تم نسخ النصتم نسخ العنوان
لا يصح الاستدلال بنصٍّ أو لفظٍ عامٍّ على جزئية... - الالبانيالشيخ : فما يجوز أن نُثبت بذلك سنة ، وأنا أضرب على ذلك مثلًا موضِّحًا كيف لا ينبغي الاعتماد على عموم النَّصِّ بجزء من أجزائه نعلم بطريقة ما أو بأخرى أن ...
العالم
طريقة البحث
لا يصح الاستدلال بنصٍّ أو لفظٍ عامٍّ على جزئية لم يجرِ عليها العمل عند السلف .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فما يجوز أن نُثبت بذلك سنة ، وأنا أضرب على ذلك مثلًا موضِّحًا كيف لا ينبغي الاعتماد على عموم النَّصِّ بجزء من أجزائه نعلم بطريقة ما أو بأخرى أن العمل لم يجرِ بهذا الجزء بذاته ، فنقول قال - عليه الصلاة والسلام - : يد الله على الجماعة ، وقال - عليه الصلاة والسلام - صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ؛ فلو دخل جماعةٌ المسجد يريدون أن يصلوا سنة الوقت ؛ سنة الظهر - مثلًا - القبلية ، انتحى كل واحد منهم ناحية من المسجد يريد أن يصلي وحده ، فناداهم واحد منهم قال : يا جماعة ، بدل ما نصلي فرادى تَعُوا لنصلي جماعة ، وذكر الحديثين السابقين ؛ طبعًا هذا استدلال يُوهم مَن لا ينتبه للقاعدة السابقة أنه دليل واضح ، يد الله على الجماعة ، صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، ولكن إذا كان في هؤلاء الأفراد من عنده علم مسبق أن مثل هذه الجماعة لم تُقَمْ في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - فهو سوف لا يتجاوب مع هذا المستدلِّ في هذين الحديثين الصحيحين ، وسيقول له : أنت تستدل بحديث على الجزئية فيها تجمُّع الناس بالسنن الرواتب ، ولم يجرِ عمل السلف على ذلك ؛ فإذًا استدلالك مردود ، هذا ما يمكن أن يُقال بإيجاز ، وعلى ذلك فإثبات الوضع بعد رفع الرأس من الركوع يحتاج إلى نصٍّ أن فلان رأى الرسول فعل ذلك ، أي : نص خاص ، وليس يستدل بمثل حديث وائل ابن حجر : كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ؛ لأن هذا استدلال بلفظ عام ، نحن قلنا لا يصحُّ الاستدلال بلفظ عام صدر من الرسول - عليه السلام - ما دام يدل على عمل لم يجرِ عليه عمل السلف ؛ فكيف نستدل بنصٍّ عامٍّ لفظه من صحابي لا يُفترض أن يكون تعبيره دقيقًا كتعبير الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟
هذا الذي نقوله بهذه المناسبة .

Webiste