكلام له تتمة يا شيخ علي ؟ .
أبو مالك : ... والله هذا كلام خطير يا أخي علي ، وهذا يكفي أن ... الكتاب كله ...
السائل : " والواقع أن أكثر الناس زهدًا في هذه الأمور هم أكثر الناس كفاءة وصلاحية لها في الجملة ، على ما فيهم من نقص وقصور .
وإن تخلِّي المخلصين الزاهدين في الشهرة والجاه عن هذه الميادين جعلها مرتعًا خصبًا لكل من لا يصلح لها من حملة المذاهب الأرضية ، ومن المتظاهرين بالخير وهم على نقيضه ، ومن شيوخ البدع والتصوُّف ، ومن طلاب الشهرة الحريصين على كسب احترام الناس ومديحهم وثنائهم ومن نتائج هذا أن يصبح الذين يمثِّلون الدين في المجتمعات الإسلامية من هذه النوعيات المنحرفة ، وأن يصبح أهل العلم والسنة والصلاح ؛ بعيدين عن هذه الميادين ؛ منـزوين في دورهم ومجالسهم ؛ لا يكاد يسمع بهم أحد . وقد يروق لهم هذا الحال ، ويتعلَّلون بأنهم في غربة ، وأن هذه ضريبة الغربة ! وكونهم في غربة أمر واقع ، ولكن ما هكذا شأن الغرباء ، ولا هذه صفاتهم . فالغريب الموفَّق الحريص على الانضواء تحت لواء الطائفة المنصورة القائمة بأمر الله شأنه الجهاد في كل الميادين ، والصدع بالحق ، والعمل على دفع هذه الغربة عن الدين وشرائعه وأهله المتمسكين به ، وليس شأنه أن يؤثر السلامة فيشارك في إحكام طوق الغربة حول نفسه ، وإن لم يشعر ، وله قدوة بالغرباء الأولين ، الذين بدأ الدين على أيديهم ، حيث لم يزدهم الشعور بالغربة ؛ إلا ثباتًا على الحق ، وتحمُّسًا له ، وصبرًا عليه ، وجهادًا فيه ، حتى حقَّق الله على أيديهم نصر هذا الدين أتم نصر وأكمله ، ودفع الله بهم عنه الغربة ، ولم يمنعهم حبُّهم للخمول ، وكراهيتهم للشهرة ، من القيام بالدعوة والجهاد والتوجيه ، ولو ترتَّب على ذلك أن يشتـهروا ويعرفوا على كُرْهٍ منهم ، وعلى هذا يُحمل كلام السلف . أما أن نقعد وننكَفَّ عن مواطن : البيان والبلاغ ، والأمر والنهي ، والتوجيه والدعوة ، ثم نزعم أن هذه هي الغربة ؛ فهذا من سوء الرأي وضعف التدبير . إن التعلُّل بالعجز والضعف وقصور الآلة وقلة الكفاءة ليست مسوِّغات حقيقية لترك ميدان الدعوة والتوجيه واعتزاله ؛ لأن من هؤلاء المعتزلين المعتذرين بالضعف والقصور مَن ينتقدون كثيرًا من القائمين على هذه المجالات ، ويُزْرون بهم ، وينتقصونهم ، وهذا دليلٌ على أنهم لم يتركوا الميدان لمَن هو أكفأ منهم ، وأقدر ، وأعلم ، وأنزه قصدًا ، وأقوم مسلكًا ؛ بل لمن هو أقل ، وأضعف ، وأجهل ؛ باعترافهم هم . وكثيرًا ما تلتبس المثبطات الشيطانية المغرية بالراحة والقعود بالرغبة في معالجة الأعمال المريحة الهادئة ؛ كالقراءة ، والبحث ، والعبادة ونحوها ، وتلتبس هذه وتلك باحتقار النفس وهضمها وازدرائها ، حتى لتبدو هذه الأمور لصاحبها نوعًا من الزهد السلفي الصحيح ، وما هي منه في شيء .
بل المتَّبِع الحريص على خير نفسه وخير المسلمين ، الحريص على دفع الغربة عن نفسه وعنهم ، هو من يبذل ما عنده من العلم والفهم والفقه -ولو قلَّ- دون أن يدَّعي ما ليس له ، وهو مَن يزاحم أهل الضلالة والبدعة في قيادة المجتمعات الإِسلامية وتوجيهها ، ويستفيد من الفرص المواتية في ذلك ، مع حرصه الشديد على سلامة نفسه من التعلُّق بالدُنيا والجاه والمكانة عند الناس وجهاده لها في ذلك "
سائل آخر : يا شيخنا مجرد ملاحظة ألا ترون أن هذا الكلام هو نفسه لكن بصورة أخرى تلك الحجة التي يستدل بها الإخوان المسلمون وغيرهم لخوض غمار البرلمانات والديمقراطيات ونحو ذلك ؟ .
