تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر الشيخ لعلامة الفرقة الناجية التي تميِّزها... - الالبانيالشيخ : ... فالفرقة الناجية عَلَمُها ليست فقط كما يدَّعي جماعات أخرى في هذا الزمان ومن قبل هذا الزمان ، هذه الفرقة ليست علامتها فقط أنها تنتمي إلى العمل...
العالم
طريقة البحث
ذكر الشيخ لعلامة الفرقة الناجية التي تميِّزها عن غيرها من الفرق وهي منهج السلف الصالح وفهمهم من الصحابة فَمَن بعدهم من القرون المُفضَّلة ، والاستدلال على ذلك ببعض النصوص ، وبيان أن العصمة في اتباع الكتاب والسنة في اتباع هذا المنهج .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... فالفرقة الناجية عَلَمُها ليست فقط كما يدَّعي جماعات أخرى في هذا الزمان ومن قبل هذا الزمان ، هذه الفرقة ليست علامتها فقط أنها تنتمي إلى العمل بالكتاب والسنة ؛ فإنَّ هذا الانتماء لا يستطيع أحدٌ من المسلمين ولو كانوا من الفِرَقِ الخارجة عن الفرقة الناجية ، لا تستطيع أيُّ فرقة من تلك الفرق قديمًا أو حديثًا أن تتبرَّأ من الانتماء إلى الكتاب والسنة ؛ لأنَّها إن فعلت فقد رفعت علمَ الخروج عن الإسلام ؛ ولذلك فكلُّ الجماعات الإسلامية وكلُّ الفرق الإسلامية ؛ هذه الفرق التي ذكرها الرسول - عليه السلام - أو أشار إليها في الحديث السابق كلُّها تشترك على كلمة واحدة ؛ ألا وهي الانتماء إلى الكتاب والسنة ، أما الذين أشرنا إليهم في مطلع هذه الكلمة من السلفيين وغيرهم ممَّن ينحَون منحاهم ، وقد يتسمّون بغير هذا الاسم ؛ فهؤلاء يختلفون عن كلِّ الطوائف الإسلامية الأخرى بأنهم ينتمون إلى شيء آخر ؛ هذا الشيء الآخر هو العصمة من الخروج عن الكتاب والسنة باسم التمسُّك والكتاب والسنة ؛ ألا وهو التمسُّك بما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من المهاجرين والأنصار والذين اتَّبعوهم من أتباعهم وأتباع أتباعهم ؛ ألا وهم القرون المشهود لهم بالخيريَّة في الحديث الصحيح ، بل الحديث المتواتر الذي قاله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ ألا وهو : خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .
فاتباع هؤلاء الجيل الأول جيل الصحابة الأنور الأطهر ، ثم الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ، هؤلاء لا بد لكلِّ مَن أراد أن يكون من الفرقة الناجية لا بدَّ أن ينتمي إلى العمل بما كان عليه هؤلاء الصحابة والتابعون وهم السلف الصالح الذين نحن نقتدي بهم ، وليس هذا الأمر من وجوب الاقتداء بهؤلاء السلف الصالح بالأمر المُبتدع ، بل هو الأمر الواجب الذي جاءت الإشارة إليه بل التَّصريح به في مثل قوله - تبارك وتعالى - : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، فالله - تبارك وتعالى - قد ذكر في هذه الآية تحذيرًا شديدًا عن مخالفة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومشاقَقَتِه ، ثم عطف على ذلك فقال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ ، ولا شك أن هذا المؤمنين الذين حذَّر الله - تبارك وتعالى - الناس من المسلمين أن يُخالفوا سبيل المؤمنين لا شكَّ أن هؤلاء إنما هم الذين ذُكروا في الآية السابقة من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ؛ فقد رضي الله عنهم ورضوا عن ربِّهم ، ذلك هو المعيار الذي يفرِّق بين المسلم الذي ينتمي بلسانه إلى الكتاب والسنة ، ثم قد يُخالف الكتاب والسنة حينما لا يرجع إلى العصمة من مخالفة الكتاب والسنة ؛ ألا وهو التمسُّك بما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فأنتم الآن أمام نصٍّ من الآية ومن الحديث الصحيح ، ذكرت الآية سبيل المؤمنين ، وذكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه كما ذكر سنَّة الخلفاء الراشدين في الحديث الآخر الصحيح الذي رواه جماعة من أصحاب السنة ، منهم أبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم ؛ عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال : وَعَظَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : أوصِنا يا رسول الله . قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ، وإنه من يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي ؛ عضُّوا عليها بالنَّواجذ ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور ؛ فإن كل بدعة ، وكل بدعة ضلالة . وبالحديث الآخر : وكل ضلالة في النار .
فتجدون النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث - أيضًا - عَطَفَ سنَّة الخلفاء الراشدين على سُنَّته - عليه الصلاة والسلام - ؛ فهذا الحديث يلتقي مع حديث الفرقة الناجية ، ويلتقي مع قوله - تعالى - في الآية الثانية ؛ ألا وهي قوله - تبارك وتعالى - : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ؛ ولذلك فلا يجوز للمسلم باسم اتِّباع الكتاب والسنة أن يتَّبع آراء أو أقوالًا تُخالف ما كان عليه سلفنا الصالح ؛ ذلك لأنَّ ما كانوا عليه هو تبيانٌ للكتاب والسنة ، وأنتم تعلمون جميعًا أن السنة هي بنصِّ القرآن الكريم تبيانٌ للقرآن الكريم كما قال الله - تبارك وتعالى - مخاطبًا شخصَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ، فكما أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تولَّى بيان القرآن بسنَّته ... .

Webiste