ما تفسير الوجه في قوله - تعالى - : (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )) ، هل هناك مجاز ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الوالد - حفظك الله - ، يقول السائل : ما تفسير الوجه في قوله - تعالى - : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ... ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : أيضًا هذه من الآيات التي يستقيم عليها المجاز ولا مجاز فيها ؛ لأن المقصود كما هو اصطلاح القرآن الكريم في بعض الآيات أن المقصود منها ذات الله - تبارك وتعالى - ، ولو كان الأمر متعلِّقًا ببشر لَقلنا : إنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ، لكن لا يُوصف ربنا بأنَّه له أجزاء ، ولكن هذا التعبير معروف في اللغة العربية ، الله - تبارك وتعالى - يقول : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، فقوله - تبارك وتعالى - : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ يعني صلاة الفجر ، ولا مجاز هنا ؛ لأن هذا هو الأسلوب القرآني الذي يدلُّ عليه السياق ، والاتباع في المعنى الأدق ؛ حيث قال في أول الآية : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ ؛ أي : أقم القرآن ، و قُرْآنَ الْفَجْرِ القرآن المقصود هنا إنَّما هو صلاة الفجر ؛ لذلك قال : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، لو رجعنا إلى الأحاديث الصحيحة لَوجدنا أنَّه يعني صلاة الفجر تشهدها الملائكة ، فإذا هذا تسليك المجاز كما سبق ذكره في الإجابة عن سؤال سابق اصطلاح من بعضهم ، ولكن الحقيقة أن هذا هو الحقيقة .
وهذا منه كثير وكثير جدًّا من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، قال - تعالى - : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، أيضًا المقصود هنا فَاقْرَءُوا أي : فصلُّوا ما تيسَّر لكم من صلاة الليل ، هذا هو معنى هذه الآية ، وليس المقصود بها اقرأ في صلاة الليل ما تيسَّر لك من القرآن ، وإنما قوله : مَا تَيَسَّرَ صلِّ قيام الليل ربعه نصفه كما جاء في الآيات المتقدِّمة على هذه الآية .
كذلك - مثلًا - قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : الحجُّ عرفة ، لا يفهم العربي أنَّ المسلم إذا لم يأتِ بأيِّ شيءٍ من أركان الحج إذا أنَّه وقف على عرفة ، وخلاص انتهى كلُّ شيء ، لا طاف طواف القدوم ولا سعى ، ولا طاف طواف الإفاضة وإنما وقف على عرفة ، مَن يفهم هذا الفهم ؟ الأعجمي ، وأما العربي يقول : الحجُّ عرفة أي : أعظم أركان الحج عرفة ، هذا الأسلوب هو المعروف عند العرب ، بعضهم يسمِّيه مجازًا ؛ لا مشاحَّة في الاصطلاح ، لكن لا أحد يفهم أن الحجَّ كلَّ الحجِّ هو الوقوف بعرفة ، فالمهم بالموضوع أن الآية : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ لا يعني يبقى وجهه دون ذاته - تبارك وتعالى - ، وإنما يبقى ذاته - تبارك وتعالى - بكامل صفاته .
نعم .
الشيخ : أيضًا هذه من الآيات التي يستقيم عليها المجاز ولا مجاز فيها ؛ لأن المقصود كما هو اصطلاح القرآن الكريم في بعض الآيات أن المقصود منها ذات الله - تبارك وتعالى - ، ولو كان الأمر متعلِّقًا ببشر لَقلنا : إنه من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ، لكن لا يُوصف ربنا بأنَّه له أجزاء ، ولكن هذا التعبير معروف في اللغة العربية ، الله - تبارك وتعالى - يقول : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، فقوله - تبارك وتعالى - : وَقُرْآنَ الْفَجْرِ يعني صلاة الفجر ، ولا مجاز هنا ؛ لأن هذا هو الأسلوب القرآني الذي يدلُّ عليه السياق ، والاتباع في المعنى الأدق ؛ حيث قال في أول الآية : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ ؛ أي : أقم القرآن ، و قُرْآنَ الْفَجْرِ القرآن المقصود هنا إنَّما هو صلاة الفجر ؛ لذلك قال : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ، لو رجعنا إلى الأحاديث الصحيحة لَوجدنا أنَّه يعني صلاة الفجر تشهدها الملائكة ، فإذا هذا تسليك المجاز كما سبق ذكره في الإجابة عن سؤال سابق اصطلاح من بعضهم ، ولكن الحقيقة أن هذا هو الحقيقة .
وهذا منه كثير وكثير جدًّا من إطلاق الجزء وإرادة الكل ، قال - تعالى - : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، أيضًا المقصود هنا فَاقْرَءُوا أي : فصلُّوا ما تيسَّر لكم من صلاة الليل ، هذا هو معنى هذه الآية ، وليس المقصود بها اقرأ في صلاة الليل ما تيسَّر لك من القرآن ، وإنما قوله : مَا تَيَسَّرَ صلِّ قيام الليل ربعه نصفه كما جاء في الآيات المتقدِّمة على هذه الآية .
كذلك - مثلًا - قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : الحجُّ عرفة ، لا يفهم العربي أنَّ المسلم إذا لم يأتِ بأيِّ شيءٍ من أركان الحج إذا أنَّه وقف على عرفة ، وخلاص انتهى كلُّ شيء ، لا طاف طواف القدوم ولا سعى ، ولا طاف طواف الإفاضة وإنما وقف على عرفة ، مَن يفهم هذا الفهم ؟ الأعجمي ، وأما العربي يقول : الحجُّ عرفة أي : أعظم أركان الحج عرفة ، هذا الأسلوب هو المعروف عند العرب ، بعضهم يسمِّيه مجازًا ؛ لا مشاحَّة في الاصطلاح ، لكن لا أحد يفهم أن الحجَّ كلَّ الحجِّ هو الوقوف بعرفة ، فالمهم بالموضوع أن الآية : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ لا يعني يبقى وجهه دون ذاته - تبارك وتعالى - ، وإنما يبقى ذاته - تبارك وتعالى - بكامل صفاته .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- هل في القرآن مجاز؟ - ابن عثيمين
- بقية جواب هل في القرآن مجاز؟ - ابن عثيمين
- هل في القرآن مجاز...؟ - ابن باز
- هل يوجد في القرآن الكريم شيء اسمه مجاز ؟ - الالباني
- هل المجاز موجود في القرآن؟ - ابن عثيمين
- مسألة المجاز في القرآن - ابن عثيمين
- المجاز في الأسماء - اللجنة الدائمة
- هل في القرآن الكريم مجاز ؟ - الالباني
- هل في القرآن مجاز ؟ - الالباني
- ما تفسير الوجه في قوله تعالى (( كل شيء هالك إل... - الالباني
- ما تفسير الوجه في قوله - تعالى - : (( كُلُّ شَ... - الالباني