السائل : يا شيخ ، بيسأل بعض الإخوة يقول : يعني كيف ، هل هناك كتب توضِّح لنا سيرة الصحابة والسلف ؛ بحيث يعني نستطيع أن نفهم إذا قضية مختلف فيها ؛ كيف نتوصل إلى أن هذه من رأي السلف وهذه ليس من رأي السلف ، ما هو الطريق لِـ يعني الوصول إلى العلم بهذه القضية ؟

الشيخ : الجواب عن هذا السؤال بالإيجاب ، ولكن العمل والطريق لمعرفة ما كان عليه السلف الصالح ليس بالأمر السهل الذي يستطيعه كلُّ طالب علم ، بل إنما يستطيع ذلك من كان متمكِّنًا من أهل العلم ، فهناك كتب أُلِّفت خصِّيصًا لبيان أقوال الصحابة ، وهي التي تسمَّى بكتب الآثار ، وهناك كتب أخرى تجمع بين أقوال الرسول - عليه السلام - المرويَّة عنه وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى عهد المؤلِّف ، في كل باب من أبواب الشريعة الإسلامية ، من أشهر هذه الكتب هي التي تسمَّى بالمصنَّفات ، وقد طبعت في العصر الحاضر " المصنف الكبير " لعبد الرزاق ابن همام اليماني بعشر مجلدات ، ففيه في كلِّ باب ذكر أقوال الصحابة ، كذلك مثلًا " المصنف " لابن أبي شيبة ، وهو كان طبع منه قديمًا خمس مجلدات ، والآن أُعيدت طباعته فصدر منه - فيما بلغني اليوم - نحو إحدى عشر مجلد أو اثني عشر مجلد ، وأنا اطَّلعت على عشرة منها ، وهذا المصنف وذاك من فوائدهما أنهما يرويان عن الصحابة ومن بعدهم أقوالهم في كل مسألة ، كذلك مثلًا كتاب " الآثار " للإمام محمد بن حسن الشيباني ، محمد بن الحسن الشيباني من تلامذة الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - المشهورين ، يروي في كتابه - أيضًا - أقوال السلف في بعض الأبواب ؛ لأنُّو هذا جزء ما هو بالكبير ، بينما المصنَّفان المذكوران في مجلدات كبيرة ضخمة ، كذلك من هذا القبيل كتاب " الآثار " للإمام أبي يوسف ، وهو صاحب محمد بن الحسن ، وتلميذ الإمام أبي حنيفة - أيضًا - ، وهناك كتب لكن مع الأسف هذه الآثار ليست مجموعة في كتاب ؛ حتى يتيسَّر لعامة طلاب العلم أن يصلوا إليها ، وأن يتعرَّفوا عليها ، وأن يهتدوا بها على النمط الذي أشرنا إليه آنفًا .