الشيخ : هو بلا شك يا أخي أخونا علي هون طويل بال أكثر منا بيقول : لسه ما تم الكلام فعلينا أن ننظر إلى آخر المقال .
السائل : ... .
الشيخ : يا أخي بس هو قارئ الموضوع من قبل .
السائل : قرأته من قبل يا شيخنا .
الشيخ : قرأته ؟ فخلينا نأخذ رأيه , انتهى الموضوع أم ليس بعد ؟
سائل آخر : أن الكلام ... .
السائل : لا هو في كلام ... يعني ما أقول كلامه يعني كله صحيح وأنه ليس لي عليه نقد لكن أقول نكمل كلامه نكمل الفقرة وبعد ذلك يكون الكلام .
الشيخ : ... بارك الله فيك كلما وقفنا عند جملة تقول يأتي بيانها فيما بعد .
السائل : ... .
الشيخ : ... وهذه ... إن هذا ... هو نفسه يتكرر فإلى متى يعني ... ؟ .
السائل : ... مشكلة ... وكلامه يعني سبحان الله ... .
أبو مالك : ... سؤال واحد الأخ جزاه الله خير قال : وعلى هذا يحمل كلام السلف ، طيب شيء طيب هذا نحن بدنا نحمله على هذا الذي حمله عليه ولكن أي سلفٍ هؤلاء ؟ من هم
السائل : ذكرهم أيوب السختياني ... .
أبو مالك : هو ذكر كلام ... ولكن كيف يحمل على هذا الذي أراده أولًا ؟ . ثم ثانيا نحن قلنا : بأنه السلف كما يقولوا ... فترى هل ... السلف بهذا الأمر ولا قد ... جميعًا فهمًا واحدًا لا يختلفون ... ؟ ثانيًا يا ترى عندما كان السلف سواءٌ كان السلف الذي يعنيهم في صدر النبوة أو بعد صدر الرسالة ، حتى كان ... أو بعد صدر الرسالة عندما كان الإسلام بدأ يتضعضع يقوى مرةً ويضعف تارةً إلى آخره ، فيا ترى هل يستطيع أن يذكر أمثلة من واقع التاريخ على هذه الفترات الزمنية أو على هذه القرون وما كان منها في الصدر الأول أو كان قليلا أو وسطا يستطيع أن يضرب مثلاً أو أمثلةً على ما ... السلف على نحو ما ... ؟ لذلك في الحقيقة هذا الكلام خطير جدًا وغفر الله لأخينا وجزاه الخير على ما أحسن إن أحسنت نيته ولا أحسبها إلا حسنة إن شاء الله .
السائل : على كل حال أنا لا أفهم منه ما ذكره أخونا الشيخ علي من أنه يريد بذلك البرلمانات ... لا أفهم هذا ، ولكن أفهم منه أن كل مؤمن عليه أن يقوم بالواجب من قبل النهي عنها ، وإلا ... .
الفتاوى المشابهة
- تنبيهات مهمَّة جدًّا من للشَّيخ " ناصر العمر "... - الالباني
- مناقشة كلام سلمان العودة في وجوب تولي الدعاة و... - الالباني
- قراءة في كتاب لسلمان العودة في "فصل تعارض المص... - الالباني
- هل صحيح أنه يجوز الوقوع في بعض المفاسد لأجل بع... - الالباني
- مراعاة المصالح والمفاسد في الأمر بالمعروف وا... - ابن عثيمين
- تكلم الشيخ على التعليق على المصالح ومن بينها ا... - الالباني
- قرأ علي خشان كلاماً يتعلَّق بالإمارة وطلبها .ث... - الالباني
- تعليق الشيخ على قول من يقول إن الداعية إلى الل... - الالباني
- ثم قرأ من هذا الكتاب فصلا من (تعارض المصالح و... - الالباني
- قرأعلي خشان من كتاب سلمان ( فصل الأخطاء الشائع... - الالباني
- قرأ علي خشان من كتاب سلمان ( فصل الأخطاء الشائ... - الالباني