الشيخ : ... في الكتاب والسنة بحيث أنه يهزُّ المشاعر ويحرِّك القلوب ، وربما يتمكَّن من إسالة الدموع من العيون بسبب تأثيره كما قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - حسبما سمعتم ، فلما شعر أكثر خطبائنا اليوم بهذا النقص أدار الخطبة إلى ما يشبه درس من الدروس ، وليته كان درسًا - أيضًا - ، وإنَّما إلى ما يشبه ذكر من الأذكار ، فقد جاء في السؤال هنا وهذا نعرفه مع الأسف ولا يخفى بيقول لهم : صلوا عَ النبي ، أخي هذا ليس مجلس صلاة عَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ على أن عقد مجلس في الصلاة على النبي هذا - أيضًا - من الأشياء التي حدثت من بعد النبي ، عاقد مجلس خاص يسمَّى بمجلس الصلاة على النبي هو مما حدث بعد النبي - عليه الصلاة والسلام - ، وهذا - أيضًا - سببه بدل ما يسمَّى هؤلاء الناس فليكونوا بهذا العدد أو أكثر ، بدل ما يجتمعوا نصف ساعة يتعلمون فيها آية من كتاب الله ، أو حديثًا من أحاديث رسول الله ، أو مسألة فقهية من المسائل الشرعية ما عندهم هذا النص التي تحتاج إلى جهاد ، بيقعدوا بيجتمعوا بيتسلُّوا ، بيتسلُّوا بماذا ؟ بمجلس الصلاة على الرسول - عليه السلام - ، الصلاة على الرسول - عليه السلام - يستطيعه كل إنسان ، والذكر الخفي عند العلماء جميعًا أفضل من الذكر الجلي العلني ، فيعكسون القضايا ، العلم لا يمكن بالخفاء ، والناس بحاجة إلى علماء ، فبدل أن يجتمعوا ليتعلموا العلم يجتمعون على الذكر وعلى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا الذكر وهذه الصلاة بإمكان كل إنسان أن يتفرَّغ لهما حينما يجد الوقت المناسب له ، فبدل أن يجتمعوا على الفقه الذي قال فيه الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ؛ فتجد أكثر هؤلاء الذين يجتمعون على الذكر لا فقه عندهم ، وهذا الدليل أن ذكرهم يخالف الفقه ؛ الاجتماع بالذكر على صوت واحد هذا خلاف الفقه ؛ لا سيما إذا انضمَّ إلى الذكر شيء من التمايل ، وشيء بما يُسمَّى بالرقص ؛ هذا - أيضًا - يخالف الفقه ، فإذًا وظيفة الخطيب ليس هو أن يقول للناس : " اذكر الله ، صلوا ع النبي ، زيدوه صلاة " ؛ هذا كله لإضاعة الوقت ؛ لأن ما في عندهم بضاعة يقدمها إلى الناس ، هذا - مع الأسف - أمر يعني يسترعي الانتباه ، ويدلنا على ما وصل إليه حال الخاصة من المسلمين اليوم فضلًا عن العامة .
الخلاصة : الخطيب يوم الجمعة ليس من السنة أن يلتفت يمينًا أو يسارًا ، وقد صرَّح ابن أبي شامة في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث " أن من البدع بدع الخطيب يوم الجمعة أن يلتفت يمينًا ويسارًا ؛ فكيف له بهذه الإشارات والشبهات يمينًا ويسارًا ، وهذا اللَّهج برفع الصوت من الحاضرين الذين يتجاوبون مع الخطيب فأكثرهم لا يعلمون مع الأسف الشديد !!
خلاصة القول : هذه المسألة الأولى مما جاء في السؤال يظهر بدهيًّا أنها خلاف السنة المحمدية .