تفسير قوله تعالى " و الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ....".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أيها الأخ المسلم أتدري ما معنى كنز الذهب والفضة هل معنى كنز الذهب والفضة أن يدفنهما الإنسان في الأرض ؟ لا ، إن كنز الذهب والفضة بينه الله تعالى في قوله : ولا ينفقونها في سبيل الله هذا الكنز ألا تنفقها في سبيل الله أي في شريعته التي أوجب الله عليك أن تنفقها فيه وأهم ما تنفق فيه الأموال الزكاة إذا المراد بالكنز منع ما يجب بذله من المال المراد بالكنز منع ما يجب بذله من المال هذا هو الكنز حتى لو كان هذا المال على ظهر جبل بارزا ظاهرا ولكنه لا يؤدى فيه ما يجب فإنه كنز وإذا أدى الإنسان ما يجب في ماله فليس بكنز ولو دفنه تحت أطباق الثرى تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم كم جهات الإنسان كم الجهات ؟ أربعة الأمام والخلف واليمين والشمال من الأمام تكوى بها الجباه ومن الخلف الظهور ومن اليمين والشمال الجنوب والعياذ بالله وجنوبهم وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من النار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد أخي المسلم يحمى عليها في نار جهنم فما مقدار حرارة نار جهنم ما مقدارها أنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا نار الدنيا كلها مهما عظمت فإن النار قد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا يقول النبي عليه الصلاة والسلام : إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم وهذه الشمس العظيمة الحرارة حرارتها من فيح جهنم وقد ذكر أهل العلم أن حرارتها لا تطاق وأنه لو قرب منها أعظم فولاذ على وجه الأرض فإن هذا الفولاد يتطاير كما يتطاير الدخان من شدة حرارة الشمس وهذا أمر واقع فإن بيننا وبين الشمس هذه المسافات العظيمة ومع هذا تصل حرارتها إلى هذا الذي تحسونه أيام الصيف إذا فالنار لا يمكن أن ندرك حقيقة حرها ولكن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التقريب فضلت على نار الدنيا كلها بتسعة وستين جزءا يصفح هذا الذهب والفضة يصفح صفائح من الذهب والفضة ولا من النار، من النار فهي نار محماة في نار والعياذ بالله يكوى بها جنبه وجبينه وظهره لمدة دقيقة أو لحظة صح الحديث يكوى بها جنبه وجبينه وظهره لمدة لحظة، لحظة واحدة لا مو أي لحظة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ومع ذلك هل تترك هذه الصفائح حتى تبرد وتخف ؟ لا ، كلما بردت أعيدت من حين أن يكون فيها برد تعاد والعياذ بالله إلى نار جهنم حتى تعود حرارتها كما كانت ثم يعاد الكي بها أعتقد أن كل مؤمن يؤمن بما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يبخل بالزكاة مهما كانت ومهما كثرت حتى لو كانت مليونا لأربعين مليونا زكاة أربعين مليون كم مليون ريال لكن إذا جاء يخرجها ونظر إليها مليون بدأ يحسب مليون ريال أخرجه هذا كثير أرجع يا ولد رجعه في الصندوق ثم يغلبه الدين طلع الزكاة يفتح الصندوق يخرجها فإذا ثقلت في يده قال المليون كثير رجع يا ولد وهكذا ولكن المؤمن لا يهمه والله مال وإذا أخذ منه مليون بقي له تسعة وثلاثون مليونا هذه التسعة والثلاثون مليونا هل حصلها بشطارته، بكده أم بتقدير الله ورزقه ؟ بتقدير الله ورزقه والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون كيف تبخل يا أخي على نفس بشيء أعطاك الله إياه وهو كثير وطلب منك القليل وقد سمعنا في صلاة الفجر اليوم : ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .
الفتاوى المشابهة
- التحذير من ترك الزكاة مع ذكر الأدلة على ذلك... - ابن عثيمين
- يسأل شيخنا أحد الأخوة يقول هناك أرض لرجل ما عر... - الالباني
- حكم زكاة الذهب والفضة المعدين للاستعمال والزينة - ابن باز
- قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين :" من يهده ا... - ابن عثيمين
- أولا : تجب الزكاة في الذهب والفضة مع الدليل . - ابن عثيمين
- الأول : في الذهب والفضة مع الدليل. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى ".... هذا ما كنزتم لأنفسكم... - ابن عثيمين
- معنى الكنز في قوله "الذين يكنزون.... ". - ابن عثيمين
- تتمة معنى الكنز في الآية. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :" والذين يكنزون الذهب والف... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى " و الذين يكنزون الذهب والف... - ابن عثيمين