شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( لَا يَنبَغِي لِلصِّدِّيقِ أَن يَكُونَ لَعَّانًا ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وفي الحديث الثاني تأكيد هذه العبارة بصيغة أخرى كما قال بعد أن روى بإسناده الصحيح - أيضًا - عن أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : لَا يَنبَغِي لِلصِّدِّيقِ أَن يَكُونَ لَعَّانًا .
أيضًا هنا خصَّ بالذكر الصِّدِّيق ، وذكر أنه لا يجوز له أن يكون لعَّانًا - يعني مكثرًا للَّعن - ، المقصود هنا بالصِّدِّيق أعمُّ من أن يكون المقصود به هو أبو بكر - رضي الله عنه - الذي عُرف بهذا اللقب ، وذلك حينما أُسرِيَ برسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - إلى بيت المقدس وإلى السموات العلى ، ثم حدَّث الناس بذلك فكذَّبه كثيرون ، وجاء بعضهم يريد أن يُوقع بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين صاحبه في الغار لِيُثيرَه عليه ، ليقول له : لقد حدَّث بكذا وكذا ، حدَّث بأنه أُسرِيَ به في ليلة واحدة إلى السموات العلى ، فقال : إن كان حدَّث بذلك فهو حقٌّ ، فمن يومئذ سُمِّي أبو بكر الصِّدِّيق صدِّيقًا - رضي الله عنه - ، فقوله - عليه السلام - بهذا الحديث : لَا يَنبَغِي لِلصِّدِّيقِ هو أعمُّ من أن يكون مقصودًا به أبو بكر ، وإن كان أول ما يدخل في ذلك أبو بكر نفسه ؛ لحديث يأتي ؛ لأن مثل هذا الحديث وجَّهَه الرسول - عليه الصلاة والسلام - لأبي بكر نفسه كما سيأتي قريبًا .
إذًا فهذا الحديث يؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز لِمَن كان في مقام الصِّدِّيقية أن يغلب عليه استعمال لفظة اللَّعن ، لعن الناس أو الدواب أو غير ذلك ، ولا شك ولا ريب أنَّ المقصود بهذا التنزيه للصِّدِّيقين أن يكونوا لعَّانين إنما ذلك إذا كانت اللعنة في غير حقٍّ ، أما إذا لعن الرجل من يستحقُّ اللَّعن ، لا سيَّما إذا كان هو في ذلك متَّبعًا للنَّصِّ في الشرع ؛ فحينَ ذلك لا يدخل في هذا النفي ، المقصود بتنزيه الصِّدِّيقين من أن يكونوا لعَّانين أي : بغير حقٍّ ، كالغيبة والنميمة ونحو ذلك ، أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أو التحذير أو بيان الذين يستحقُّون اللعن عند الله - عز وجل - فكلُّ ذلك لا يدخل في هذا الباب .
مثلًا : نضرب مثلًا واقعيًّا جاء في الحديث الصحيح : صنفان من الناس لم أَرَهُما بعد ، رجالٌ بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة ؛ العنوهنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، لا يدخلْنَ الجنة و لا يجِدْنَ ريحها ، وإنَّ ريحها لَتُوجد من مسيرة كذا و كذا ، وجاء في حديث آخر صحيح : وإنَّ ريحها لَتُوجد من مسيرة مئة عام .
فهنا يقول الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : هذه النسوة المتبرِّجة الكاسية العارية إذا رأيتموهن فالعنوهنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، فمن فعل ذلك لا يكون قد خالف هذا الحديث ؛ لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللَّعن بغير حقٍّ ، فليكُنْ هذا على بال .
