كيف الجمع بين حديث : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ، وحديث : ( يطوي الله السَّموات بيمينه ، والأرضين بشماله ) ، والحديثان في " صحيح مسلم " ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : أولًا - يا شيخ - : بارك الله في علمك وفي عمرك .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : وجزاك الله خيرًا ، ثانيًا : سؤالي حديث عقدي ؛ وهو ما جاء في " صحيح مسلم " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كلتا يدي ربي يمين ، وفي نفس " صحيح مسلم " حديث آخر من طريق آخر جاء فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : يطوي الله السموات بيمينه والأراضين بشماله فهنا قال : بشماله ، وهناك قال : كلتا يدي ربِّي يمين ؛ فكيف التوفيق بين الحديثين - بارك الله فيكم - ؟
الشيخ : الحقيقة أنَّني أعجب من بعض إخواننا الذين يوجِّهون مثل هذا السؤال ، يتوهَّمون التعارض بين ما جاء في بعض الأحاديث أن لله يمينًا ولله شمالًا ، وبين الحديث الذي قال فيه - عليه السلام - : وكلتا يدي ربِّي يمين ، يتوهَّمون التعارض بين هذا الحديث والأحاديث التي تفصِّل فتقول : إن لله يمينًا ولله شمالًا كهذا الحديث - حديث عمر - ، وأحاديث القبضتين اللَّتين كنتُ أخرجتها في أول المجلد الأول من " السلسلة الصحيحة " ، ففيها : إن الله - عز وجل - لما خلق الخلق قبضَ قبضةً بيمينه - في عالم الأرواح - فقال : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وقبض قبضةً بشماله فقال : هؤلاء إلى النار ولا أبالي ، لا تعارض ولا تنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمال واليمين ، وبين قوله - عليه الصلاة والسلام - : وكلتا يدي ربي يمين ؛ لأنَّ معنى ذلك كقوله - تبارك وتعالى - تمامًا في صفة السمع والبصر : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ليس كمثله شيء يساوي كلتا يدي ربي يمين ، وهو السميع البصير يساوي له يمنى وله يسرى ، فتنزيهًا لله - عز وجل - وبيانًا أن صفات الله - عز وجل - لا تُشبه صفات المخلوقات قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالحديث المذكور آنفًا : وكلتا يدي ربِّي يمين ، فنحن البشر نصف أنفسنا لنا يمين ولنا شمال ، لكن هل يجوز لنا أن نصفَ أنفسنا فنقول - كما قال بعض الوعَّاظ المصريين مخاطبًا الرسول - عليه السلام - يقول في تعظيمه وفي مدحه - : " يا رسول الله ، وكلتا يديك يمين " ؟!!
هذا هو الضَّلال المبين ، فلا يجوز للمسلم أن يصفَ نفسه إلا بما هو معروف من بشريَّته ؛ فله يمين وله شمال ، ولكن لا يجوز أن يصف بشرًا ما مهما سما وعلا - ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فيقول : " وكلتا يدي رسول الله يمين " ؛ لأنَّ هذه الصفة مما تفرَّد بها رب العالمين - تبارك وتعالى - ، والأمر في الصفات - كما تعلمون - يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله - عز وجل - وبين صفات العباد ، الله سميع بصير كما سمعتم في الآية السابقة ، ولكنه قال : فجعلناه - بالنسبة لآدم - فجعلناه سميعًا بصيرًا لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تمامًا في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله - تبارك وتعالى - ، تأكيدًا لهذا التنزيه الذي ذكره الله - عز وجل - في قوله : ليس كمثله شيء من هذا الباب جاء قوله - عليه الصلاة والسلام - : وكلتا يدي ربي يمين ، فاليمين والشمال يوجد اشتراك لفظي ، أما كلتا يدي ربي يمين لا أحد يشاركه في اللفظ فضلًا عن المعنى .
هذا هو الجواب عن هذا السؤال والساعة تقول : قَط قَط ، وبس ، انصرفوا راشدين .
