الشيخ : ما يهمنا يعني ... .
السائل : الحديث عن ابن عمر ، وفيه : "ثم أن الله - سبحانه وتعالى - يطوي الأرضين بشماله" و ... حديث أخرى في " الصحيحين " - أيضًا - : "أن يدي الله كلتا يديه يمين" .
الشيخ : تكلَّمنا - أيضًا - عن هذه المسألة في أكثر من جلسة واحدة ، فنقول : إن الله - عز وجل - وصف نفسه بأن لله يدين ، وجب الإيمان بذلك ، وأن إحدى يديه يمين والأخرى شمال ، ولكن في حديث آخر في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : "وكلتا يدي ربِّي يمين" ، لا إشكال بين هذا الحديث والذي قبله ، بل هذا الحديث الثاني يؤكِّد مبدأً قرآنيًّا ، وهو قوله - تبارك وتعالى - : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، فهو - تبارك وتعالى - مع كونه سميعًا بصيرًا فليس كمثله شيء ، كذلك - عز وجل - مع كونه له يدان وإحداهما يمين والأخرى شمال ؛ فكلتا يدي ربِّي يمين ؛ خلافًا للمخلوقات ، فلا توصف بأن كلتا يدي يمين المخلوقات يمين ؛ لأن هذه صفة اختصَّ بها رب العالمين ؛ فلا تعارض حتى نتطلَّب التوفيق ، بل هذا تأكيد لتنزيه الله - تبارك وتعالى - عن مشابهته للمخلوقات .