أيضًا هنا خصَّ بالذكر الصِّدِّيق ، وذكر أنه لا يجوز له أن يكون لعَّانًا - يعني مكثرًا للَّعن - ، المقصود هنا بالصِّدِّيق أعمُّ من أن يكون المقصود به هو أبو بكر - رضي الله عنه - الذي عُرف بهذا اللقب ، وذلك حينما أُسرِيَ برسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - إلى بيت المقدس وإلى السموات العلى ، ثم حدَّث الناس بذلك فكذَّبه كثيرون ، وجاء بعضهم يريد أن يُوقع بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين صاحبه في الغار لِيُثيرَه عليه ، ليقول له : لقد حدَّث بكذا وكذا ، حدَّث بأنه أُسرِيَ به في ليلة واحدة إلى السموات العلى ، فقال : إن كان حدَّث بذلك فهو حقٌّ ، فمن يومئذ سُمِّي أبو بكر الصِّدِّيق صدِّيقًا - رضي الله عنه - ، فقوله - عليه السلام - بهذا الحديث : لَا يَنبَغِي لِلصِّدِّيقِ هو أعمُّ من أن يكون مقصودًا به أبو بكر ، وإن كان أول ما يدخل في ذلك أبو بكر نفسه ؛ لحديث يأتي ؛ لأن مثل هذا الحديث وجَّهَه الرسول - عليه الصلاة والسلام - لأبي بكر نفسه كما سيأتي قريبًا .
إذًا فهذا الحديث يؤكد الحديث الذي قبله من حيث أنه لا يجوز لِمَن كان في مقام الصِّدِّيقية أن يغلب عليه استعمال لفظة اللَّعن ، لعن الناس أو الدواب أو غير ذلك ، ولا شك ولا ريب أنَّ المقصود بهذا التنزيه للصِّدِّيقين أن يكونوا لعَّانين إنما ذلك إذا كانت اللعنة في غير حقٍّ ، أما إذا لعن الرجل من يستحقُّ اللَّعن ، لا سيَّما إذا كان هو في ذلك متَّبعًا للنَّصِّ في الشرع ؛ فحينَ ذلك لا يدخل في هذا النفي ، المقصود بتنزيه الصِّدِّيقين من أن يكونوا لعَّانين أي : بغير حقٍّ ، كالغيبة والنميمة ونحو ذلك ، أما إذا كان ذلك في سبيل الإصلاح أو التحذير أو بيان الذين يستحقُّون اللعن عند الله - عز وجل - فكلُّ ذلك لا يدخل في هذا الباب .
مثلًا : نضرب مثلًا واقعيًّا جاء في الحديث الصحيح : صنفان من الناس لم أَرَهُما بعد ، رجالٌ بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة ؛ العنوهنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، لا يدخلْنَ الجنة و لا يجِدْنَ ريحها ، وإنَّ ريحها لَتُوجد من مسيرة كذا و كذا ، وجاء في حديث آخر صحيح : وإنَّ ريحها لَتُوجد من مسيرة مئة عام .
فهنا يقول الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : هذه النسوة المتبرِّجة الكاسية العارية إذا رأيتموهن فالعنوهنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، فمن فعل ذلك لا يكون قد خالف هذا الحديث ؛ لأن المقصود من الحديث هو إكثار اللَّعن بغير حقٍّ ، فليكُنْ هذا على بال .
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ( لَا يَنب... - الالباني
- باب مَن لَعَنَ عبدَه فأعتقَه ، حديث عائشة - رض... - الالباني
- شرح باب من لعن عبده فأعتقه وتحته حديث عائشة أن... - الالباني
- يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( الدنيا... - الالباني
- شرح قول المصنف : وفيهم الصديقون - ابن عثيمين
- باب ليس المؤمن بالطَّعَّان ، حديث عبد الله بن... - الالباني
- باب لعن الكافر ، حديث أبي هريرة : ( إِنِّي لَم... - الالباني
- باب : " باب لعن الكافر " . شرح حديث أبي هريرة... - الالباني
- شرح الحديث الثاني من هذا الباب وهو حديث أبي هر... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( لا ينبغي ل... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( لَا يَ... - الالباني