انتهت الأسئلة - بارك الله فيك - .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : وجزاك الله خيرًا ، ثانيًا : سؤالي حديث عقدي ؛ وهو ما جاء في " صحيح مسلم " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كلتا يدي ربي يمين ، وفي نفس " صحيح مسلم " حديث آخر من طريق آخر جاء فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : يطوي الله السموات بيمينه والأراضين بشماله فهنا قال : بشماله ، وهناك قال : كلتا يدي ربِّي يمين ؛ فكيف التوفيق بين الحديثين - بارك الله فيكم - ؟
الشيخ : الحقيقة أنَّني أعجب من بعض إخواننا الذين يوجِّهون مثل هذا السؤال ، يتوهَّمون التعارض بين ما جاء في بعض الأحاديث أن لله يمينًا ولله شمالًا ، وبين الحديث الذي قال فيه - عليه السلام - : وكلتا يدي ربِّي يمين ، يتوهَّمون التعارض بين هذا الحديث والأحاديث التي تفصِّل فتقول : إن لله يمينًا ولله شمالًا كهذا الحديث - حديث عمر - ، وأحاديث القبضتين اللَّتين كنتُ أخرجتها في أول المجلد الأول من " السلسلة الصحيحة " ، ففيها : إن الله - عز وجل - لما خلق الخلق قبضَ قبضةً بيمينه - في عالم الأرواح - فقال : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وقبض قبضةً بشماله فقال : هؤلاء إلى النار ولا أبالي ، لا تعارض ولا تنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمال واليمين ، وبين قوله - عليه الصلاة والسلام - : وكلتا يدي ربي يمين ؛ لأنَّ معنى ذلك كقوله - تبارك وتعالى - تمامًا في صفة السمع والبصر : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ليس كمثله شيء يساوي كلتا يدي ربي يمين ، وهو السميع البصير يساوي له يمنى وله يسرى ، فتنزيهًا لله - عز وجل - وبيانًا أن صفات الله - عز وجل - لا تُشبه صفات المخلوقات قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالحديث المذكور آنفًا : وكلتا يدي ربِّي يمين ، فنحن البشر نصف أنفسنا لنا يمين ولنا شمال ، لكن هل يجوز لنا أن نصفَ أنفسنا فنقول - كما قال بعض الوعَّاظ المصريين مخاطبًا الرسول - عليه السلام - يقول في تعظيمه وفي مدحه - : " يا رسول الله ، وكلتا يديك يمين " ؟!!
هذا هو الضَّلال المبين ، فلا يجوز للمسلم أن يصفَ نفسه إلا بما هو معروف من بشريَّته ؛ فله يمين وله شمال ، ولكن لا يجوز أن يصف بشرًا ما مهما سما وعلا - ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فيقول : " وكلتا يدي رسول الله يمين " ؛ لأنَّ هذه الصفة مما تفرَّد بها رب العالمين - تبارك وتعالى - ، والأمر في الصفات - كما تعلمون - يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله - عز وجل - وبين صفات العباد ، الله سميع بصير كما سمعتم في الآية السابقة ، ولكنه قال : فجعلناه - بالنسبة لآدم - فجعلناه سميعًا بصيرًا لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تمامًا في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله - تبارك وتعالى - ، تأكيدًا لهذا التنزيه الذي ذكره الله - عز وجل - في قوله : ليس كمثله شيء من هذا الباب جاء قوله - عليه الصلاة والسلام - : وكلتا يدي ربي يمين ، فاليمين والشمال يوجد اشتراك لفظي ، أما كلتا يدي ربي يمين لا أحد يشاركه في اللفظ فضلًا عن المعنى .
هذا هو الجواب عن هذا السؤال والساعة تقول : قَط قَط ، وبس ، انصرفوا راشدين .
انتهت الأسئلة - بارك الله فيك - .
الفتاوى المشابهة
- ما هو الجمع بين حديث: ( إن الله يطوي السموات ث... - الالباني
- ورد في حديث " كلتا يديه يمين " وفي حديث آخر... - ابن عثيمين
- شرح حديث مسلم : ( إن لله شمالاً ) . وكيف يجمع... - الالباني
- حديث : ( يطوي الله السموات ثم يأخذهنَّ بيمينه... - الالباني
- معنى حديث: (وكلتا يديه يمين) - ابن عثيمين
- كيف الجمع بين الحديثين :" كلتا يدي الله يمين... - ابن عثيمين
- كيف نجمع بين حديث ابن عمر : ( ثم يأخذ الأرضين... - الالباني
- حديث : ( وكلتا يدي ربي يمين ) ، وحديث : ( أن ا... - الالباني
- كيف التوفيق بين حديث: "وكلتا يدي ربي يمين" وحد... - الالباني
- كيف الجمع بين حديث : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ،... - الالباني
- كيف الجمع بين حديث : ( كلتا يدي ربِّي يمين ) ،... - الالباني